حضر المنطق وغابت المعجزة، تبخرت الثورة وفشل الإنقلاب الذي دُبر لهز عرش الفيفا في أسبوع أسود في الأسوء في تاريخ الإتحاد الدولي للعبة، وإجتمع الأمريكيون والأوروبيون وغيرهم في صف واحد لينصبوا لغما للثعلب السويسري ليصطادوه، لكنهم خسروا الرهان ففاز هو بعدما أفلت بجلده من السقوط بأعجوبة ومكر شديد.

العجوز الذي أصابه الخوف والهلع غير المسبوقين بسبب إعتقال أبرز معاونيه من طرف الشرطة في قضية رشاوى وتبييض أموال 48 ساعة فقط قبل يوم الإقتراع، لم يصبه أدنى شك في الفوز بولاية خامسة كرئيس لإمبراطورية الفيفا، فكان له ما أراد مستغلا نفوذه الكثيرة وعلاقاته الغزيرة والوطيدة مع الرؤساء والمسؤولين عن الإتحادات المحلية والقارية، وتمكن بخبرته ودهائه وصداقاته من الإنتصار على الثوار الذين دفعوا بالأمير الأردني علي بن الحسين ليكون خليفة له.

حسم بلاتير الإقتراع لصالحه في الجولة الأولى ب 133 صوتا مقابل 73 لمنافسه العربي، ولأن معدل الثلثين لم يكن مكتملا فقد كان لزاما التوجه لجولة ثانية فاصلة وحاسمة، إلا أن الأمير علي أيقن بأن حظوظه ستكون شبه منعدمة فآثر الإنسحاب معلنا فوز بلاتير وتنصيبه كرئيس للمرة الخامسة للأربع سنوات المقبلة.

وصرح الإمبراطور الذي لا يُهزم عقب تمديد ولايته قائلا: "ّأهنئكم لو أعطيتم أصواتكم للأمير علي كان مرشحا جيدا لكنني الآن الرئيس، رئيس الجميع، في نهاية ولايتي سأعطي اتحادا قويا لخليفتي، تسألونني عن عمري، العمر ليس مشكلة، هناك من هم في الخمسين من العمر ويبدون طاعنين في السن، الفيفا تمر بأوقات صعبة وعلينا الإتحاد جميعا لمحو الآثار التي حفرتها الأحداث الأخيرة، لنتحد ولنتقدم للأما، للأمام، ولنسمو بكرة القدم في العالم."

المهدي الحداد