بعد أن حسم تأهله من 360 دقيقة و بلغة المباريات من 4 جولات، وضمن صدارته في الخامسة المنتخب الوطني مدعو في السادسة ليجعلها فرجوية احتفالية ويخلف انطباعا حسنا يترسخ في أذهان المناصرين والعشاق. مباراة نواكشوط كانت للنسيان، فلا هي استحقت أن تمثل مرجعا لسياقها التي أجريت فيه وظروفها الغريبة «ملعب وطقس وكرة وغيرها من توابل الفرجة التقليدية»، وخرجة ثالثة لم تكن موفقة للربان البوسني الذي سيتذكر كثيرا موريتانيا وقد استعصت عليه ذهابا وإيابا ولا مناص من كسر هذا الشعور في مخيال الجماهير سوى استحضار روح بوجمبورا، ليرسم على الشفاه بسمة لا ترتبط بالتأهل المحسوم سلفا بل بالأداء الذي ينبغي أن يطابق قيمة ما هو متوفر من مواهب بالعرين. • خرجة للنسيان لأول مرة في تاريخ مواجهات المنتخبين المغربي والموريتاني سيذكر هذا التاريخ أن المرابطون لم يخسروا أمامنا مباراتين على التوالي ولم يسجل المغرب في مرمامهم لمباراتين على التوالي، الأمر الذي لم يحدث على امتداد 11 حوارا ونزالا جمعنا بالجيران كان فيها الكعب الأعلى لأسودنا على الدوام وبحصص ناسفة في الغالب. لذلك كانت خرجة نواكشوط للنسيان، ظروفها وملاحق هذه الظروف «مناخ وملعب»، فرضت علينا أن نعمل كثيرا من ظروف التخفيف لنسقط على هذه السفرية غطاء المباراة المرجع، على اعتبار أن لاعبي الفريق الوطني لم يعتادوا من جهة على اللعب فوق عشب اصطناعي من الجيل المتدهور المتجاوز، وهنا على الكاف التدخل لتعدل معايير الترخيص لبعض الملاعب الافريقية كي تستقبل مباريات من هذا الحجم في ظل حديث موتسيبي عن تسويق منتوجه عالميا، ولا هم لعبوا على أريحيتهم وسجيتهم بعد تلقيهم تحذيرات صارمة من فرقهم الأوروبية لتفادي ما يسمى ويوصف بفيروس الفيفا، حيث يمثل هذا التاريخ هاجسا مقلقا للأندية الأوروبية جميعها. • روح بوجمبورا وفاكهة المعمورة على عكس ما رافق مباراة موريتانيا من مؤثرات خارجية غريبة كان لها انعكاس سلبي على المردود سينتفي هذا تماما في مباراة الغد إن شاء الله، ومعها ستلعب فوق بساط سحري بعدما استفادت أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله من راحة بيولوجية بسبب توقف البطولة ،هذا من جهة. ومن جهة ثانية عشب المركب يكون في هذه الفترة الربيعية في أفضل حالاته، وينضاف إلى كل هذا أنه أمام بوروندي ذهابا في بوجمبورا إنبعث الفريق الوطني بأحلى أداء ممكن وهو يدون ثلاثية مقنعة يومها، ولذلك كما كانت روح "أوييم" ترافق مواعيد أسود رونار، ستكون الروح التي قهر بها أسود وحيد الشك والرتابة يومها بعد نفس السيناريو تقريبا «المباراة كانت قد أعقبت التعادل سلبيا أمام موريتانيا»، سيحاولون طرد هذا الشك مجددا عن محيطهم ومحيط الأنصار، ومع روح بوجمبورا سيكون لزاما أن يقدم لنا الفريق الوطني وصلة فرجوية تختزل كل ما اشتغل عليه وحيد معهم بالمعمورة. • لا للتجريب نعم للتثبيت قد يقول قائل وما الذي يكره ناخبا وطنيا على أن يجعل من مباراة بوروندي واجهة للتجريب ومنح الفرصة لمن لم يلعب، مثلما قال البعض كان عليه أن يرسم المحليين أمام موريتانيا في ذلك الملعب، كون لاعبي الرجاء والوداد تعودوا على اللعب في نواذيبو ونواكشوط وباقي الملاعب غير المطابقة لمعايير الجودة عالميا، بل لو لعب منتخب عموتا لفاز في موريتانيا وهو قول مردود عليه، لأن حاجة زياش وحكيمي والنصيري اليوم ماسة كي يتأقلموا مع هذه المؤثرات الغريبة لوجيستيكيا. لذلك نريد تثبيت ماسينا بالرباط مثلما نريد تثبيت الحدادي، وهنا سيكون مجال التقييم ومرجع الحكم موضوعية ونريد تثبيت العيارات القديمة والنواة الصلبة «سايس، حكيمي وزياش معها» وكل هذا احتراما للمنافس من جهة وللعب النظيف من جهة ثانية ولسمعة هذا المنتخب، وقد أصبح حديث الخاص والعام في بلاطوهات التحليل ثالثا. نريد أن يلعب وحيد بالقوة الضاربة وإن رغب في تعديل بعض الأوتار، فلتكن في مراكز لن تؤثر على اللحمة والفرجة المؤمل أن يكونا هما عنوان هذه السهرة لاصطياد السنونو البوروندي في عز الربيع. • روتوشات على المقاس لن يضر مثلا وقد اطمأن الفريق الوطني على صدارته لو رمم معنويات المحمدي بترسيمه مكان بونو ووحيد بفطنة الأذكياء سيفعل هذا حتما كي لايثير نعرة منير. لن يضر شيئا لو عدل من وتر متوسط الدفاع لأننا نريد أن نتابع شاكلا لاعب خيطافي مع رومان سايس بعدما تابعنا قبله نايف وفضال ولو أنه سيميل صوب نايف وفي خط الوسط تاعرابت سيعود ربما مع طنان على أن العرابي يلزمه إنصافا ولو اقتضى الأمر أن يجلس يوسف الأخر النصيري ليأخذ مكانه برأس الرمح الهجومي للأسود. لوحيد من الخيارات والغيارات ما يترك أمامه مجالا ليبدع، لديه الكعبي ورحيمي مع بوخلال ولديه أملاح وبرقوق وأملاح لكننا نأمل وسيفعل ذلك أن يثبت لنا حدادي وماسينا كي نخرج بخلاصات أكثر موضوعية بشأنهما. لذلك هو هاشتاغ واحد لا ثاني ولا ثالث له «فرجونا» في الأمسية الربيعية بضرب حصون بوروندي بالحصة والأداء وكل ذلك ليكون ختامها مسكا في التصفيات وكي تتواصل نفس الصورة الوضاءة في عيون المتتبعين المغاربة والأجانب عن هذا المنتخب، لا نشك في ذلك كما لا نشك أن ما حدث في موريتانيا كان استثناء والإستثناء لا يقاس عليه. • البرنامج الجولة السادسة من تصفيات كأس أفريقيا للامم الكامرون 2021 - الثلاثاء 30 مارس 2021 الرباط : مركب الأمير مولاي عبد الله : س 20 : المغرب ـ بوروندي الحكم: باكوا بليسي ياسيف (الكامرون )