أنهى قبل أيام عقده الثالث، وقبل ذلك بسنوات بعيدة لعب في جميع الفئآت العمرية للحسنية، بدءا بالبراعم وانتهاء بالشباب، ولما بلغ أشده واشتد عوده وبدلا من مجاورة كبار الفريق، حمل حقيبته ليبدأ جولة كروية، حيث حط الرحيل بآسفي وفريقها الأولمبيك، ليعرج بعد ذلك على الجديدة، مدافعا عن ألوان دفاعها، لترصده أعين الفتح الرباطي مدافعا على لونيها الأحمر والأصفر، ولما أعياه المسير واشتد به الحنين، أقفل راجعا لعشه القديم، ليحمل بعد غياب طويل، القميص الذي رفض يوما إرتداءه في لحظة غضب وفضل إثبات ذاته خارج الديار، رجع مثقلا بالتجارب متطلعا لتدارك ما فاته، وآملا في وضع بصمته في سجل صناع تاريخ الغزالة، إنه جلال الداودي عميد الحسنية الذي حاصرته جريدة «المنتخب»، وكان معه هذا الحوار:      

ــ المنتخب: حسب المتتبعين والأنصار، الوافدون الجدد لم يقدموا لحد الآن اي إضافة نوعية ولم يرق مردودهم للمستوى المطلوب، كعميد للفريق هل من تعليق؟
الداودي: نحن في بداية الموسم وسيكون من المبكر الحكم على مردود الوافدين الجدد، وأنا متأكد بأنهم سيقولون كلمتهم في قادم الدورات، كما أتفهم قلق الجمهور وتطلعه للوقوف عند القيمة الحقيقية لهؤلاء اللاعبين، لكن لا يجب أن ننسى بأن منهم من قدم من القسم الثاني وما زال في حاجة للوقت للإستئناس بأجواء التباري في القسم الأول، كما أن ماهر وصيام الفلسطينيين يتوفران على إمكانيات جيدة وسيبصمان على مسار ممتاز رفقة الغزالة.

ــ المنتخب: كيف تنظرون الى مستوى البطولة الإحترافية هذا الموسم على بعد دورات من نهاية ثلثها الأول؟
الداودي: منذ بداية البطولة لم تتضح بعد المعالم الكبرى، كل الفرق في نفس المستوى تقريبا ولحد الآن لم يبرز أي فريق، نتائج غير مستقرة وعروض متذبذبة، تألق يليه تواضع، والمباريات يطبعها التثاقل وبطء الإيقاع، وساعد توقف المنافسات لمدة ليست بالهينة في كسر إيقاع البطولة وتدني المؤدى التقني والبدني لعديد من الفرق، وأتمنى أن يرتفع الإيقاع في قادم الدورات لتجويد منتوجنا الكروي والرقي بمستوى البطولة الوطنية.

ــ المنتخب: غادرت الحسنية شابا وعدت إليها مثقلا بتجربة كبيرة جراء الممارسة مع أكثر من فريق، حدثنا عن وضعيتك الحالية وكيف ترى مستقبلك مع الفريق؟ 
الداودي: الحمد لله منذ عودتي لفريقي الأم تمر الأمور على ما يرام، وعلاقتي طيبة جدا مع جميع المكونات، ونشتغل في جو تسوده روح العمل المسؤول والإحساس بضرورة تقديم الأفضل،  خاصة وأن الفريق مقبل على المنافسات الإفريقية وهي محطة ستكون مناسبة لخوض تجربة جديدة، اتمنى أن نقدم فيها افضل ما عندنا ارضاء لتطلعات جماهير الحسنية اينما وجدوا.

ــ المنتخب: وماذا عن عقدك مع الحسنية؟
الداودي: عقدي في سنته الأخيرة، ولكن الأسبقية ستبقى دائما لفريقي الأم وهناك محادثات مفتوحة مع السيد الرئيس حول مستقبلي مع الحسنية، وإن شاء الله إن تيسرت الأمور فالإستمرار مع حسنية أگادير هو خياري الأفضل. 

ــ المنتخب: اشتغلت تحت إمرة السكتيوي الذي كان من وراء عودتك للحسنية ومن بعده الأرجنتيني غاموندي، كيف ترى تجربتك هذين الإطارين؟
الداودي: حقبة السكيتيوي الكل ما زال يتحدث عنها، لعبنا معه كرة جميلة وراقية، وسجلنا خلالها أهدافا كثيرة كما استقبلت شباكنا مثلها وأكثر، الكرة المفتوحة التي بصمت فترة السكيتيوي ما زال الفريق ينهجها لكن مع مزيد من الصرامة الدفاعية، وهو مايميز المدرسة الأرجنتينية المعروفة بالصرامة التكتيكية، وعلى أي فما قدمه المدربان لحد الآن للحسنية يحسب لهم وسيضل في الذاكرة بكل تأكيد.
ــ المنتخب: يؤاخد البعض على العميد الداودي نرفزته الزائدة واللعب باندفاع مبالغ في بعض الأحيان، بماذا تجيب؟
(يضحك)، أستغرب كثيرا حينما يلح البعض على أني ألعب بخشونة زائدة وأنذر وأطرد حتى، ربما يتكلمون عن الداودي حينما كان في أولمبيك آسفي قبل عشر سنوات، الداودي الحالي نضج بما فيه الكفاية ويعرف حجم المسؤولية ولا يسمح لنفسه وهو يحمل شارة العمادة بتجاوز الحدود.

ــ المنتخب: كلمة أخيرة 
الداودي: كلمة شكر وامتنان في حق الجمهور السوسي الذي حج بكثرة للملعب في المباراة الأخيرة، وأبان عن مستوى راق حينما ظل يشجع الفريق حتى وهو منهزم والى آخر المقابلة، ومن خلالكم أريد أن ارفع له القبعة، كما أشكر منبركم المحترم على هذه الفرصة الجميلة وأهنئكم بعيد ميلادكم الثاني والثلاثين.