تضاربت آراء الإعلاميين في الصحف الأرجنتينية والعالمية حول رحلة ليونيل ميسي في كوبا أمريكا، بعد سقوط المنتخب الأرجنتيني أمام غريمه البرازيلي في أولى مباريات المربع الذهبي، حيث وجهت بعض الأصوات أصابع الاتهام تجاه نجم برشلونة لغياب بصمته الحقيقية في المشوار الأرجنتيني، على عكس آخرين رأوا أن ميسي أدى واجبه مع منتخبٍ أرجنتيني يواجه المستقبل بلغة التفاؤل، وأن قائده قدّم أفضل مبارياته في الموعد الأصعب أمام صاحب الأرض والجمهور.
وأجرت شبكة "فوكس سبورتس" حواراً مع أوسكار كوردوبا، حارس مرمى بوكا جونيورز والمنتخب الكولومبي السابق، الذي حمّل ليونيل ميسي الجزء الأكبر من مسؤولية الإخفاق الجديد للمنتخب الأرجنتيني. ورأى كوردوبا أن الفريق الأرجنتيني الحالي تطوّر كثيراً عمّا كان عليه في الفترة السابقة، على عكس ميسي الذي ظهر وكأنّه سافر إلى البرازيل للتنزه دون أن يلعب دور القائد الحقيقي على أرض الملعب، كما رأى أنّ نجم برشلونة بدا متعباً وحزيناً، ولم يقدّم الإضافة المتوقعة منه لمنتخب كان قادراً على تقديم صورة أفضل.
وجاءت آراء متابعي الحساب الرسمي لشبكة "فوكس سبورت" على تويتر مغايرة لرأي أوسكار كوردوبا، حيث نقل الحساب نتائج تصويت حول من يتحمل مسؤولية الخروج الحزين أمام البرازيل، فحصل ميسي على 24% من الأصوات، فيما صوّت الـ 76% الآخرون للمنتخب الأرجنتيني بصورة عامة. وخصص سيرجيو مافي الكاتب في صحيفة "أولي" الرياضية مقاله الأخير لتقديم كل الدعم إلى ميسي تحت عنوان كتب فيه "لا تتوقف عن المحاولة"، وطالبه بعدم التوقف عند الإخفاق الأخير، والتركيز على شخصية القائد التي أظهرها في ملعب المينيراو، لأن المنتخب الأرجنتيني سيبقى بحاجة إليه في المستقبل.
وسلّط موقع صحيفة "أولي" الضوء على ما يحمله المستقبل بالنسبة لليونيل ميسي، فنقل تصريحات قائد المنتخب الأرجنتيني الذي أكّد عدم تفكيره بالاعتزال الدولي مجدداً، حيث قال إنّه سيستمر في مساعدة هذا الفريق المتطور الذي أبلى بلاء حسناً في كوبا أمريكا، على الرغم من بدايته المتعثرة، مؤكدًا أن المنتخب الأرجنتيني قدّم أفضل مبارياته أمام أصحاب الأرض بغض النظر عن النتيجة. وذكر ميسي أن ما حدث في البرازيل هو مجرد بداية لهذا المنتخب الذي يعج بلاعبين يحبون قميص منتخبهم، وأن الفريق سيتطور ويمضي إلى الأمام مع مرور الوقت.
من ناحيتها، نشرت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية مقالاً للكاتب مارتن فوجد، الذي رأى أن ميسي قدّم أفضل أداء له في كوبا أمريكا في الشوط الأول أمام البرازيل، قبل أن يصيب القائم في الشوط الثاني، لكن المحصلة كانت أن رحلته نحو التتويج بأول ألقابه مع المنتخب ما زالت مستمرة. وبدأ فوجد مقالاً بالكلمات التالية: "الأعوام تمضي، والبطولات تمضي، واللاعبون يتغيرون، وما زال ميسي عاجزاً عن الفوز بلقب مع المنتخب"، قبل أن يطرح عدة أسئلة في سطور مقاله، أبرزها "إلى متى سيستمر ميسي في المحاولة؟ وكيف سيتصرف الاتحاد الأرجنتيني في الأعوام الأخيرة لميسي"؟
ولخّص خوان إيريجوين الكاتب في صحيفة "إل بايس" الإسبانية مجريات القمة الأمريكية الجنوبية في عنوان مقالٍ كتب فيه "ميسي يعيش والأرجنتين تموت في البرازيل"، حيث رأى أن ميسي قدّم مستوى استثنائياً في هذه المباراة على عكس المباريات السابقة، لكن هذا لم يساعد المنتخب الأرجنتيني على المضي قدماً في رحلته نحو الفوز بأول لقب رسمي منذ العام 1993. وذكر إيريجوين أن ميسي ورفاقه اصطدموا بمنتخب برازيلي متمكن، وعانده الحظ والقرارات التحكيمية مع مطالبة الأرجنتينيين بركلتيْن جزائيتين. وأوضح دانييل إدواردز الكاتب في موقع "غول" العالمي أن المنتخب الأرجنتيني دحر في النسخة الجارية من كوبا أمريكا اعتماده التام على ميسي، مؤكدًا أن الأخير كان بعيداً عن مستواه على الأراضي البرازيلية، مع اكتفائه بتسجيل هدف وحيد ودون أي تمريرة حاسمة، في وقت نجحت فيه مخططات سكالوني المدرب بمنح اللاعبين الصاعدين فرصهم، ليبرز نجم أسماء لياندرو باريديس ورودريغو دي بول وخوان فويث ولاوتارو مارتينيز وغيرهم، مبيناً أن أفضل ما حصل عليه المنتخب الأرجنتيني بعد إقصائه هو صورة إيجابية لمشروع مستقبلي في مونديال 2022.