عبد الكريم باعدي.. المدافع الأنيق لغزالة سوس.. هو ضيف الأسود الجديد.. إختياره بلائحة هيرفي رونار إعتبرها البعض مفاجأة، بينما اللاعب إعتبرها مكافأة على مردوده في مباريات حسنية أكادير، الفريق الذي عودنا على تقديم عناصر جيدة المستوى.
باعدي دخل محراب الحسنية بطموح اللاعبين الذين يبحثون عن السكة التي ستوصلهم لمحطة النجومية.. هو لاعب واثق من قدراته ويتطلع لكي يكون رقما مميزا بالكرة الوطنية، والمنتخب الوطني هو نقطة انطلاقته للأضواء.
في هذا الحوار نكتشف ما يخالج باعدي من أحلام وتطلعات مستقبلية، وتوقعاته لمسيرة الغزالة السوسية في البطولة الإحترافية وكأس الكونفدرالية.

ــ المنتخب: كيف ترى تأهل حسنية أكادير لأول مرة في تاريخه لربع نهائي كأس الكاف؟
باعدي: أولا، ليس من السهل الفوز على فريق مجرب بحجم نهضة بركان الذي تصدر المجموعة الأولى، لكن وبفضل الإرادة والعزيمة والخطة المحكمة التي نسج خيوطها المدرب غاموندي والمساندة الكبيرة لجماهير الحسنية عوامل ساعدتنا على تحقيق التأهل  لأول مرة في تاريخ الحسنية  لربع نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وبالمناسبة أود أن أشكر جميع اللاعبين والطاقم التقني على هذا التأهل الهام، وأملنا أن نحقق نفس الإنجاز خلال مباراة ربع نهائي المنافسة، والتي ستكون مختلفة عن مباريات دور المجموعات، إعتبارا أن المباراة ستكون فاصلة.

ــ المنتخب: بداية نهنئك على اختيارك لأول مرة لعرين الأسود من طرف الناخب الوطني هيرفي رونار..
باعدي: شكرا لك ولجريدة "المنتخب" على إلتفاتتها الطيبة بمناسبة إختياري ضمن لائحة المنتخب الوطني والتي جاءت في وقت مناسب جدا.

ــ المنتخب: هل كنت تتوقع أن ينادى عليك من طرف رونار؟
باعدي: صراحة كنت أشعر بأنني سأحظى بإلتفاتة من مدرب الأسود السيد هيرفي رونار.. لقد تناهى إلى علمي بأنه كان يتابعني، وحصل ذلك في إحدى مباريات فريقي حسنية أكادير والتي ظهرت فيها بمردود جيد، وأعتقد أنه وضع إسمي بأجندته، وحين اختار لائحته سجل إسمي بها، وهذا شيء رائع بالنسبة لي، وسيخدم مسيرتي. 

ـ المنتخب: كيف تشعر الآن بعدما حظيت بثقة مدرب الأسود؟
باعدي: هو طبعا شعور لا يوصف، أنا في غاية السرور بتواجدي ضمن لائحة المنتخب الوطني، خصوصا أنني سأتواجد، بل سأحتك بلاعبين كبار باتت أسماؤهم معروفة عالميا، إنه شرف لي ولفريقي لكي أكون لاعبا يحمل صفة الدولية، وأكيد أن دعوتي للمنتخب ستكون في صالحي وصالح فريقي الذي منذ فترة طويلة لم يحظ أي لاعب من الحسنية بدعوة الحظور للمنتخب الوطني.

ــ المنتخب: تعرف أن حيازة مكانة رسمية بالمنتخب المغربي غالية جدا، نظرا لتواجد العديد من العناصر المجربة، خصوصا بالمركز الذي تلعب فيه، هل أنت قادر على منافسة زملائك بالمركز التي تلعب فيه؟
باعدي: أعلم بأن حجز مكانة رسمية بالمنتخب الوطني صعبة جدا، خصوصا للاعبين المحليين، لكن هناك فوارق هي من تتحكم في نيل ثقة مدرب المنتخب ومنافسة لاعبين بمقاسات كبيرة، بالنسبة لي سأكون في وضع يجعلني بأن أعلن التحدي ومنافسة لاعبين يلعبون بنفس مركزي، حتى وإن كانوا أكثر مني تجربة وخبرة، المهم هو منافستي لهم.

ــ المنتخب: لكن هناك لاعبون يسبقونك خبرة واحتكاكا وهم في سن صغيرة، مثل حكيمي ومنديل وغيرهما؟
باعدي: ما دام أن السيد هيرفي رونار وضع ثقته بي واختارني ضمن لائحة الأسود، فقد رمى الكرة بملعبي، وأصبح علي أن أستحق تلك الثقة، وذلك بتقديم مردود مقنع ومنافسة زملائي بقوة على المركز الذي ألعب فيه، وحتى وإن لم أجد مكانا بينهم، فعلى الأقل علي أن أثبت جدارتي كلاعب يمثل البطولة الإحترافية ويستحق التواجد بلائحة الأسود.

ــ المنتخب: إذا أنت مصمم على التحدي؟
باعدي: أعرف أنني لاعب من البطولة الإحترافية، ودعوتي للمنتخب الوطني هي الأولى لي في مشواري الكروي، وأعرف أن لاعبين مثل حكيمي الذي أصبح من المواهب العالمية الصاعدة، وأيضا حمزة منديل، هما الأوفر حظا في نيل الرسمية بمركز الدفاع الأيسر، لكن هذا لن يقلل من شأني، فأنا بدوري لدي طموح لكي أكون من اللاعبين الذين يمكن الإعتماد عليهم في هذا المركز، وسأواصل العمل والمثابرة من أجل تطوير مستواي وأقدم الإضافة كلما إحتاجني مدرب المنتخب.

ــ المنتخب: هل تتوقع أن تلعب مباراة مالاوي القادمة؟
باعدي: يبقى ذلك من إختيارات المدرب رونار ومدى إستعداده لمنح الثقة في مؤهلاتي، المهم علي أن أكون مستعدا، وإذا منحني رونار ثقته يجب علي أن لا أخيب ظنه وأقدم الإضافة التي سيتوقعها مني، وأتمنى أن أكون أهلا لهذه الثقة التي لا تمنح إلا للاعبين المجتهدين.

ــ المنتخب: خسر الحسنية مباراته المتأخرة عن الدورة 21 للبطولة الإحترافية بطنجة، وضاع منكم حلم الإلتحاق بصف المطاردة، هل ما زال لديكم طموح للمنافسة على هذا المركز المؤهل لعصبة أبطال إفريقيا؟
باعدي: كان لنا إصرار كبير على عدم السقوط بطنجة أمام الإتحاد، لكن مع الأسف ظروف المباراة جاءت معاكسة لطموحنا، حيث تلقينا هدفا من نقطة الجزاء كانت قاسية في حقنا، ورغم ما أظهره زملائي بالملعب من مردود ومستوى كان يشفع لنا بالعودة بنتيجة غير الهزيمة، إلا أننا لم نوفق، لكن علينا أن لا نستسلم، وسنواصل اللعب من أجل تحقيق ما نريده من أجل جماهيرنا، وسننافس بقوة لاحتلال مركز المطاردة، والمباريات المتبقية ستكون بمثابة سد، فكل الفرق الطامحة لاحتلال الصف الثاني سترفع من إيقاعها وستحافظ على نفسها الطويل من أجل نيل صفة وصيف البطل، وحسنية أكادير لن يتنازل عن طموحه في إنهاء موسمه بالرتبة الثانية.

ــ المنتخب: قبل ختام هذا الحوار، هل تفكر في الإحتراف الخارجي، وأين إن كنت تطمح لذلك؟
باعدي: أي لاعب مهما كانت قيمته إلا وأنه يحلم باللعب في مستويات أفضل، صحيح بدأ حلمي يكبر منذ إلتحاقي بفريقي حسنية أكادير، حيث أتمنى أن ألتحق بعالم الإحتراف الخارجي، والإحتراف الذي أريده هو أن يكون بأوروبا، والذي يمنح للاعب مساحة كبيرة لتطوير ملاكاته التقنية والبدنية ويتعلم ثقافة كروية حقيقية تساعد على تطور مؤهلاته.. أمنيتي أن ألتحق في القريب العاجل بالإحتراف الأوروبي.

ــ المنتخب: كلمة آخيرة تريد تبليغها لمن يتابعك ويتابع الحسنية..
باعدي: أولا أشكر "المنتخب" على اتصالها بي، وأشكرها أيضا تقربها من الأندية التي لا تحظي بتغطية إعلامية كبيرة..
أوجه كلماتي لجمهور الحسنية، بأن يواصل تشجيعاته للفريق وللاعبين، وأقول له بأن الألقاب والنتائج الجيدة لا تتحق إلا بالمساندة الجماهيرية التي تزيد من حماس اللاعبين وتدفعهم إلى تقديم كل ما لديهم لجعل الفريق ضمن الفرق الوطنية الكبيرة، وأتمنى أن نحقق ما تصبو إليه إدارة الحسنية والجماهير.