إستعاد الفريق الوطني الثقة والروح وتجاوز الإعصار من قلب العاصمة البوروندية بوجامبورا، بإنتصار عريض ومقنع بثلاثية نظيفة بملعب لويس، ليصحح الوضع ويحسن الصورة مرتقيا إلى الصدارة المؤقتة للمجموعة الخامسة في ثاني جولات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 بالكامرون.
الأسود الذين غيروا ثلث التشكيلة الأساسية ومعها مراكز بعض اللاعبين، إندفعوا منذ الثواني الأولى بعرضية خطيرة من النصيري أبعدها الحارس البوروندي، الأخير تحمّل الضغط وإضطر للتدخل أكثر من مرة في الربع ساعة الأولى، خاصة في تسديدتي عليوي د3 وزياش د11، وإعتمد فرسان وحيد على الأطراف وإختراقات حكيمي السريعة وثنائية زياش ومزراوي، في وقت ثكتل فيه أصحاب الأرض في منتصف ملعبهم ودافعوا بعشرة لاعبين، ليتعرضوا بعدها لتهديدين خطيرين من النصيري من رأسيتين إصطدمت إحداها بالقائم د24، قبل أن يأتي الفرج وينتهي الإستعصاء بهدف مزراوي في الدقيقة 27، بعد متابعة جيدة لكرة مرتدة من الحارس إثر ضربة خطأ مباشرة مرعبة من عليوي.
ورغم سوء أرضية الميدان إلا أن الأسود هيمنوا بالطول والعرض ورفعوا من الإيقاع، ليتركوا الحارس بونو في راحة تامة بإستثناء مراقبته لبعض المرتدات الخجولة والبعيدة للبورونديين، والذين لم يستجمعوا قواهم حتى صفعهم النصيري بهدف ثان د38 بعد سوء تفاهم وإختلاط دفاعي، معززا التفوق الميداني أداء ونتيجة في شوطٍ أول مثالي ومميز على كافة الأصعدة.
قناص ليغانيس كاد أن يسجل الثنائية ويحسم الفوز بثلاثية مبكرة لولا يقظة الحارس ناهيمانا الذي أوقف تسديدته في الدقيقة 50، ليرد عليه أميسي بأول وأخطر فرصة لبوروندي مرت محادية د53، وشكل الرواق الأيمن طريقا سيارا في هجمات الفريق الوطني الذي كان يصل بسهولة وسلالة للمستطيل الصغير للخصم، فيما كانت جهة منديل نائمة دفاعيا وهجوميا في غياب الجرأة وحضور الشخصية.
ولم يخفض زملاء سفيان أمرابط من السرعة وواصلوا الضغط والبحث بنفس النهم والرغبة، مستغلين تواضع البورونديين ومحدوديتهم في كل الخطوط، وكاد المتألق ورجل المباراة النصيري أن يهز الشباك من تسديدة جانبية إفتقدت للتركيز د62، كما جرب العميد سايس حظه من متابعة خاطئة لضربة خطأ خطيرة نفذها المختص زياش د64، وهي المحاولة الأخيرة قبل نزول الإيقاع وتراجع الأسود نسبيا للوراء، ليلعبوا بتحفظ وإقتصاد ومسايرة الإيقاع بهدوء، تاركين المبادرة للمضيف الذي أخذ بزمام الأمور وإمتلك الكرة، لكن دون أن يشكل الخطورة على الدفاع المغربي، قبل أن يخطف حكيمي الهدف الثالث من هجمة سريعة وتسديدة رائعة بعد تمريرة ولا أحلى لسفيان أمرابط د83، أسدل ستار العرض المميز والفعال للأسود، والذي مسح خدوش التعادل المؤلم ضد موريتانيا، ليمنح المغاربة فوزا منعشا ومريحا، وينقذ رقبة البوسني خاليلودزيتش التي كانت مهددة بالمقصلة.