بعد مستواه الرائع في منافسات "الكان"، ما يزال غانم سايس تحت تأثير صدمة الفشل الأخير لأسود الأطلس أمام سناجب بنين.
رفض التواري، وخرج مدافع وولفرهامبطون الإنجليزي في حوار مكاشفة مع "فرانس فوتبول" الفرنسية، يقدم من خلاله تشريحا للمنتخب الذي عجزت عجلة تطوره عن مسايرة بقية المنتخبات، باعثا لرسالة واضحة مفادها أن هذا المنتخب عليه تقديم مجهودات مضاعفة.

ــ فرانس فوتبول: هل تم نسيان الإقصاء المبكر للمنتخب المغربي في دور الثمن للكان على يد منتخب بنين؟
سايس: لا أخفيكم أن الأيام التي تلت الإقصاء كانت صعبة بعض الشيء، لم أستطع النوم وكانت الليالي قصيرة مع الكثير من مشاعر الخيبة والإحباط.
أتمنى أن ينعكس أسبوعا العطلة بالإيجاب على نفسيتي قبل العودة للتداريب، وذلك للتحرر شيئا فشيئا من وقع الصدمة.
عندما تكون وسط العائلة، فأنت قادر على نسيان الأمر، لكن في النهاية يجب علينا تقبل الواقع واستخلاص الدروس.

ــ فرانس فوتبول: تحدثت عن الليالي التي قضيتها بعد الإقصاء، فيما كنت تفكر آنذاك؟
سايس: هناك العديد من الأشياء التي تتراقص في مفكرة اللاعب، نعم هناك شعور بالخجل لأننا نمثل منتخب البلد، بالإضافة إلى أننا كنا نتطلع إلى الذهاب بعيدا في هذه المسابقة.
وبدون أن ننتقص من قيمة المنتخب البنيني، عندما تتعرض للإقصاء من طرف هذا المنتخب وأنت تملك فرصة الذهاب بعيدا في المنافسة، فإن الأمر يصيبك بالحنق.
كان المغاربة سيتقبلون الأمر بسلاسة لو انهزمنا ضد السينغال أو الجزائر، لكن الهزيمة أمام بنين جعلت الصورة أكثر قتامة خصوصا وأننا كنا على الورق مرشحين فوق العادة.
وكما أسلفت الذكر قبل المباراة، فإن الترشيحات على الورق لا تعني شيئا في عالم الكرة، وبالتالي كان علينا التعامل أكثر صرامة وحزم مع جزئيات المباراة.

ADVERTISEMENTS

ــ فرانس فوتبول: كيف استقبلتم ردود الأفعال من الشعب المغربي جراء الإقصاء؟
سايس: كنا بحالة جيدة بعد مرحلة المجموعات حتى حدث الإقصاء بهذه الطريقة، كان الأمر قاسيا وصعب التحمل على الجميع خصوصا وأننا فزنا في 3 مباريات وحققنا تعادل واحد، لم ننهزم قط.

ــ فرانس فوتبول: كيف كانت الأجواء في مستودع الملابس بعد نهاية مقابلة بنين؟
سايس: الأمر الذي صدمني كثيرا هو الصمت الذي رافق وصولنا إلى فندق الإقامة.
كان صمتا قاتلا في مستودع الملابس وكذلك في الحافلة، كنا نفكر في حجم الإنتظارات التي كانت وراءنا، خرجنا من مشاركة رائعة في المونديال الأخير، لعبنا كأس إفريقيا جميلة بالغابون بعد هزيمة أمام منتخب مصر الوصيف، وكنا نتطلع الى تأكيد هذه النتائج وتحقيق أفضلها.

ــ فرانس فوتبول: لنعد لتفاصيل دور ثمن النهائي، هل شعرتم في لحظة ما بأن الأمور لا تسير كما أردتم؟
سايس: قبل اللقاء، كنا مستعدين لخوض مقابلة معقدة أمام خصم يجيد اللعب بدفاع متأخر، ينتظرنا ويترك لنا فرصة صناعة اللعب.
وهذا ما جرى خلال مرحلة المجموعات أمام منتخبات أقل منا، حيث كنا مرشحين فوق العادة أمام ناميبيا وجنوب إفريقيا، لكننا كنا نعاني كثيرا ونجد صعوبات جمة أمام هذه الفرق ثم نفوز بهدف في آخر الدقائق.
في نهاية مرحلة المجموعات، رغم حصول المغرب على تسع نقاط دون تلقي أي هدف في مرماه، غاب اللعب في العمق وغاب معه الإقناع.
لقد لعبنا لقاءا جيدا جدا أمام كوت ديفوار، حيث سيطرنا على المقابلة، وذلك لأن المنتخب الإيفواري يلعب كرة مفتوحة.  
بالرجوع للمباريات الثلاث، لقد تمكنا من الصمود دون استقبال أهداف، لقد واجهنا في الحقيقة الكثير من الصعوبات في نصف الملعب الخاص بالخصم، تطلب منا هذا الأمر بذل مجهودات مضاعفة لحلحلة التكتلات الدفاعية للفرق المنافسة، كنا على دراية بأن إهدار الفرص سيصعب علينا المأمورية في بقية دقائق المباراة، وذلك ما حدث خصوصا أمام ناميبيا، جنوب إفريقيا وبنين.
أمام بنين، كنا محظوظين بالحصول على ضربة جزاء في آخر مجريات اللقاء، ولكننا لم نفلح في استثمار ذلك (يقصد ضربة الجزاء الضائعة لزياش)، ثم وقع ما وقع، ولقد تكرر معنا نفس السيناريو خلال كأس العالم أمام إيران (يعني الهزيمة في الدقيقة 95 من اللقاء الأول في مباراة دور المجموعات، وأدى ذلك لإقصاء المغرب).

ADVERTISEMENTS

ــ فرانس فوتبول: هل يعاني المنتخب المغربي من مشكل نفسي؟
سايس: لا أعرف هل الأمر يتعلق بمشكل نفسي لأننا نحضر جيدا قبل خوض المباريات، نحاول أن نكون جديين في التعامل مع أحداث المباريات لأننا نملك دائما الرغبة في تقديم شيء أفضل، ولكن ذلك ليس كافيا.
يجب أن نشرح الوضعية، لما نلعب أمام منتخبات كبيرة نتعملق فيها، وهنا أعطي مثال مباريات كأس العالم أمام أعرق المدارس الكروية ثم "الكان"، في حين أننا نعيش حالة استعصاء وذهول أمام المنتخبات المغمورة.

ــ فرانس فوتبول: مما خلف انطباعا لدى الجميع يفيد بمحدودية خط هجوم المنتخب المغربي وعدم تطوره، هل أنت متفق؟
سايس: بطبيعة الحال، نسمع كثيرا بأن المنتخب المغربي لا يملك مهاجمين. وعندما نرى يوسف النصيري، ذو 20 سنة (22 سنة)، الذي يملك بين قوسين مسؤولية قيادة رأس الحربة في المنتخب، لم يكن الأمر سهلا عليه في البداية، سجل هدفين وقدم مجهودات كبيرة، الآن نعلم أن لاعبا مثله أمامه سنوات أخرى لصقل مهاراته. 
لعب النصيري كأسين إفريقيين، كما أننا هجوميا نملك العدد الكافي من اللاعبين، وبالتالي لا خوف على مستقبل الهجوم.
إذا لم تتوفر لديك كل توابل النجاح ولم يقدم كل واحد منا المجهودات الكافية في سبيل المجموعة، فلن ينجح الأمر.
(يتبع)