المنتخب:أمين المجدوبي


في 19 مارس 1993 صرخ المغربي حكيم زياش أول صرخة له في الحياة ،ودونت شهادة ميلاده في الأراضي المنخفضة ببلدية درونتن ،مرت سنوات قليلة وكأي طفل جرته الكرة وإستهوته المستديرة الساحرة التي داعبها في البيت الذي نشأ فيه قبل أن يمارسها في إطار أكاديمي بعد ذلك .
كان حكيم شقيا في صغره خجولا لايتكلم كثيرا ،ينام معانقا كرته الصغيرة التي يكن يعلم أنذاك أنها تخبئء له الكثير في عالم إحترافها ،كسر الصحون وتلقى تأنيب محيطه ،لكنه لم يشأ الإبتعاد عن معشوقته الأولى ،وظل وفيا لها يلعب لساعات طوال مع أقرانه ،ومن هم أكبر سنا منه وأصفر منه كذلك ،كحال من يقع متيما في حب الجلد المدور .
تفتقت عبقرية الصبي الذي ينحدر من شرق المغرب من صغر سنه ،وتنبأ له الكثيرون بإحتراف الكرة ،لكن الأمور لم تأخد طابع الجدية إلا وقت الإنخراط رفقة فريق مدينته "أس سي في درونتن"،تميزه بتقنياته العالية وبعبقرية في تمرير الكرة في مختلف جوانب الملعب جعلت إدارة هيرنيفن تعرض عليه الإنضمام للفريق ،بعد رحيل مواطنه أسامة السعيدي صوب قلعة الأنفيلد هناك في ليفربول .
مرت أشهر قليلة حتى تمكن حكيم من لفت الأنظار ،وأصبح حديث الكل في هولندا ،وأن تتصدر صفحات جريدة "فوتبول "في هولندا فأكيد أن مكانتك وأسهمكم في الأراضي المنخفظة أصبحت في العالي ،إستمر الفارس المغوار في العمل والإشتغال بجدية إلا أن إقتنصه توينتي الذي أثبت قوته داخله ليلتحق بعدها بصفوف المنتخب الهولندي ،الذي سرعان ماغادره بعد إصابة تعرض لها ليأتي الدور على المغرب الذي خفق له قلبه ،وفضل اللعب مع موطنه الأصلي وبلد أجداده الأحرار ،غامضا عينيه على كل الإغراءات التي وضعت أمامه من قبل بلد الإقامة .
المقربون من حكيم زياش يعترفون بأن الرجل عاشق للمغرب ،يتحدث عنه بشكل كبير ،مؤمن برضا والدته الغالية ،وما ظهوره رفقتها في "مارينا أكادير"مؤخرا أثناء معسكر الأسود بأكادير ،ووضعه صورها رفقته ب"إنستغرام"إلا تجسيد لقيمة العشق الذي يكنه هذا المغربي الحر لملكته وتاج رأسه .