في كل مرة يثار الجدل حول الـمحترفين الـمغاربة حتى من صغار الأندية الأوروبية مثلما حدث عنوة بالـمنتخب الأولـمبي الـمغربي عندما أقصي أمام الـمنتخب التونسي مؤخرا في مباراة حملت جدلا كبيرا حول تداعيات الإقصاء والسياسة التكوينية بالمغرب، فضلا عن غياب القراءة التقنية للمباراة والإختيارات غير الـمنهجية لمباراة قفل يراد منها القتالية والموت على القميص الوطني، وهو ما لم يحضر على الإطلاق على الأقل للحفاظ على مكتسب الفوز الصغير بالمغرب، وعندما يتحدث مرة أخرى عن ضعف السياسة التكوينية بالأندية، لا يمكن إذن رمي المحترفين الـمغاربة الذين يلبون نداء الوطن بالروح والإرادة، بالإستهتار وعدم المسؤولية والهروب من تلبية النداء كما يشاع أصلا في منطق بعض دعاة الدفاع عن الإطار الوطني، ولا يمكن إتهام الـمحترفين بالتخاذل وعدم تلبية الواجب الأولمبي لأسباب قانونية تراها الأندية الأوروبية لا تستند على تواريخ «الفيفا»، ولو جاز للمحترفين الحضور على الاقل من العيارات القوية لما خسر المنتخب الأولمبي على الإطلاق وربما لكان إنجاز التأهل قائما هنا بالـمغرب وتونس أيضا. ولذلك بدا واقع الـمنتخب الأولـمبي في شكله المحلي ضعيفا وبدرجة عالية من الإخلال بمواثيق الكرة الشاملة وأعني بها كرة القوة، والشراسة، والتركيز والرغبة في الفوز، واللياقة البدنية الصارمة، وعدم السقوط في الأخطاء الفردية وغيرها من الأشكال التقنية التي تبرز نجاح العين الثاقبة للمدرب الذي يقرأ ذهابه وإيابه بكل التفاصيل الدقيقة. وهذا الواقع لم يجسده المنتخب الأولمبي الذي بنيت تفاصيله السابقة على خدع المباريات الودية ودوريات دولية بدا آخرها ضد فرنسا مصيبة في الأخطاء الدفاعية، وتلونت تلك الأخطاء ذاتها في مباراة العودة بتونس وكادت مرمى المغرب أن تتلقى سيلا من الأهداف القاتلة رغم أن الإقصاء كان هو النتيجة الحثمية لمنتخب تهيأ لسنوات مريحة من دون أن يقدم الدلالة التكوينية لوجوه صاعدة من الـمستوى العالي. 
الـمشكلة في أن الـمدافعين عن أطر غير مقنعة بخبرة التأطير الأكاديمي الدولي هم من يشكلون حجر عثرة الكرة الوطنية، ولا يمكن على الإطلاق أن يوضع منتخب وطني ما أمام إطار حديث العهد بالإعتزال في غياب ثقافة تكوينية يتواجد بها أخصائيون كبار في قاعدة الأندية الأوروبية مثلا . والحالة هاته أن الجامعة هي من تتحمل النتائج الفاشلة، وتتحمل جزءا كبيرا من الإختيارات التقنية عبر الـمنتخبات التي فشلت في التأهل المباشر. وفوق ذلك، ليس هناك سياسة تكوينية بقاعدة الأندية أحببنا أو كرهنا في إنجاب نجوم من المستوى الذي ينبئ بعلو الكعب تدريجيا من الصغار إلى الكبار، وعيب جدا أن لا نجد المادة الخام لأقل من 23 عاما في بطولة إحترافية تفنن البعض في التغني بأسماء بعينها ولكنها لم تقدم أي شيء أمام تونس، بل أخلت بتوازنها وحتى بالأخلاق الرياضية في إشارة إلى المسلكيات التي رمت باللاعبين على التهجم نحو التحكيم لأسباب أراها صبيانية ما كانت لتحضر على الإطلاق لو تعامل الأولمبيون هنا بالـمغرب بنوع من الحزم لتحقيق الفوز العريض. وهو ما كنت وما زلت أشير إليه لغياب الشراشة والقتالية في التعامل مع الإستقبال والسطوة على الأرقام الـمريحة أمام سياق ذهاب قتالي مبني على خطط أخرى. وهذا هو عيبنا لأننا نخاف من قيمة الكلاسيكو التونسي أو الجزائري أو المصري حتى من الصغار أيضا.
وحتى إن لعبنا بدون محترفين، ظهرت النتيجة العلنية المتكاملة في البنية الجسدية المعدومة واللياقة البدنية الضعيفة والمهارة جد المتوسطة، والعشوائية كما لو أن لنا لاعبو الأحياء، فضلا عن القراءة التقنية الهشة لأوضاع المبارتين. ولنا الحق في الإنتقاد الموضوعي لأسباب الإقصاء لأن من يتحمل مسؤولية ذلك هو الإطار التقني ومدير الإدارة التقنية في مواكبة ومصاحبة لـماذا وكيف لم يقنعوا الأندية الأوروبية في انتداب الدوليين مثلما كان الحال عليه الهولندي بيم فيربيك الرجل الذي كان له الفضل في دعم المنتخبات الوطنية بالهياكل البشرية الـمكونة. وهذا هو ما خسرناه أصلا في تقويم المنتخب الأولمبي الأسبق عندما حضر الأولمبياد السابقة من التعداد المهم للمحترفين مع تكامل إضافي للمحليين.
نهاية أبعدوا مكروفوناتكم عن ضجيج غير مسموح به في التحليل الذي لا يقبله المغاربة دفاعا عن الصداقات، والصديق عندي هو أن يرفع لسان التحدي بالقول والفعل ويموت واقفا من أجل صناعة النتائج، والصديق عندي أيضا هو من يموت في تحقيق ولكنه يسقط بسوء الحظ، والصديق في الكرة هو من يقبل بالإنتقاد الموضوعي وليس عندي «باك صاحبي».