رش المنتخب الغابوني الملح على جرح الأسود وألحق بهم هزيمة ودية بملعب طنجة الكبير بنتيجة 2- 3 بحضور 30 ألف متفرجا، في لقاء متواضع ومخيب كشف رسميا عن واقع الفريق الوطني وشخص حالته الصحية في رابع إطلالة للمدرب وحيد خاليلودزيتش.
اللقاء بدأ متحركا ولم يعرف جس نبض من الطرفين، فبادر الزوار للتهديد عبر محاولة بوانغا د2 رد عليها فضال برأسية غير مؤطرة د4، ثم ضربة خطأ من عليوي تصدى لها الحارس الغابوني د7، وتحرك المنتخبان بحثا عن التسجيل متحررين من القيود التكتيكية والكماشات الدفاعية، وتكافأ اللعب في وسط الميدان مع تسجيل تألق عادل تاعرابت الذي لعب بالسهل الممتنع ووزع تمريراته الدقيقة في كل الجهات، وكان ضابط الإيقاع الوحيد في غياب مساندة المسعودي وبوربيعة.
الأخير أخطأ في إفتكاك الكرة لتصل إلى بوبيندزا المنسل من رقابة فضال والذي إفتتح التسجيل بسهولة د22، ليضغط الأسود بعدها ويندفعوا خاصة بعد صعود الظهير الأيمن حكيمي أكثر من مرة للهجوم، وتحمله جرأة التسديد الخطير والمؤطر في مناسبتين د26 و28 لكن الحارس الغابوني أوقفهما، وأسفر البحث عن هدف التعادل من توقيع العميد أمرابط د33 بعد تمريرة من عليوي الذي إستغل هدفا في التمرير بين الغابونيين.
النجم أوبميانغ بدا معزولا ولم يهدد المحمدي قط لكن رفاقه كانوا نشطاء هجوميا، وكاد فريديريك أن يوقع ثاني الأهداف بعدما هرب بسهولة عن فضال البطئ إلا أن تسديدته ذهبت عاليا د39، رد عليها كارسيلا بفرصة أخطر إفتقدت للدقة والحظ د45، لينتهي عقبها الشوط الأول بالتعادل المنصف وأداء مغربي متباين وتفكك واضح بين الخطوط.
المهاجم يوسف النصيري ومن أول لمسة بعد دخوله مطلع الشوط الثاني يضيع هدفا من رأسية سانحة بعد عرضية جميلة من شباك د47، ليكون العقاب سريعا من الغابوني المشاغب بوانغا الذي إستغل هفوة دفاعية بدائية للمدافع الياميق مسجلا الهدف الثاني د48، ولولا براعة المحمدي بتدخلاته الرائعة في ثلاثة تهديدات متتالية لأوبميانغ وأصدقائه في ظرف دقيقة واحدة لإهتزت مرمى الأسود بثالث الأهداف د54، ثم فرصة أخرى خطيرة للسريع بوانغا وجدت تدخلا لحكيمي في التوقيت المناسب د59.
وإنتعش أداء الفريق الوطني قليلا بدخول سفيان أمرابط الذي أعاد التوازن والثقة لوسط الميدان وحرر تاعرابت ليتقدم للأمام، ويعثر على مفتاح الهدف الثاني بإصطياده لضربة جزاء إنبرى لها العميد أمرابط الكبير بنجاح موقعا الثنائية د69، وهدأ الإيقاع بعدها وخفت وثيرة اللعب، إلى أن فاجأ الزوار أصحاب الدار بهدف ثالث من توقيع أميكي د81 بعد خطأ في التغطية من حكيمي وسوء تموضع شباك الذي ساعد الخصم مباشرة في مهمته.
وضغط الأسود في آخر الدقائق بعد دخول فجر وحارث، وأتيحت للإدريسي والياميق فرصتين بارزتين للتعديل لم يحسنا التعامل معها د86 و88، كما هدد النصيري دون نجاعة في آخر الثواني، ليخرج الأسود بهزيمة مستحقة أظهرت عمق الجرح الذي يصعب علاجه في القريب العاجل من الطبيب البوسني، في ظل الإرتباك والنواقص والشرود والأخطاء البدائية لمنتخب عاد خطوتين للوراء.