يخوض المنتخب الوطني واحدة من المباريات المصنفة ضمن خانة السهل الممتنع أمام منافس مغمور قاريا برسم تصفيات "الكان" وهو موقن أنها فرصة كبيرة لزيادة جرعات الثقة وتعزيز الرصيد ومواصلة علامته الكاملة في المباريات الملعوبة داخل القواعد.
بعد مالاوي يأتي الدور على جزر القمر لتحط رحالها في ملعب الرعب، حيث يعبث الأسود بمنافسيه وخصومه منذ فترة والغاية هي الفوز وبالطريقة التي تزيد من وصال هذا المنتخب بالجمهور.

لا قياس مع وجود التاريخ
يقولون أنه لا قياسات مع وجود الفوارق، وفي حالة الفريق الوطني الذي ينتصب أمامه منتخب متواضع من حجم جزر القمر، يمكن أن نضيف أنه لا مقارنات مع وجود التاريخ، لأنه لا الأرقام ولا المعطيات ولا حتى السجل يبرر هذه المقارنة، ومع ذلك كرة القدم التي ليست علما مطلق ولا تحتكم بالضرورة لهذه المرجعيات تبقي فرص المفاجأة ولو بنسب قليلة مفتوحة على كل الإحتمالات الممكنة.
منتخب مونديالي برصيد محترم من المشاركات الخارجية بـ "الكان" والمونديال يلاقي منتخبا إفريقيا مصنف ضمن خانة القبعة الرابعة وواحد من المنتخبات الفتية التي تحبو في القارة وتحاول ملامسة التطور ولم يشتد عودها بعد لتتجرأ على الكبار حتى وإن استحضرنا تعادله مؤخرا مع بطل إفريقيا على ملعبه في مواجهة تهم نفس التصفيات ونفس المجموعة.
لذلك ستحضر هذه الفوارق على الأقل في مباراة الذهاب لأسباب المذكورة سلفا ولعاملي الأرض والجمهور ولاختلاف شاسع وكبير بين قيمة الأسماء التي يتضمنها كل فريق، وهو ما يرجح بطبيعة الحال كفة الفريق الوطني في هذا النزال الذي يمثل الجولة الثالثة من التصفيات.

زيادة العداد
بعد الإنتصار الذي حققه الفريق الوطني قبل شهر من الآن على حساب منتخب مالاوي، ودون أن نلتفت لسقطته الأولى أمام منتخب الكامرون طالما أن نقاط ومباريات هذا المنتخب المؤهل بحكم الإستضافة لن تحتسب، فإن المنطق والضرورة يفرضان على الأسود كسب مباراته هذه أمام جزر القمر.
انتصار سيرفع الرصيد لـ 6 نقاط مع وضع في الحسبان أن لقاء مكررا سيكون أمام نفس الخصم والمنافس بعد هذه المباراة بأربعة أيام تحديدا، ودون التوجه الإستباقي لمباراة الإياب ينبغي الفوز هنا لأنه الخيار الوحيد والأوحد الذي سيكفل للفريق الوطني الصدارة ومن تم رفع حظوظ ونسب التأهل للكان، مع اعتماد تجاهل مباريات وتنقيط الكامرون.
كما أن نفس المنطق يقود لحتمية تحقيق الإنتصار لتأكيد العلامة الكاملة المحققة منذ فترة طيلة في المباريات الملعوبة بالميدان ولتعزز نقاط تصنيف الفيفا ومعها عديد المزايا الأخرى التي يضمنها الإنتصار.

أي حافز للاعبين؟
مؤكد أن عناصر الفريق الوطني المتشعبة بالإحتراف لن يغرها طبيعة الأسماء المتواضعة للمنافس ولا كونه فريق مجهول الهوية، وستتعامل مع المباراة بالجدية اللازمة، كما أنها لا تحتاج لحافز إضافي لتبرز إمكانياتها المحترمة، طالما أن اللعب في الدار البيضاء بالأجواء الإستثنائية التي يفرضها الجمهور يمثل لوحده حافزا قويا ومغديا للحماس والرغبة في التألق.
كما أن العناصر الوطنية تدرك جيدا أن مثل هذه المباريات تكون مفخخة وتزيل كل الأثقال من على أكتاف المنافس الذي سيلعب محررا من كل الضغوطات ولا يوجد لديه ما يخسره.
ودون أن نقصي الحماس الذي سيتولد تلقائيا مع ضربة الإنطلاقة من خلال استحضار الصورة التي طبعت في ذاكرة الجمهور في مونديال روسيا وحتمية الإستمرار في نفس النسق والمسار والصورة بغض النظر عن طبيعة الخصم أو المنافس.
كما أن تواجد مدرب من طينة ونوعية رونار وحده يكفي ليعيد اللاعبين لقواعدهم ويفرض عليهم احترام المنافس وهو الخبير بتضاريس ومفاجآت من يوصفون بصغار القارة.

إكتشافات جديدة
شكلت مباراة مالاوي فرصة لتقديم وافد جديد ولو في دقائق معلومة وهو نصير المزراوي من أجاكس، وطبيعي جدا أن تكون مثل هذه المباريات التي تحمل صفة وخصوصية السهولة ولو على الورق فرصة لاكتشاف المزيد من الدرر والعناصر الجديدة أو منح هامش من الوقت لأخرى لم تحظ بدقائق طويلة في السابق لتأخذ مكانها.
ولن يكون هناك اختلاف على المحمدي و بونو الأوفر حظا للرسمية وحتما سيلعب أحدهما مباراة الذهاب والثاني لقاء العودة.
وفي الدفاع يمني الجمهور النفس بأن يعود حكيمي لمكانه الأصلي بدورتموند ويتيح لمنديل اللعب بالتخصص ظهيرا أيسر مع ثنائية الدفاع المتوقعة بين داكوسطا وسايس.
ولأن الأحمدي لا محيد عنه فهناك فرضية متاحة بالمناورة ببوربيعة الوافد الجديد ليكون رفيقه مع فيصل فجر أو بلهندة ومثلث هجومي مؤلف من بوطيب ولمرابط والنصيري.
إذن هي مباراة لدعم الرصيد وزيادة الغلة التنقيطية وتنويع التشكيل ومنح الفرصة لوجوه خارج النواة التقليدية والصلبة لتوضع في المحك ويشتد عودها أكثر.

البرنامج
السبت 13 أكتوبر 2018
الجولة الثالثة من تصفيات أمم إفريقيا 2019
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س19: المنتخب المغربي ـ منتخب جزر القمر
الحكم: لمغيفري بمساعدة عبد الرحمان وار وحميد الدين ديبا (موريتانيا)