بعد عقد ونصف من الغياب عاد الرجاء البيضاوي لمنصات التتويج الإفريقية، ونجح في تحقيق المصالحة عبر الظفر بلقب كأس الكاف لثاني مرة في تاريخه، وإختار كالعادة العودة متوجا من خارج الديار وهذه المرة من كينشاسا الكونغولية، على حساب فيتا كلوب الشرس، رغم المعاناة والهزيمة إيابا 3-1 بملعب الشهداء مستفيدا من إنتصاره ذهابا بثلاثية نظيفة.
الرجاء وعلى أرضية إصطناعية سيئة وفي أجواء ممطرة دخل بنفس تشكيلة الذهاب، وإستقبل في أولى الدقائق ضغطا محليا متوقعا، لكن الفرصة الأخطر والتي ضاعت ببشاعة كانت من قدم بنحليب د5 بعد تمريرة عرضية من رحيمي، ونهج رفاق مابيدي خطة الدفاع المتقدم والضغط على حامل الكرة وغلق كل الممرات، الشيء الذي دفع الكونغوليين للإعتماد على الضربات الثابتة بواسطة موزينغا، في وقت واصل فيه النسور الإنطلاق في المرتدات الخاطفة وواصل بنحليب إهدار الفرص السانحة ببشاعة بعدما سدد في الدقيقة 19 بطريقة غريبة أمام الحارس، ليرد عليه المضيف بكرتين رأسيتين خطيرتين تصدى لإحداهما الزنيتي ببراعة، قبل أن يأتي الخبر اليقين من قدم المايسترو الحافيظي الذي توصل بهدية من بنحليب لم يرفضها وسجل هدف قتل المباراة د21 في أجمل سيناريو ممكن.
الرصاصة الرجاوية أحبطت كثيرا نفسية أصحاب الضيافة الذين أنزلوا الإيقاع مغلوبين ولم يجدوا كيف يخترقوا الدفاع الأخضر، مع تسجيل خروج العقل المدبر الحافيظي بسبب الإصابة وتعويضه بالدويك د30، لتتغير منظومة غاريدو ويتراجع معها المد الهجومي للرجاء، ويدفع الثمن بتلقي هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول من ضربة خطأ رائعة نفذها ماكوسو.
الحماس قل والإيقاع هبط وخط وسط الميدان زال في الدقائق الأولى من النصف الثاني من المباراة، وأراد الرجاء تنويم الخصم وإستدراجه للعب السلبي فنجح لفترة، قبل أن يتراخى بعض اللاعبين ويتوقفوا عن الركض لدواعي الإستهتار أو إنخفاض المنسوب البدني، مما أيقظ الدلافين ودفعها للعب الكل للكل لتحقيق الفوز على الأقل، في وقت كان حذراف يناور وحيدا وبشكل معزول، ليأتي العقاب صاعقا وفي ظرف وجيز، حينما سجل فيتا هدفين آخرين بواسطة موكوكو ونغوما د71 و74، لتحيا آماله وحظوظه في التتويج ويفطن زملاء بانون أن لا شيء حسم بعد، فكانت آخر ربع أشبه بالجحيم في ظل الطوفان الكونغولي وإستنجاد غاريدو بأولحاج وتشكيل جدارين دفاعيين من 9 لاعبين، لينحج الرجاء في إقفال الطرق ويمتص حماس المضيف والدقائق البطيئة، ويفلت من السيناريو الكارثي ويبقي النتيجة على حالها، حتى صافرة الحكم الجنوب إفريقي غوميز بالتتويج المستحق والبطولي من رحم الضغط والقسوة والمعاناة، ويوشح النسر بثاني قلادة لكأس الكونفدرالية مكرسا الصحوة المغربية الأخيرة على صعيد الأندية والمنتخبات في الأدغال الإفريقية.