أمين الكاس رمانة ميزان نهضة بركان.. الترمومتر الذي أعاد منير الجعواني اكتشافه من جديد بتوظيفات مغايرة عن السابق انتبهت لملكات وموهبة لاعب متميز يميل للبناء ويضبط الهجمات على «الوحدة ونص» كما يقول المصريون.
باكتشاف الكاس تغير نهج نهضة بركان من الإعتماد الكلي على الكرات الثابتة، لسقاء يوزع الرحيق مثل الفراشة على بقية زملائه.
اليوم هو القيدوم مع اللاعب محمد عزيز وهو مرتكز البناء الذي يترك المسح للجلاد العربي الناجي ويتكلف هو بهندسة الهجمات كما يروق لجماهير الفريق.
هنا يحاكم لاعب الجيش السابق تجاربه ويقيمها ويتحدث عن قرعة الكاف والكأس الفضية وغيرها من الإبحارات التي نتركها لكم لتكتشوفنها مع ابن الراشيدية الخلوق.

ــ المنتخب: تعادل النهضة في أولى جولات دور المجموعات لدور الكاف، كنتم قريبين من الفوز.. كيف كانت أجواء المباراة؟
أمين الكاس: رغم الأجواء غير المريحة التي احاطت بالمباراة بسبب حرارة الجو والظروف الصعبة التي صاحبت سفرنا إلى الكونغو ، إلا أننا استطعنا أن نخطف نقطة هامة وكنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز. وهذه بداية مشجعة لنا وتحفزنا أكثر للبحث عن نقاط أخرى داخل مجموعتنا.

ــ المنتخب: ما هي قراءتك لقرعة "الكاف" وتواجد 3 فرق مغربية في مجموعة واحدة، هل هذا امتياز أم أنه يضر بمصلحتها؟
أمين الكاس: هناك قراءتان مختلفتان تماما، فمثلا التنقلات المرهقة والطويلة أضرت بنا مرارا في البطولة وهذا الأمر لن يكون متواجدا في هذه المجموعة.
هذا امتياز والإمتياز الثاني هو أن الكرة المغربية ستضمن ممثلا في الدور المقبل، لكن هناك ضريبة ينبغي أداؤها وهي إقصاء فريق من الفرق الثلاثة وكذا المنافسة الكبيرة التي ستشعل المجموعة.

ــ المنتخب: توقع على عودة قوية منذ تمكن منير الجعواني من مقاليد الأمور التقنية داخل الفريق، أي اكتشاف قاد المدرب الجديد ليفجر بداخلك كل هذه الإبداعات؟
أمين الكاس: كل التحية والتقدير لكم ولجريدة «المنتخب» التي كانت من بين الداعمين لي في مشواري وأنا ما أزال مبتدئا بالبطولة وهذا ليس بغريب على أول جريدة رياضية بالمغرب.
بالفعل مع الجعواني أشعر بولادة جديدة، وصدقني رغم ما مررت به من صعوبات في بعض الفترات كنت مؤمنا بقدراتي على العودة، والجعواني أكثر من مجرد مدرب، إنسانيته وقربه من اللاعبين ميزتان كبيرتان ومهمتان وهما أحد أسباب نجاح هذا المدرب.
لقد منحني الأدوار التي كنت أستحقها وخول لي مساحة كبيرة من الحرية في البناء وضبط الإيقاع وهي أمور أجيدها أكثر من باقي أدوار الإرتكاز السابقة.

ــ المنتخب: هل معني هذا أن انفجار الكاس وقبضه على الرسمية منذ فترة طويلة كان مرتبطا بالأدوار الجديدة أكثر من ارتباطها بشيء آخر ؟
أمين الكاس: كي لا يفهم كلامي بشكل مغلوط أو خاطئ، فما قصدته هو أن الجعواني لا يتقيد بالأدوار الدفاعية ويحاول الإجتهاد وتطوير فلسفة وتكتيك الفريق، هناك من يتحدث على اعتماد كلي للفريق على الكرات الثابتة والإحصائيات مع الجعواني ترد على كل هذا والدليل أهدافنا في مرمى دياراف كانت كلها بناءات مدروسة.
لذلك أدين لمنير بالفضل على مستوى تخويلي أدوارالربط والتحكم في الإيقاع والتنويع من الهجمات وهذه أمور تضع اللاعب في الواجهة وتحت الأضواء أكثر من البقاء مقيدا مثلا بأدوار دفاعية.
كرة القدم العالمية تظلم أحيانا لاعبي الإرتكاز رغم أنهم مثل الشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين.
(يتبع)