إستراتيجية عملي مخالفة لفيربيك ولا أنكر ما قدمه للمغرب
لا تسألوني عن الفتيان والشبان حاليا وهذا ما عاشه جريندو والإدريسي من عوائق
تحدثت لرؤساء العصب وسنشرع في التنقيب داخل المغرب وخارجه 
أنا ضد إستمالة أبناء المهجر صغار السن وهذه أفضل فترة لمجالستهم

كشف ناصر لاركيت المشرف العام على المنتخبات الوطنية بأنه تعاقد مع جامعة الكرة من أجل خلق إستراتيجية عمل جديدة تختلف عن التي إشتغل بها بيم فيربيك، مشيرا في حواره مع «المنتخب» بأن العمل الذي قام به الإطار الهولندي جد محترم ونوه به كثيرا، غير أن ذلك لن يمنعه من التغيير ما دامت المرحلة المقبلة تتطلب بعض الدينامية لهيكلة المنتخبات الوطنية.
لاركيت كشف مجموعة من الحقائق المرتبطة بفلسفة عمله وتحدث عن برنامجه الخاص، وعرج على مجموعة من المواضيع المهمة أبرزها كيفية تحضير الأولمبيين لدخول غمار إقصائيات الأولمبياد، وإعادة الروح لمنتخبي أقل من 17 و20 عاما.
وعرج ناصر على علاقته بمناديب جامعة الكرة بأوروبا وكيفية الإشتغال معهم، وأعطى حلولا للمشكل الذي بات يؤرق مدربي المنتخبات الوطنية وهو تراجع بعض اللاعبين عن تمثيل قميص الـمنتخب الوطني، ولم يغفل ضرورة إلتفاف كافة الأطراف في الجامعة من أجل نجاح المشروع الذي دخله والذي يروم إعادة الإعتبار للتكوين، مادام أن الفرنسي جون بيير مورلان عاد ليشتغل في المغرب، ويتوجب بالضرورة الإستفادة من خبرته.

المنتخب: تسلمت مهمة الإشراف على المنتخبات الوطنية محل الهولندي بيم فيربيك، هل ستستمر في الإشتغال بفلسفة عمله، أم أنك ستقوم بتغيير جدري في المرحلة المقبلة؟
لاركيت: لا أظن أنني سأواصل بنفس فلسفة عمله وسأقوم بتغييرات عديدة في فلسفة عملي الجديدة، لكن الطرح الذي أريد تأكيده هو أنني أعرف بيم فيربيك جيدا وإلتقيت به في أكثر من مناسبة والعمل الذي قام به داخل المنتخبات الوطنية  جد محترم.
إشتغل طيلة 4 سنوات وقدم للمغرب العديد من الأمور الإيجابية التي جعلت المدربين الذين إشتغلوا معه يستفيدون كثيرا، وما جلبه للعديد من اللاعبين صغار السن للمنتخبات الوطنية إلا دليل على نجاح العمل الذي قام به، شخصيا لست من الأشخاص الذين لا يعترفون بالأشياء التي قام بها الذين سبقهم في أي ميدان وأعترف أن فضل الإطار الهولندي على المغرب جد مميز.
فلسفة عملي الجديدة تنبني على الجدية في الإشتغال وإحترام كل الأطراف العاملة فيما بينها، من أجل بلوغ الأهداف التي تم تسطيرها حتى تستعيد الكرة المغربية توهجها وتنخرط بشكل جدي في الإحتراف الحقيقي.
المنتخب: وصولك للمنصب الجديد تزامن مع إقصاء المنتخب المغربي لأقل من 17 عاما أمام غينيا، أكيد أن ما لم تكن تشتهيه حصل ؟
لاركيت: بطبيعة الحال ما لم كنت أتمناه حصل، شخصيا لا أتحمل مسؤولية هذا الإقصاء، وبإمكانكم أن تسألوني أكثر عن هذا المنتخب بمرور 6 أشهر، أي في فبراير أو مارس، سنضع برنامجنا الخاص من أجل تأهيله رفقة المدرب عبد اللطيف جريندو الذي لم يستلم بدوره هذا المنتخب في وقت يكفيه للإعداد بشكل جيد، ناهيك عن كون اللاعبين الذين خاضوا مباراة الذهاب والإياب أمام غينيا ليسوا خارقين، ومميزون جدا بل يمكن إعتبارهم عاديين وأمامهم متسع من الوقت لتطوير إمكانياتهم.
المنتخب: العديد من الإنتقادات طال مدرب هذه الفئة عبد اللطيف جريندو كونه لا يتوفر على شواهد عليا في التدريب، وفي تصريحات سابقة لك قلت بأنك أكبر فئة يجب الإهتمام بها ومنحها أطر بكفاءة عالية هي الممارسة ضمن أقل من 17 عاما ؟
لاركيت: أنظروا أنا حديث العهد بتعييني وسأضع خارطة طريق ونهج جديد في التعامل مع كافة مدربي المنتخبات الوطنية، وكما ذكرت جريندو لم يستلم هذا المنتخب في وقت مناسب، كان مضغوطا بعامل الوقت عكس المنتخب الغيني الذي حضر للإقصائيات باكرا وصدقني حتى وإن كنا قد فزنا على غينيا، حظوظنا كانت ستكون ضئيلة ونحن نواجه السنغال.
صحيح أن الفئات الصغرى يجب أن تشرف عليها أطر بكفاءة عالية، وأنا شخصيا أحترم خبرة المدربين الذين سأشتغل معهم في المرحلة المقبلة.
المنتخب: وماذا عن منتخب أقل من 20 عاما الذي أقصي قبل حضورك أيضا أمام الطوغو، هل من تعليق في هذا الباب؟
لاركيت: المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة كان سيواجه صعوبات لأننا لم نكن نتوفر على لاعبين في المستوى العالي، والإدريسي أظن أنه كان أمام هامش ضيق للإختيار، ناهيك عن الحظ الذي خان هذه الفئة.
عموما سنضع مخططا خاصا لمنتخب أقل من 20 سنة كما هو الحال لفئة أقل من 17 عاما، وأتركوا لنا بعض الوقت في الوقت الذي سنعمل فيه جاهدين على التنقيب عن المواهب داخل العصب وسنجند كل إمكانياتنا لنجاح هذا الأمر الذي يتطلب العديد من التضحيات.
وعبر «المنتخب» أؤكد بأن قميص المنتخبات الوطنية لن يلبسه أي لاعب لا يستحق ذلك وأي عنصر ليس عليه إجماع سنتخلى عنه، الوقت حان من أجل أن نشرع في طريقة عمل جديدة.
المنتخب: هل هناك أطراف ستشركونها في هذا المشروع الجديد؟
لاركيت: بالإضافة إلى مدربي المنتخبات الوطنية والمنقبين سنستعين بخبرة الفرنسي جون بيير مورلان الذي أخطط رفقته لوضع برنامج تستفيد منه الكرة المغربية في 2020، يعني بعد مرور ست سنوات من الآن سنكون بحول الله أمام منتخبات مغربية قوية في كل الفئات.
تجربة مورلان في التكوين ستكون تحت تصرفنا وسنعمل جاهدين لنقلها للأطراف التي ستشتغل معنا في المرحلة المقبلة.
المنتخب: تحدثت عن التنقيب كثيرا كيف ستتم هذه العملية، وهل ستشمل المغرب وأوروبا في آن واحد ؟
لاركيت: تحدثت لبعض رؤساء العصب هنا في المغرب ورحبوا بالفكرة وأبدوا تعاونهم معنا، ومن المنتظر أن تنطلق هذه العملية بالموازاة مع التنقيب عن المواهب المغربية في مختلف البلدان الأوروبية.
سنعمل على إجراء تجمعات للاعبين من أجل إختيار الأفضل وثقتنا كبيرة في الأطر التي ستنوب عنا في أوروبا لأنها أثبتت جدارتها في مراحل سابقة.
المنتخب: قمت بتعديل على مناديب جامعة الكرة الذين سيشتغلون رفقتك، حدثنا عن هذه النقطة؟
لاركيت: وضعنا الثقة في الدولي المغربي علي بوصابون ليشتغل في هولندا، وفي فرنسا وبلجيكا إحتفظنا بشواري وموكريم، وتمت إضافة شخص إسمه لمرابط من قبل أحد الأعضاء الجامعيين سيعمل معنا بشكل تطوعي دون أن ينال راتبا من الجامعة.
نعول كثيرا على خبرة هؤلاء الأشخاص وأتمنى أن يقدموا لنا عناصر مغربية في المستوى، لإضافتها للأسماء التي سنراقبها بالمغرب ومن ثم سنقوم بعملية الغربلة وتتبع اللاعبين الذين نراهم مناسبين لنا وملائمين لمشروعنا.
المنتخب: لنتحدث عن المنتخب الوطني الأولمبي الذي يشرف عليه المدرب بنعبيشة، أكيد أن التأهل للألعاب الأولمبية بالبرازيل يبقى أول هدف ؟
لاركيت: بطبيعة الحال فبعدما تمكننا من التأهل للألعاب الأولمبية بلندن، سنكون مطالبين بضرورة المحافظة على المكتسب الذي حققناه سنة 2012، من أجل تأكيد حضور قوي في الأولمبياد الذي يبقى منافسة راقية يحلم الكل بالمشاركة فيها.
المنتخب: بنعبيشة يهتم كثيرا باللاعبين الذين تلقوا تكوينهم في الأندية المغربية، لكنه أصبح يتخلى عن بعض قناعاته، وأصبح يستدعي بعض الوجوه التي تمارس في أوروبا، هل من توضيح بخصوص هذه المقاربة ؟
لاركيت: سنكون بحاجة لكل اللاعبين القادرين على ضمان تأهلنا لأولمبياد البرازيل، سواء تعلق الأمر باللاعبين الذين تلقوا تكوينهم بالمغرب أو خارجه سيكون بنعبيشة حرا في إختياراته، وهو الذي سيساءل عنه فيما بعد.
أظن أن نجاح التجربة السابقة مع الهولندي فيربيك يجب أن يستفاد منها كثيرا، وبنعبيشة يتوفر حاليا على إمكانيات تؤهله ليحقق الأهم مع المنتخب الأولمبي.
المنتخب: هل أنت متفق مع الطرح الذي يؤكد فيه ضرورة خوض وديات خارج المغرب للإستئناس مع منتخبات مختلفة ؟
لاركيت: بطبيعة الحال متفق بالبرغم مما قد نلاقيه من صعوبات على مستوى صعوبة الإستفادة من بعض اللاعبين خارج تواريح (الفيفا).
عموما مثل هذه العوائق لا يجب أن نعيرها إهتماما كبيرا، وفي القادم من الأيام سنعقد إجتماعات للحد من كل المشاكل التي قد نلاقيها.
المنتخب: من بين أبرز المشاكل التي يلاقيها المغرب في الفئات السنية هو تغيير بعض المحترفين لوجهتهم، فبعدما لعبت عناصر مثلا كبنومرزوق في مونديال الفتيان بالإمارات، عاد لمنتخب فرنسا ؟
لاركيت: من الآن فصاعدا يجب أن لا نتحدث للاعبين صغار السن وتركهم يختارون ما يشاؤون، سأنصح بضرورة حديث المسؤولين الجامعيين مع العناصر التي تكون مثلا ما زالت في الفريق الرديف أو صعدت لتوها للفريق الأول، سنشرح لهم مشروعنا، ومن ثم ننتظر.
أما الحديث للاعب عمره 16 سنة والتأكيد له بأن المغرب ينتظره، يجعله خارج النص وقد يؤثر عليه، أتركوا صغار السن يستمتعون باللعب فقط.
المنتخب: لكن ناصر هناك بعض الجامعات الكروية التي تضغط بدورها على اللاعبين الذين تكونوا داخل أنديتها، بحرمانهم من اللعب كأساسيين مثلا؟
لاركيت: ليس إلى هذا الحد فالأندية في أوروبا أصبحت تهتم للربح المادي من وراء اللاعب ولا يهمها في بعض الأحيان المنتخب الذي سيمثله، عموما باب المنتخبات الوطنية ستظل مفتوحة في وجه كل من أبلى البلاء الحسن وأبان عن إمكانيات في المستوى فقط لا غير.
المنتخب: وماذا عن علاقتك ناصر بالناخب الوطني الزاكي بادو، هل هناك بعض أوجه التعاون ؟
لاركيت: جئت للمغرب من أجل خدمة بلدي ومتى إحتاجني الطاقم التقني المشرف على الـمنتخب الوطني حاليا سأكون بجانبه، تنتظرنا إستحقاقات كبيرة ومغربيتنا تدفعنا لكي نسخر كافة مجهوداتنا من أجل المغرب.
صحيح أنني مشرف عام على المنتخبات الوطنية لغاية الأولمبيين، لكن إن طلب مني طاقم الأسود أي مساعدة فأنا جاهز.
المنتخب: هل أنت مرتاح لقيمة العمل المنجز داخل الأندية الوطنية بخصوص التكوين؟
لاركيت: أظن أن هناك تطور في هذا الصدد، لكن العمل يجب أن يستمر من أجل أن تكون الأندية الوطنية رافدا كبيرا للمنتخبات الوطنية، من خلال حديثي مع رؤساء العصب الجهوية سأحاول أن تتبنى أنديتنا الوطنية فلفسة عمل جادة من أجل إيلاء أهمية كبيرة لتأطير الفئات الصغرى والإشتغال معها بإحترافية وفق ما هو معمول به في أوروبا.

ـــ حاوره: أمين الـمجدوبي ـ عدسة: سمير ـــ