ــ المنتخب: حاوره: منعم بلمقدم

مخطئ من قال أن الإحتراف بالخليج نزهة و استعراض
دعوة الزاكي فيها رد على المشككين وخيط التواصل لم ينقطع بيننا

إستمات لغاية تحقيق العودة، بعدما راهن كثيرون على نهاية حلم التواجد من جديد بعرين المنتخب المغربي بسبب اختياره اللعب بقطر.
إلا أن محسن متولي كان له رأي مخالف و آمن بحظوظه كاملة لتدشن العودة وفرض الذات و التأكيد على أنه ظلم في فترة من فترات التهميش.
متولي أكد جاهزيته للمرحلة المقبلة،و على أن خيط التواصل ظل قائما مع الزاكي و عن كونه صار اليوم أكثر نضجا وواقعيا أكثر في قراءته للأحداث معلنا التحدي للرهان..
- المنتخب: تدشن عودتك لصفوف المنتخب المغربي في نزال كبير و لو أنه ودي، كيف تفاعلت مع قرار العودة و هل كنت تتوقع التفاتة من الناخب الوطني؟
محسن متولي: بداية أتوجه بالشكر  لمنبركم كما أني أشكر كل من ظل يتقصى جديد متولي وهو يرحل بعيدا صوب عالم الإحتراف.
بخصوص عودتي لصفوف المنتخب المغربي فأنا أراها مشروعة ولو أنه من يملك صلاحية إصدار أحكام من هذا النوع هو المدرب الزاكي صاحب المبادرة والذي لا أراه جاملني أو خصني  بمعاملة استثنائية لأنه مدرب معروف بصرامته ومعروف باختياراته العادلة والتي تتطابق مع فكره ومع فلسفته في انتقاء من يراهم الأنسب للعب للمنتخب المغربي.
بالفعل انتظرت إلتفاتة الزاكي لأني طوال الفترة السابقة لم أدخل مرحلة الشك وبقيت مؤمنا بقدراتي.
- المنتخب: لكن هناك من ربط باستحالة عودتك لكونك اخترت اللعب في سياق لا يفضله الناخب الوطني و هو بطولة خليجية؟
محسن متولي: لا أعتقد أن الزاكي صرح في يوم من الأيام بتصريح رسمي من هذا النوع، والدليل هو زياراته المتكررة والمسترسلة للخليج للقاء المحترفين هناك.
ثانيا أعتقد أنه حان الوقت وعبر منبركم لتنوير الرأي العام والكف عن ترويج المغالطات بخصوص قيمة اللعب بالخليج، وكفى كمن الكذب على الناس بالترويج للمغالطات.
الإحتراف بالخليج بقطر السعودية أو الإمارات  وحتى الكويت لم يعد سهلا والدليل أرقام اللاعبين المغاربة التي تصدر لهذه البطولات والتي أصبحت أرقام خجولة وضعيفة، لذلك لست متفقا مع هذا السؤال.
- المنتخب: أنت تصر أنك كنت واثا قا من الدعوة إذن؟
محسن متولي: بطبيعة الحال كنت واثقا، لأني على يقين أن الزاكي مدرب محترف ولا يفكر بالطريقة التي يفكر بها من روجوا لهذه المعلومات المغلوطة.
الإحتراف بالخليج لم يعد نزهة واستعراضا كما كنا نسمع والدليل هو استقطابهم أسماء عالمية في مجال التدريب وحضور لاعبين من المستوى العالمي وممن فازوا أو نافسوا على الكرة الذهبية وهذا عشته بالإمارات مع كانافارو وشاهدته بقطر بحضور راوول و مؤخرا غزافي، لذلك كانت ثقتي كبيرة في العودة طالما أني أقدم المستوى الذي يشفع لي في هذا بغض النظر عن البطولة التي أبعب بها.
- المنتخب: تبدو مدافعا وبشكل كبير عن الخليج، هل أرضتك تجاربك الأخيرة هتاك؟
محسن متولي: أكيد أرضتني ولو لم أكن راضيا لما قبلت في الأصل الإنتقال للعب هناك ولما بقيت طوال هذه الفترة ولما قدمت المستوى الكبير الذي أكسبني الإحترام هناك و زادني تقديرا في عيون من تعاقدوا معي.. ظروف اللعب بالخليج تحسنت كثيرا و إيقاع المنافسة إرتفع و مقومات الإحتراف حاضرة هناك و بشكل كبير وهذا عامل ساعدني كثيرا على تطوير نفسي واكتشاف أشياء أخرى أفادتني.
- المنتخب: نعود لتشخيص وضعك رفقة المنتخب المغربي، هل أنت مقتنع بضمانك مكان ثابت رفقة الأسود؟
محسن متولي: من يمكنه الإجابة على هذا السؤال هو الناخب الوطني ولست أنا، هو من يملك القناعات والأفكار بمن سيرافقه في الفترة القادمة ومن سيرحل.
و لو أني على ثقة و يقين بأن المردودية هي من تتحكم في البقاء و الإستمرار،و أنا راض على المردود الذي قدمته بشهادة الصحافة والجمهور ، ومن تابع حضوري رفقة فريق الوكرة الموسم المنصرم و بداية الموسم الحالي سيتأكد من ذلك.
- المنتخب: ما قصدته هو حجم المنافسة المتاح مع وجود أسماء كثيرة ومحترفة تشغل نفس المركز؟
محسن متولي: هذه ظاهرة صحية وإيجابية لا يمكنها إلا أن تخدم المنتخب المغربي، تواجد أكثر من لاعب بنفس المركز ويجيدون نفس الدور محفز على التنافس وتقديم الأفضل وعامل مساعد للمدرب لاختيار الأجود.
بالنسبة لي أنا جاهز للعب والمنافسة وترك الحكم للناخب الوطني ووسائل الإعلام الحكم، وأتمنى أن أحظى بفرصتي كاملة لتقديم كل ما أملك.
- المنتخب: راجت أخيار أن التواصل ظل قائما بينك وبين الزاكي طوال الفترة السابقة على الرغم من عدم حضورك لكثير من المباريات؟
محسن متولي: هذه ليست أخبار وإنما حقيقة، وهو ما يعكس حرص الناخب الوطني على التواصل الدائم والتتبع الدقيق لمسار كل اللاعبين الذين يضعك ضمن خانة الإهتمام لضمهم للمنتخب الوطني.
كنت قريبا من الحضور لمباراة ساوطومي غير أن اتصال الزاكي بي تزامن مع تواجدي خارج قطر رفقة فريقي بمعسكر أوروبي وهو ما حرمني من الحضور، واليوم أنا هنا فرد من أفراد المنتخب المغربي وجاهز لأي دور يطلبه مني الزاكي.
- المنتخب: كيف تفاعلت مع الأجواء المرافقة للفريق الوطني؟
محسن متولي: دعني أصرح بشيء هام ومسألة في غاية الأهمية وهي أنه لا بد من التذكير أني لست جديدا على معسكرات المنتخبات المغربية وأملك فكرة واضحة وكافية عنها، كما أني كنت مع الزاكي في أول معسكراته رفقة المنتخب المغربي وسافرت لروسيا وشاركت لدقائق وخضت بعض المباريات معه، وبالتالي لا مجال للدهشة هنا.
لكني ما أود قوله هو كون الناخب الوطني وهذه شهادة صادقة مني ضبط الأمور على نحو رائع واحترافي والأجواء بين اللاعبين أكثر من رائعة وهذا أمر افتقدناه في فترة من الفترات.
- المنتخب: تبدو واثقا وهادئا، هل هذا متولي الجديد  كما عجنه الإحتراف؟
محسن متولي: متولي كان دائما محترفا لأني لعبت بالمغرب لفريق عالمي إسمه الرجاء وتربيت داخله على الإحتراف ولم أشعر في يوم من الأيام أني لاعبا هاويا وهذا امتياز ساعدني على التأقلم مع أي تجربة كيفما كان نوعها.
بطبعي أنا دائما على ثقة بمؤهلاتي و بنفسي و الثقة عامل من عوامل نجاح أي لاعب وأنا هنا لربح التحدي الصعب والمنافسة على مكانتي لكوني أملك مقومات ذلك ولا أرى مجالا للخجل من قول هذا.
- المنتخب: ماذا أضاف لك الإحتراف بقطر؟
محسن متولي: الإحتراف سواء بقطر أو الإمارات أو بأي بلد آخر هو درس في التضحية، وفي تقديم الكثير من التنازلات وبالمقابل الإعتماد على الذات وكمضاعفة حجم الجهد و المثابرة لأن هامش الخطأ ممنوع.
لذلك أشعر كوني صرت أكثر نضجا وأقل تأثرا بالأحداث وصرت أكثر واقعية ونظرتي لكثير من الأمور تغيرت بالكامل لكن للأفضل بطبيعة الحال.
- المنتخب: كيف تنظر لنزال كوت ديفوار يوم غد بأكادير؟
محسن متولي: هي مباراة كبيرة ومباراة أمام منتخب هو بطل إفريقيا الأخير لكن بالمقابل المنتخب المغربي يملك بدوره لاعبين محترفين من طراز عالي ولا وجود لأي مركب نقص لمواجهتهم.
بالنسبة لي أرى أنها مباراة كبيرة ومهمة أمام منتخب لا يلعب بخشونة وسيكون منافسا ندا للمنتخب المغربي كي نقف بدورنا على بعض الأمور التي ينبغي علاجها قبل المباريات الرسمية.
- المنتخب: بينك و بين الرجاء كما صرحت مرارا أكثر من رابط، هل للفريق الأخضر مساحة من الوقت تعود إليها كلما أتيحت أمامك الفرصة؟
محسن متولي: بكل تأكيد، و هذا أمر لا يحتمل النقاش، الرجاء في الدم و القلب و الجوارح و لا يمكن أن أنسى فضل هذا الفريق علي وخاصة أنصاره.
أتابع أخباره و تأسفت لوضعه الموسم المنصرم لكني على ثقة أن اللاعبين قادرون على النهوض مجددا طالما أنه يقف خلفهم جمهور عظيم هو الأفضل من دون شك.
- المنتخب: أكبر الأحلام التي تراود متولي و هو في هذا السن إن على مستوى الإحتراف والعروض أو التطلع للأفضل في مساره الدولي؟
محسن متولي: بكل تأكيد ما زلت أطمح لتحقيق أشياء كبيرة في مساري كلاعب لكوني أشعر بالقدرة على تقديم المزيد من الأشياء والكثير من الأمور المهمة.
هذه هي مرحلة النضج بامتياز والمرحلة التي يجب أن توظف فيها الإمكانيات بالحكمة اللازمة كما أنها مرحلة تتطلب مني تركيزا كبيرا.
بخصوص الأحلام أتمنى أن أقدم لفريقي الحالي ما ينتظره مني بعد الثقة والترحيب الذي خصني به، كما أتمنى للرجاء مسارا موفقا دائما وأن يعود لسكة الألقاب.
غير أن أكبر أحلامي على المستوى الدولي وبعد ملحمة مونديال الأندية التي تبقى الذكرى الأفضل على الإطلاق هو أن أكون واحدا من أفراد المنتخب المغربي المتأهلون لمونديال روسيا إن شاء الله.
الحضور بحدث كروي كبير من حجم المونديال يتمناه أي لاعب وأعتقد أن الجيل الحالي من لاعبي المنتخب المغربي يملكون القدرة على المصالحة مع المونديال.