لم يسبق في تاريخ الكرة المغربية وأن تحصل لاعب على غلة تهديفية بالغزارة والوفرة التي تسنت لإبن آسفي البار عبد الرزاق حمد الله، الذي تحول لماكينة أهداف تحصد الأخضر واليابس، فلا يكل ولا يمل من الثلاثيات والسوبر هاتريكات، ليوقع على موسم خرافي بالسعودية، حيث أقوى بطولة عربية على الإطلاق، كسر من خلاله كل الأرقام ودخل التاريخ من أرحب وأوسع الأبواب.
لم يكن ممكنا ونحن من واكبنا حمد الله هدافا يشق طريق النجومية في البطولة أن نترك الفرصة تمر دون أن نحاوره في زفافه الأسطوري الذي حصد فيه ومن خلاله كل الجوائز الفردية والجماعية..
لم يكن ممكنا أن نترككم تتابعون جديد عبد الرزاق بروايات بعضها غير صحيح كما يؤكد هذا المبدع في الحوار التالي العفوي، كما هي العادة تابعوا الغوليادور وهو يبوح:

ــ المنتخب: رمضان مبارك وعواشر مبروكة السي عبد الرزاق، دون مقدمات هنيئا لك بما تحصلت عليه في موسمك الإستثنائي هذا؟
عبد الرزاق حمد الله: كل الشكر والتقدير لكم على المواكبة الدائمة ومنذ سنوات وتحية للسي بدر الدين وكافة طاقم «المنتخب» داعم الرياضيين في كل مكان.
الحمد لله على كل حال وما تحصلت عليه هو بفضل الله سبحانه، لأنه ليس أمرا جديدا علي، فقد تعودت على هذه النجاحات منذ أن غادرت المغرب، لكن هذا الموسم أخذ الأمر أبعادا وتقديرات مختلفة بعض الشيء، لذلك كان التفاعل والتجاوب كبيرا من طرف الإعلام والجمهور.

ــ المنتخب: هذا أكيد، لا يمكن أن نضع سياق نجاحك الحالي مع تجاربك السابقة فالأرقام تتحدث عن طبعة استثنائية وربما هذه أقوى تجربة لك في مسارك الإحترافي؟
عبد الرزاق حمد الله: لا أختلف معك في هذا، لكن من باب الإنصاف أن أذكر بخير تجاربي السابقة والتي خلفت في كل محطة فيها بصمة خاصة، لا يمكن أن أنكر أن تجربة السعودية هي الأقوى وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان، بطولة قوية بإيقاع مرتفع وبحضور كم هائل من المحترفين العالميين ومدربين بجودة كبيرة، لذلك أعتز بما تحقق فعلا في هذه النسخة الإستثنائية التي كافأت مجهودات وإخلاص كبيرين، لذلك قلت وسأظل أقول الحمد لله أولا وأخيرا.

ــ المنتخب: كل مرة كنت تتحصل على إنجاز كنا نقول أنك ستقنع وتتوقف، الماكينة اشتغلت كما ينبغي، ما السر في وصفة التفوق هذه، هل كانت الغاية تمرير رسالة لأحد؟
عبد الرزاق حمد الله: إطلاقا لا، وأنا هنا للرد على كل من يزايد بإسمي، وعبركم أتوجه للجميع كي يكفوا عن ترويج المغالطات واستغلال حمد الله لتصفية حسابات أو شيء من هذا القبيل، هناك من يفعل ذلك بحسن نية، لكن صدقني الأمر يضر بي كثيرا، لذلك رجاء كفوا عن هذا.
أرقامي للتاريخ وليس لتبرير الأفضلية أو التفوق أو الرد على أي كان، فمنذ سنوات وأنا أؤدي بنفس الشكل وأكثر من 200 هدفا التي سجلتها، مستحيل أن تكون غايتها رسالة بقدر ما هي اختصار لشغفي لتسجيل الأهداف وكوني أتنفس بزيارة مرمى المنافسين.

ــ المنتخب: من خلال قولك المغالطات، ألمس أنك موجوع من شيء ما، هل لك أن توضح؟
عبد الرزاق حمد الله: أنا في لحظة ابتهاج ونشوة ولا أود أن أدخل في تفاصيل جانبية أو موضوع آخر، لكن تابعت مؤخرا ترويجات تتحدث عن أسرار لعقد جديد بقيم مالية معينة وامتيازات خرافية، الواقعة خلفت صدى سلبيا هنا والبعض ولو بحسن نية حاول ربما أن يفتخر بحمد الله، لكنه يحرجني بهذه الطريقة، لذلك قلت يضرني ولا ينفعني.
أتمنى تحري الصدق في هذه المعطيات، لدي عقد أحترمه ولا أحد يعلم ما الذي سيستجد وما يخفيه المستقبل ولا حتى الوجهة المقبلة مثلا.

ــ المنتخب: هل هناك إمكانية بعد هذا الحضور الخرافي لتغادر مثلا نادي النصر؟
عبد الرزاق حمد الله: قلت لك لدي عقد ينبغي احترامه، لكن كرة القدم مفتوحة على كل الإحتمالات، قد تكون هناك عروض ممكن أن لا يصمد أمامها لا الفريق ولا عبد ربه، كل شيء وارد، لكنني حاليا مرتاح داخل "العالمي" وأشعر بالبهجة المطلقة بصفوفه، أنا فقط قلت ينبغي التحري قبل التطرق لأي معطيات، خاصة تلك التي تهم الجوانب المالية لأن فيها بعض الحساسية.

ــ المنتخب: ما دمت فتحت صفحة المزايدات وترويج الأخبار، الجماهير المغربية حملتني مسؤولية سؤالك عن الفريق الوطني والعودة لصفوفه لتكون من مفاتيحه في "الكان" المقبل، ما تعليقك؟
عبد الرزاق حمد الله: لطالما طلبت منك في كل حوار أن نترك هذا الموضوع جانبا وأن لا نتحدث فيه كي نتفادى كل التأويلات، خاصة السلبية منها، لكنني أرد التحية لكل هذه الجماهير والتي تتصل بي وأقول لهم أنني مغربي وأفتخر بمغربيتي وتعلقي ببلادي يفوق الوصف وقلبي دائما مع منتخب بلادي و«الله يجيب اللي فيها خير».

ــ المنتخب: هذه إشارة طيبة منك بعد الترويجات الأخيرة وبعض الإجتهادات التي ناقشت موضوع استدعائك من طرف الناخب الوطني؟
عبد الرزاق حمد الله: أرجوك وتقديرا لتجاوبي معكم، أود أن لا نخوض في هذا الموضوع الآن، كمغربي أتمنى كل الخير لمنتخب الأسود في "الكان" المقبل وأعتقد أنه لدينا منتخب ممتاز وبإمكانه التتويج إن شاء الله، وغير هذا لنترك الأيام المقبلة تكشف الأمور وتوضح الرؤية أكثر، رجاء لا أقبل المزايدات بإسمي في هذا الموضوع.

ــ المنتخب: سأتفهم موقفك والرسالة وصلت، ما دمنا نتحدث عن الأسود، ماذا عن أمرابط، تابعنا حميمية قوية بينكما تعمقت بالتدريج؟
عبد الرزاق حمد الله: هذا صحيح، نور الدين أخ وليس مجرد لاعب في فريقي، عام من العشرة قرب بيننا كثيرا، تعرف على حقيقة عبد الرزاق، كما تعرفت على من يكون أمرابط المقدام والفارس الشهم، هذا الأمر لا يتاح في معسكرات الأسود التي تكون فترتها قصيرة بعض الشيء، «راجل ديال بصح»، والحمد لله مثلنا المغرب كما ينبغي وتواجدنا في سباق الجوائز الأفضل تشريف للكرة المغربية بدون شك.
(تابع)