تعرض الفريق الوطني لثاني خسارة في المباراة الودية الثانية والأخيرة إستعدادا لكأس أمم إفريقيا، ودائما بملعب مراكش وأمام منتخب زامبي شاب ومزعج عذب الأسود وأسقطهم بحصة 3- 2.
الأسود وبتشكيلتهم الأساسية المعروفة وبإستثناء غياب بوصوفة وتواجد بوفال، لم يتموقعوا في مراكزهم حتى باغثهم القناص الزامبي موسوندا بهدف مبكر منذ الثانية 37 بعد شرود دفاعي وهفوة من درار، وهو الهدف الذي أربك الحسابات وأخر دخول زملاء الأحمدي في اللقاء، مع بعض المناوشات والفرديات عبر إختراقات بوفال وتمريرات زياش نحو المحاصر النصيري.
الأخير أتيحت له أبرز فرصة في الدقيقة 15 من رأسية لم يمنحها القوة والتأطير، وفي ظل الدفاع الزامبي الشرس وخطوطه المتقاربة لم تكن الحلول متوفرة لدى العناصر الوطنية، غير تسديدات زياش الخطيرة والتي تصدى لأولها الحارس جيبوي د21 بصعوبة، قبل أن يستسلم مكرها في الثانية لتهتز شباكه بهدف التعادل من القدم اليمنى لمايسترو الأسود د24.
الرصاصات النحاسية لعبت المباراة بجدية وكأنها رسمية، وتمكنت من إختراق وسط ودفاع المغاربة أكثر من مرة خاصة محاولة موسوندا التي أوقفها بونو د31، ليرد عليه بنعطية برأسية غير مؤطرة بعد مضايقة من أحد المدافعين د38، وبدا البعض خارج السياق والحضور الذهني كدرار، بلهندة، حكيمي وأمرابط والأحمدي، الشيء الذي إستغله مجددا الخصم ليجلد أصحاب الأرض بثاني الأهداف في الدقيقة 44، من كرة ملعوبة بسرعة وهجمة من الرواق الأيمن أنهاها كانغوا بتسديدة لم يقو بونو على صدها، ليخرج الضيوف متفوقين في شوط أول لعبوه بذكاء وسرعة وجدية، في وقت كان الخلل واضحا في المنظومة الجماعية للأسود بحركية البعض وكسل وتثاقل البعض الآخر.
رونار أشرك بوصوفة وآيت بناصر مطلع الشوط الثاني لتأتي النتيجة بسرعة، بتحكم كلي في مجريات اللعب وإندفاع هجومي ولعب مباشر دون زيادات ولا نقصان، وتحرر أمرابط بعد تغيير مركزه فكان قريبا من خلق الفارق في الدقيقة 52 من عرضية خطيرة، أتبعها بنعطية بتسديدة محادية، ليسفر الضغط والبحث عن إصطياد النصيري لضربة جزاء بعد خطأ ساذج لعميد الزوار كباسو طالب على إثره الأسود بطرده د55، لكن الحكم السينغالي ديوف أنذره فقط وأمر زياش بتنفيذ الجزاء الذي أودعه في الشباك موقعا الثنائية ومعدلا الكفة.
الفريق الوطني هاج ولم يتوقف عن الهجوم، وأتيحت له ثلاث محاولات متتالية لمضاعفة الغلة، لكن زياش وبلهندة لم يحسنا تأطير تسديدتهما د57 و65 كما أخطأ النصيري المرمى برأسية د67، ليكون العقاب قاسيا ومباشر بصاروخ أرضي من البديل إينوك إستقر في الجهة اليمنى للحارس بونو د74، وسط حسرة العناصر الوطنية ودكة الإحتياط وفرحة كبرى للزامبيين.
الأسود نوعوا الهجمات ورموا بثقلهم في آخر الدقائق لكن الضيف إستمات في الدفاع، وخان التركيز المدافع البديل يونس عبد الحميد الذي أضاع هدفا أمام المرمى الفارغة د88 برأسية غير مركزة، وأطلقت الجماهير الحاضرة صافرات السخط على بعض اللاعبين في مقدمتهم فجر الذي شارك في اللحظات الأخيرة، وإستمر الضغط المغربي والكفاح الزامبي دون جديد، حتى صافرة النهاية بالهزيمة الثانية تواليا للأسود في آخر بروفة إعدادية للكان، وتساؤلات جمة حول جاهزية بعض الأسود والروح الجماعية المفقودة وكذا الحضور الذهني، في إنتظار إستخلاص الدروس والظهور بوجه آخر مختلف والشراهة المعروفة عن الأسود بعد أسبوع أمام ناميبيا.