المواكبة لم تكن وليدة اليوم أو الأمس، بل أفردنا لها ملفات قوية بمتابعة دقيقة وحصرية تعود لما قبل 3 سنوات، وتحديدا أثناء زيارة فوزي لقجع لإسبانيا ولقاؤه مع منير الحدادي ليؤكد بعدها بالحرف «قضية الحدادي صارت من اليوم فصاعدا قضيتي».
يومها كان رئيس الجامعة يحتاج إذنا من اللاعب وقبولا منه يبرز من خلاله رغبتة في حمل قميص الأسود، ليدله على ما ينبغي أن يسلكه رفقة محيطه على أن يتكفل هو راعيا لمؤسسة الجامعة بالشق الموازي.
وبين أولى إرهاصات طلب تغيير الألوان والإنتماء، مرورا بالموفقة عليه وبعدها صدمة الحدادي وفي مجمع محمد السادس برفض طلبه لغاية نقضه وبعدها انتصاره «المنتخب» تعود بكم كرونولوجيا لتلك الوقائع ماضيا وتداعياتها مستقبليا على عرين المنتخب الوطني..

إنها قضيتي
هو تصريح موثق لفوزي لقجع يعود لسنة 2018 وقد تفتقت عقيرته لما جالس الحدادي ومحيطه وخلص إلى عقدة الذنب التي لاحقت هذا اللاعب جراء تسرعه وهو فتى يافعا يغلب عليه الحماس على مستوى اتخاذ القرارات والمواقف، جراء حمله قميص منتخب إسبانيا على عهد فيسنتي ديلبوسكي، وخلص بعدها منير يقينا إلى أنه شرب مقلب عمره  وذاق من نفس مرارة زميله السابق داخل برشلونة الصربي بوخان كيركيتش، والذي زج به نفس المدرب ديلبوسكي لمباراة واحدة بألوان المنتخب الإسباني وبعدها ألقى به لمنفى سحيق.
سيعود لقجع من إسبانيا وقد أخبر هيرفي رونار بالواقعة ودله على ما سيحضره له «حدث هذا لما كانت الجامعة تأمل بقاء واستمرار رونار لفترة طويلة قبل أن يغدر بها بعد الكان»، وليقول أن قضية منير الحدادي صارت قضيته وهو يحضر في خلده وصفة الترافع على حق منير في أن يطعن في اختياره الأول فكيف السبيل لذلك؟

الحدادي بوصمان الجديد
ذكاء لقجع، قاده للتداول في الموضوع سرا مع جياني إينفانتينو وقد ترسخت بينهما أواصر علاقة مبنية على التقدير والتشاور والإحترام، ليدله رئيس الفيفا على الخيط الرفيع الكفيل بأن يصل به لمرأب النجاة ولمقصده، وهو أن «يكون الحدادي الوسيلة التي تبرر الغاية»، أي أن يتم الطعن في قانون اللاعبين المزدوجي الجنسية على مستوى العالم ممن غرر بهم وهم دون سن 21 سنة،  ليلعبوا لبلدان المهجر، وكل هذا كي يحوز لقجع تعاطف عديد البلدان التي تمت قرصنة مواهبها إن جاز الوصف، وستمثل قوة تصويتية هائلة في كونغرس الفيفا لتدعم لقجع يوم عرض القانون السابق للتعديل.
هنا سيتم تحضير ملف قوي من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جاعلا من الحدادي "بوصمان" الجديد الذي سيطالب بالطعن في قانون 2009، والذي كان يمنع أي لاعب له أكثر من جواز الطعن في اختياره الأول، «أي أنه من مثل منتخبا ما لا يحق له اللعب مستقبلا لمنتخب آخر».

استعطاف منير
موازاة مع لجوء الجامعة لخبرة قانونية، ومعها تحضير حيثيات الترافع والملف والذي كان الحدادي الجزء الظاهر منه، وباقي الوجوه كان يطبخ لاستمالتها على نار هادئة وفي الكواليس «سامي مايي، بوخلال، نسيم بوجلاب» وعديد الأسماء من التي مثلت منتخبات المهجر بأوروبا وجرى تنسيق قوي بين وحيد خاليلودزيتش ولقجع للإشتغال عليها في محاولة لضمها واستقطابها لعرين الفريق الوطني، قلت موازاة مع هذا الحدادي ووالده ومحيطه وضعوا استعطافا داخل الفيقا يناشد فيه اللاعب الهيأة الدولية الساهرة على حماية شغف اللعبة، كي تتفهم موقف وتستشعر مرارة الغبن والإحباط الذي شعر ويشعر به أمثاله من اللاعبين الذين اغتيل مستقبلهم الدولي، بسبب خطيئة أو قرار اتخذ تحت طائلي الضغط والإكراه، وخاصة التغرير والجذب، ومطالبا الفيفا أن تحرر كل هذه المواهب التي ما عاد لها من حظ لتلعب مع منتخبات المهجر، وقد كان دمجها السابق مناورة قميئة بئيسة لقطع الطريق عليهم للوصال مع بلدانهم الأصلية.

مرافعة كورونا
18 شتنبر سيشهد مرافعة الجامعة في كونغرس الفيفا الذي تم عن بعد عبر تقنية الفيديو، وخلالها ترافع لقجع وذكر بالحيثيات التي سبق وأن سردناها وتحدث أمام أكثر من 193 اتحادا كرويا حضر من أصل 212 عن سلبيات الفانون السابق، والذي يحرم جماهير  كرة القدم على مستوى العالم من متابعة مواهب غرر بها وبعدها اختفت وستواصل الإختفاء، لأنه لا حظوظ لها للعب مع منتخبات المهجر التي تعج بالنجوم ولا تحتاج لهذه المواهب، عكس حاجة بلدانها الأصلية لها ولخدماتها.
مرافعة كورونا كانت أشبه بمن يتقدم بملتمس لتحرير اللاعبين الذين لهم جنسيات مختلفة من أغلال وقيود القانون السابق البئيس وأن تسمح لهم تعاقديا وفق شروط «أن يكون قد لعبوا قبل سن 21سنة ما يقل عن 3 مباريات رسمية ولم يخضوا تظاهرة رسمية من قبيل كأس أوروبا للأمم أوكأس العالم»، بأن يغيروا الألوان بأخرى، ولتتم الموافق وبإجماع الحضور 190 صوتا على هذا التعديل ويسود الإعتقاد هنا أن الحدادي كسب القضية وصار بإمكانه تمثيل الفريق الوطني وقد انتصرت له الفيفا شكلا ومضمونا.

صدمة بالمعمورة 
سيحضر الحدادي للمعمورة وتحديدا مجمع محمد السادس ويحظى باستقبال مميز من الناخب الوطني ورئيس الجامعة، وكذا زملائه من اللاعبين، وقد كان أشبه باستقبال الفاتحين للاعب كان سببا في تغيير قانون المجنسين من لاعبي العالم ولينخرط الحدادي في التدريبات بحماس شديد، وقد أظهر من التجاوب مع الأجواء ما بعث على التفاؤل بربح عنصر هام للمجموعة.
غنى الحدادي على نفس الطاولة التي شهدت غناء من سبقه من الجدد، وقبيل مباراة الأسود والسينغال الودية وبعدها الكونغو وكلاهما برمجتا بالرباط، سيتلقى خبرا صاعقا من الفيفا يخبره أنه لا يسري عليه التعديل الذي وقع عليه كونغرسها، كونه لا يستجيب لعدد من الشروط ومنها تجاوزه بأشهر معدودة السن المسموح به، كما خاض مباريات أكثر دون سن 21 سنة لم تضبطها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كما ينبغي،  بالتالي يلزمه مغادرة المجمع فورا، والعودة لإسبانيا وإلا سيتعرض هو والفريق الوطني لعقوبة بضم لاعب هو لغاية هذه اللحظة على ذمة الإسبان.

نقض وإبرام وانتصار
تغنت الصحافة الإسبانية وقد جرحت في كبريائها الذي تعرض للخذش بعد قرار كونغرس الفيفا، بعودة الحدادي لمدريد ومنه صوب إشبيلية، وقد سخرت منه سخرية شديدة، معتقدة أنها كسبت المعركة في وقت كان منير والجامعة يؤكدان أنها فقط جولة من حرب  ليس إلا، والعبرة بالخواتيم واللاعب سيكون أسدا أطلسيا لا محالة.
هنا سيظهر وحيد عبر أنستغرام مثل الأسد الجريح، مؤكدا أنه سيحاول ويحاول تكراو تظلمه واستعطافه وملتمسات النقض، حتى تتفهم الفيفا موقفه، فلا يعقل أن يكون هو عراب التعديل ولا يستفيد منه، موجها رسالته للإسبان أنه لن يمثل الماطادور مستقبلا ولو لم يلعب للفريق الوطني.
الجامعة سارت في نفس الركب وعادت لتطرق عبر "الطاس" وباقي الهيآت الرياضية استئنافا، وتوعدت أنه سيأخذ أشكالا أخرى في محاكم غير رياضية، ما لم ينصف منير بقبول طلبه ومعه تتم الإستجابة له، وقد كان هو أول طارقيه.
وطيلة الفترة السابقة ظل منير يترقب جديد الإستعطاف الثالث الذي تقدم به، ويأمل الإنصاف كما كانت الجامعة واثقة وقد اشتغلت في الكواليس على التعديل وليأتي القرار البشرى معلنا الإستجابة لاستعطاف منير ونقضه القرار السابق، وليصبح منذ منتصف الأسبوع المنصرم محسوبا بالشكل والمضمون والهوية على أسود الأطلس.