حافظ المدافع عبد اللطيف نوصير على استقرار أدائه طيلة المواسم التي قضاها مع الوداد، وبات أحد الركائز الأساسية التي يعول عليها، بالغرينطا والحماس وكذا القتالية التي يتمتع بها فرض نفسه كأفضل اللاعبين في مركزه، نال العمادة عن جدارة في غياب القيدوم نقاش، وقاد الفريق الأحمر نحو تأهل تاريخي لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية، حول هذا الإنجاز كان لنا هذا اللقاء الذي تحدث فيه كذلك عن النهائي المرتقب أمام الترجي، إذ لم يخف نوصير قدرة فريقه على حسم اللقب، وتأكيد تفوق الكرة المغربية على نظيرتها التونسية في السنوات الأخيرة، كما تطرقنا لمجموعة من المواضيع التي نترك فرصة اكتشافها فيما تبقى من هذا الحوار.

ــ المنتخب: بداية نهنئكم بتأهلكم المستحق لنهائي عصبة الأبطال، ونبارك لكم حلول شهر رمضان الأبرك
نوصير: شكرا جزيلا، الله يبارك فيك، ولا تفوتني الفرصة كذلك أن أبارك هذا الشهر للجمهور الودادي وكل الشعب المغربي والأمة الإسلامية، وأتمنى أن يدخل على الجميع بالصحة والخير والبركات.

ــ المنتخب: رحلتم لجنوب إفريقيا بامتياز صغير، لكنكم نجحتم في كسب التحدي، فكيف توفقتم في الحد من خطورة الخصم؟
نوصير: كنا نعلم جيدا بأن مثل هذه المباريات غالبا ما تنتهي بالتعادل أو بحصص صغيرة، وبفارق هدف واحد، لذلك فقد كان هدفنا من مباراة الذهاب هو تفادي قبول شباكنا لهدف، لكن الخصم نجح في الوصول لشباكنا، وكان لزاما علينا تسجيل أكثر من هدفين، وللأسف ضاعت علينا بعض الفرص التي كانت ستمكننا من قتل المباراة، بالفعل رحلنا لجنوب إفريقيا بامتياز صغير، لكن النتيجة تؤهلنا للمباراة النهائية، وهذا ما ركزنا عليه في مباراة الإياب وبتخطيط محكم من المدرب فوزي البنزرتي وتطبيق جيد من طرف اللاعبين وبانضباط تكتيكي عالي وبالعزيمة والإصرار نجحنا في هذه المهمة التي كانت تبدو للبعض مستحيلة، وأكدنا للجميع بأن الوداد دائما ما يكبر في المواعيد الكبيرة.

ــ المنتخب: متى أحسستم بأن بإمكانكم تجاوز فريق صنداوز والصعود للنهائي؟
نوصير: دخلنا في أجواء المباراة منذ البداية ولم نترك الفرصة للخصم للتحكم وفرض إيقاعه وأسلوب لعبه، ونجحنا في هذه المهمة بامتياز، وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي تأكدنا بأن فرصتنا باتت كبيرة لتجاوز هذه المرحلة، خاصة أن الخصم سيفقد الثقة، كما أننا لم نكتف بالدفاع كما كان يتوقع بل كنا أكثر خطورة على مستوى الهجومات المضادة، وهذا ما أربك حساباته، وجعله مشتتا بين المغامرة بالهجوم، وبين تحصين دفاعه لتفادي الضربة القاضية، وبالرغم من صعوبة المهمة في الشوط الثاني، لكننا لم نفقد الثقة وحافظنا على تركيزنا حتى صافرة النهاية. 

ــ المنتخب: كان هناك تخوف من الحكم خاصة بعد الأخطاء التي ارتكبها في مباراة الزمالك وحسنية أكادير، كلاعبين كيف تعاملتم مع هذا الجانب؟
نوصير: كلاعبين لم نكترث كثيرا لهذا الجانب، وحاولنا التركيز أكثر على المباراة، وباعتبار أن الموعد هو نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية الذي يحظى بمتابعة إعلامية كبيرة، فمن الطبيعي أن يسعى الحكم بدوره لتقديم مستوى جيد، وصورة مخالفة لتلك التي خلفها تحكيمه في المباراة السابقة التي عرفت إقصاء حسنية أكادير من المنافسة القارية، لأن الأعين تراقبه على بعد أسابيع قليلة من انطلاق منافسات "الكان" بمصر، وبكل صراحة فقد كان قاد المباراة بشكل جيد، وكان تحكيمه في المستوى، إذ لم يرتكب أخطاء مؤثرة على نتيجة المباراة.

ــ المنتخب: كعميد للفريق كانت مسؤوليتك مضاعفة داخل رقعة الميدان، أليس كذلك؟
نوصير: في البداية لا بد أن أشكر العميد ابراهيم نقاش، إذ بالرغم من عدم مشاركته في المباراة بسبب جمعه لإنذارين، فقد رافقنا في هذه الرحلة من أجل تحفيز اللاعبين وتشجيعهم، وكان حضوره مهما في هذه المباراة الحاسمة بالنظر لتجربته الكبيرة، وسواء حملت شارة العمادة أو حملها نقاش أو السعيدي، أو لاعب أخر، فباعتبارنا من أقدم اللاعبين في صفوف الفريق والأكثر تجربة، فنحن نحاول دائما أن نقوم بدورنا على مستوى توجيه باقي اللاعبين وزرع الحماس في نفوسهم، وفي مثل هذه المباريات الكبيرة والحاسمة لا بد من الحديث أكثر مع الحكام وذلك حفاظا على مصالحنا ودفاعا عن حقوقنا، وهذا هو ما اجتهدت في القيام به طيلة أطوار المباراة.

ــ المنتخب: بعد هذا التأهل احتفلت الجماهير الودادية بهذا الإنجاز، فكيف تلقيتم الأصداء وأنتم خارج أرض الوطن؟
نوصير: الإحتفالات انطلقت من بريطوريا رفقة الجماهير الودادية التي تحملت عناء التنقل لجنوب إفريقيا من أجل تشجيعنا هناك، ونشكرها كثيرا على تضحياتها من أجل الفريق، وبعد المباراة تابعنا جميعا، كيف خرجت الجماهير للشوارع للإحتفال بهذا الإنجاز، وخاصة بالدارالبيضاء وبالضبط بعين الذياب والمدينة القديمة، وكان لذلك تأثير كبير على معنويات اللاعبين، فقد كان هدفنا الأساسي هو إسعاد هذه الجماهير التي تستحق هذه الفرحة، لأنها تعشق هذا الفريق وتضحي بالغالي والنفيس من أجله، فيكفي أنها تتنقل بين الملاعب والمدن من أجل التشجيع والمساندة، وغالبا ما كان حضورها سببا في تحقيق النتائج والألقاب، ونتمنى أن نستمر في إسعادها مستقبلا بمزيد من الإنجازات.

ــ المنتخب: تنتظركم مباراة نهائية قوية، حيث تواجهون فريقا تونسيا مجربا ومتمرسا، فكيف ترى حظوظكم أمام الترجي؟
نوصير: مع احترامي لفريق الترجي، فقد خضنا مباراة نهائية قبل الأوان من خلال هذه المواجهة التي جمعتنا ضد صنداونز، لأنه بدوره يضم بين صفوفه لاعبين من المستوى العالي، وبالرغم من ذلك نجحنا في التفوق عليها، صحيح أن الترجي هو حامل اللقب، لكن الوداد هو حامل لقب النسخة التي سبقت النسخة الأخيرة، وكان لنا حضور قوي في كل النسخ الأخيرة، والحمد لله فإن أغلب العناصر التي تشكل الفريق اكتسبت تجربة مهمة من خلال المشاركة في عصبة الأبطال في المواسم الأخيرة، وهذا ما يجعلنا مرشحين بقوة لنيل اللقب وذلك بغض النظر عن الخصم الذي سنواجهه في المباراة النهائية لأن الوداد بات حاليا من أقوى الأندية على المستوى القاري، وكل الأندية الكبيرة باتت تضرب لنا ألف حساب.

ــ المنتخب: لكن المواجهة ستكون بطعم الثأر باعتبار أن الترجي سبق له أن هزم الوداد في نهائي سنة 2011، أليس كذلك؟
نوصير: أظن بأن الأمور اختلفت عما كانت عليه في السابق، صحيح أن الوداد كان حينها يضم ترسانة من اللاعبين المتميزين، لكنهم افتقدوا للتجربة الإفريقية، وذلك عكس الجيل الحالي الذي استفاد كثيرا من المشاركة المستمرة في عصبة الأبطال، وأظن بأن الفرصة مواتية لاستعادة هذا اللقب الذي ضاع منا السنة الماضية، هذا لا يعتبر تقليلا من حجم فريق الترجي، لأننا نحترم هذا الفريق العريق، لكن وبكل صراحة فإن الوداد لديه كل المؤهلات التي قد تمكنه من التتويج باللقب.
(يتبع)