بادرة طيبة وتكاد تكون فريدة، تلك التي أقدمت عليها مكونات أسرة الدفاع الحسني الجديدي مساء يوم الجمعة وهي تودع المدرب عبد الرحيم طاليب في حفل مؤثر يجسد القيم النبيلة التي من أجلها تأسست الرياضة، حضره اللاعبون، والمسيرون وأعضاء الطاقم التقني للفريق، إلى جانب رجال الإعلام، حيث ألقى الدكتور عبد اللطيف المقتريض رئيس النادي كلمة مقتضبة نيابة عن باقي أعضاء مكتبه المسير شكر من خلالها المدرب طاليب على العمل الجبار الذي قام به على امتداد ثلاثة مواسم قضاها مع الدفاع، مستعرضا أهم إنجازاته صحبة الفريق الجديدي الذي أنقده من النزول إلى القسم الثاني في موسم 2015|2016، وقاده  في الموسمين المواليين نحو احتلال مركزي الوصافة في منافسات كأس العرش والبطولة الوطنية، إلى جانب مساهمته البارزة في تأهل فارس دكالة لأول مرة إلى دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، واصفا إياه بالمدرب القدير والمربي المثالي والصديق الوفي للجميع، الذي نسج علاقات طيبة مع كل الفعاليات المحلية طيلة مقامه بالجديدة، نافيا أن تكون النتائج السلبية الأخيرة للدفاع وراء انفصاله عن الفريق ، مؤكد كذلك أن طاليب هو من طلب اعفاءه من مهامه لظروف صحية، حيث سيخضع في الأيام القليلة المقبلة لعملية جراحية دقيقة على الركبة.
بالمقابل، قدم عبد الرحيم طاليب كلمة مؤثرة أشبه
برسالة الوداع، شكر من خلالها كل مكونات الأسرة الدفاعية، بما في ذلك الجماهير الرياضية الدكالية التي كانت تبادله الحب والتقدير بحسب المتحدث ذاته الذي لم يستطيع أن يحبس دموعه وهو يتحدث للاعبين بقاعة الندوات التابعة لملعب العبدي التي أثثتها صورتين عملاقتين لمروض الفرسان تتضمان عبارة "شكر طاليب"، مشيرا أنه كان يود مواصلة عمله التقني، إلا أن ظروفا صحية منعته من الاستمرار  مع الدفاع الذي لن ينساه أبدا، قاطعا وعدا على نفسه بأنه سيظل رهن إشارة النادي، وسيقدم له كل أشكال الدعم والمساندة له إذا طلب منه ذلك، لأن فضله عليه كان كبيرا.
من جهته، تناول العميد يوسف أكردوم الكلمة نيابة عن باقي زملائه، شاكرا من خلالها المدرب طاليب على ما قدمه للفريق الجديدي، حيث ساهم في بروز عدد من اللاعبين، وساعدهم على الإحتراف  والإلتحاق بالمنتخبات الوطنية، وكان بالنسبة له الأب النصوح  والموجه والمرشد، متمنيا له موفور الصحة والعافية، حتى يعود لاستئناف نشاطه الرياضي.