المنتخب: بدرالدين الإدريسي

جاءت اللائحة الموسعة للفريق الوطني والمشتملة على 33 أسدا لوديتي كوت ديفوار وغينيا على التوالي يومي 9 و12 أكتوبر القادم لتبرز حاجة الفريق الوطني إلى ما يغني قاعدة الإختيارات لمواجهة كثير من الحالات التي كشفت عن بعضها مباراة ساوطومي والتي يمكن أن تكشف الأيام القادمة عن بعضها الآخر، بخاصة ما يرتبط بضعف التنافسية عند بعض الدوليين الذين أصبحوا يعانون في القبض على رسميتهم داخل نواديهم.
وتبدو حاجة الزاكي بادو ماسة إلى مزيد من قطع الغيار لمواجهة كل ما يأتيه على شكل إكراهات إما للإصابة كما حدث مؤخرا مع العميد المهدي بنعطية، وإما لتراجع الأداء وضعف الجاهزية، لذلك جاءت اللائحة الموسعة الأخيرة معبرة عن التحرك الذي باشره الناخب الوطني مؤخرا بزيارته لفرنسا وهولندا إما للإستنجاد بوجوه جديدة وإما لإعطاء إشارة الضوء الأخضر لعناصر كانت ذات وقت عناصر أساسية ضمن النواة الصلبة ثم باتت خارج المفكرة.
 

العائدون بعد طول غياب
ما يسجل على اللائحة إقتناع الناحب الوطني الزاكي بعودة كل من عبد العزيز برادة الذي قبض منذ بداية الموسم الكروي الحالي على رسميته مع نادي أولمبيك مارسيليا ويونس بلهندة الذي يواصل حضوره في التشكيل الأساسي لنادي دينامو كييف ولو أنه لم يظهر أساسيا في الجولة الأولى من دور المجموعتين لعصبة الأبطال الأوروبية.
ويجزم الزاكي على أن العنصرين معا يمكنهما تقديم الإضافة لوسط الميدان الذي تؤكد كل المباريات التي خاضها الفريق الوطني حاجته إلى توليفة جديدة تعطيه الفعالية الكاملة ليكون مركز الثقل في المنظومة التكتيكية.
كما تشهد اللائحة عودة القناص عبد الرزاق حمد الله الذي كان قد استبعد من مباراة ساوطومي، في تعبير صريح من الزاكي عن حاجة الفريق الوطني إلى رؤوس حربة فتاكة وهو الذي أعياه عودة مروان الشماخ من الإصابة، علما بأن حمد الله بدأ موسمه في دوري نجوم قطر بأجمل صورة عندما إفتتح عداده بأول هدف مع ناديه الجيش القطري.
وقد يكون لوضع إسم محسن متولي لاعب نادي الوكرة القطري الذي كرر الزاكي الإشادة بقدراته التقنية، ما يبرر عودته للفريق الوطني هو من غادره منذ وقت طويل، بسبب ما يقول الزاكي دائما أنه من المستحيل مقارنة الإيقاع الذي تلعب به البطولات الأوروبية مع الإيقاعات التي تلعب بها البطولات الخليجية.
وحكم التواجد القوي لزهير فضال في التشكيل الرسمي لنادي ليفانطي الإسباني وأداؤه التابث في عودته لتعزيز الترسانة الدفاعية والتي ضمت إسم العنيد المهدي بنعطية الذي يتفاءل الزاكي بعودته من الإصابة لناديه بايرن ميونيخ بعد إستكمال العلاج.
 

المنادى عليهم لأول مرة

ما يقدمه كل من حكيم زياش وأسامة طنان مع نادييهما توينتي وهيركوليس في البطولة الهولندية، أقنع الزاكي أخيرا بوضعهما قيد التجربة لافتحاص قدرتهما على إنعاش جبهتي الوسط والهجوم، خاصة وأن الزاكي يراهن على إيجاد عناصر بإمكانها تنشيط البناء الهجومي على مستوى الرواقين الأيمن والأيسر. 

المبعدون بسبق تنبيه
عندما نطالع الأسماء التى جرى إقصاؤها من لائحة 33 لاعبا سنجد أن المرتكز الأساسي هو تراجع هؤلاء على مستوى التنافسية، فأسامة السعيدي الذي يعجب الزاكي بمؤهلاته التقنية التي تكمن في قدرته على المراوغة في مساحات صغيرة والإتيان بحلول سحرية، والذي لعب الثلث الأخير من مباراة ساوطومي الأخيرة، أدى ثمن وضعه باستمرار على دكة الإحتياط في مباريات فريقه الأهلي الإماراتي أسيويا وعلى مستوى دوري الخليج العربي بانسحابه من الفريق الوطني حتى إشعار آخر.
وغير السعيدي إنسحب من اللائحة كل من ياسين بامو الذي يصعب عليه إيجاد مكان رسمي ضمن ناديه نانط الفرنسي وأحمد المسعودي وسط ميدان نادي ستاندار دو لييج الذي لا يبدو أنه أقنع الزاكي لا أساسيا ولا إحتياطيا.
 

لائحة لن تتقلص كثيرا
جرت العادة أن يختصر الناخب الوطني الزاكي بادو لائحته الموسعة كلما إقترب موعد المباريات الرسمية أو الودية بإسقاط ما لا يقل عن ثمانية لاعبين، إلا أن الأمر قد يختلف هذه المرة عما سبق، إذ أن إجراء الفريق الوطني لوديتين أمام كوت ديفوار وغينيا في أقل من أربعة أيام سيدفع الزاكي إلى تحقيق هدفين من هاتين الوديتين اللتين تسبقان المواجهة المونديالية أمام غينيا الإستوائية شهر نونبر القادم، الهدف الأول مزيد من تقوية النسيج التكتيكي بين التشكيل الرسمي والهدف الثاني عرض الكثير من العناصر التي تلعب دور قطع الغيار على افتحاص لمعرفة مدى جدارتها على الإنتماء للمجموعة وتحمل المسؤولية كلما دعت الحاجة لذلك.
 

لائحة تتطابق مع فكر صاحبها
هي إذا لائحة موسعة تستجيب أولا بشكل كبير للمعايير التي جرى وضعها لبناء التشكيل البشري للفريق الوطني من قبل الناخب الوطني وترفع ثانيا سقف التنافس بين العناصر لربح مكانة في التشكيل الأساسي، وهي لائحة من صميم إختيارات الزاكي بادو إنسجاما مع قناعاته ومع الزاوية التي ينظر منها للأشياء والتي لا يمكن أن يتفق معها الجميع ولا يمكن أن يساءل عنها إلا هو مع نهاية المباريات.