• وحيد من دون زياش يبحث عن البديل الرشاش

بروفة لم تكن واردة إطلاقا في حسابات الناخب الوطني لولا قرار الفيفا الطارئ القاضي بتأجيل تصفيات مونديال قطر التي كانت مبرمجة في هذه الفترة بسبب إكراه القيود التي فرضها تطور الجائحة بشكل كبير.
يفترض أن هذا التوقيت كان يعني استهلال الأسود لفاصل التصفيات المؤدية صوب الدوحة، قبل أن يتقرر الإرجاء ومعه أصر البوسني وحيد خاليلودزيش وضغط على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كي تؤمنه وديتين على مقاس خاص وخاص جدا،  لتستقر الأخيرة على منتخبي غانا "البلاك ستار" والخيول السوداء البوركينابية، وقد كان قصد وحيد منهما معا البحث عن عيار مطابق لمنتخب غينيا الذي كان قد أكد فور ظهور قرعة التصفيات أنه يمثل له المنافس والحاجز السميك الأول الذي يشغله.

• الإسم غانا الصفة غينيا
بين السينغال والكونغو وكلاهما سبق له وأن واجه الفريق الوطني وديا في وقت سابق في الرباط أيضا، بتفوق صريح لأسود وحيد أمام أسود تيرانغا وتعادل مع فهود الكونغو، سعى الناخب الوطني وهو يضغط على الجامعة كي يعود لمواجهتمها من جديد وقد كان وازعه في ذلك اقتراب السينغال من نفس معايير أداء منتخب غينيا الشهير بلقب السيلي وحتى السودان وكلاهما يمثل للفريق الوطني الشفرتان المطلوب فك رموزهما في المجموعة التصفوية المونديالية مع غينيا بيساو التي  هي عمليا وعلى الورق في المتناول.
الجامعة اجتهدت ولو مع الصعوبات المرافقة للمرحلة في زمن الجائحة واستندت لشبكة علاقاتها المتميزة مع عديد الإتحادات القارية  لتعثر على منتخبين لم يسبق لوحيد، وأن عركهما وديا وهو الذي جرب مدارس عديدة بداية بالطوغو وليبيا، ثم الغابون والسينغال ثم الكونغو، واستقرت على منتخب من عيار ثقيل قاريا وهو غانا وبوركينافاسو القوة الصاعدة في آخر السنوات، وهو ما راق وحيد كثيرا، لأنه سيواجه غانا المتقمصة للهوية الغينية.

• لا جديد مع ثوابت وحيد
حتى وإن كنا نسجل عديد المؤاخذات عن الناخب الوطني من خلال بعض المعايير الغريبة التي ترافق الروتوشات التي يضفيها ويلجأ إليها في عديد الفترات كلما هم بتصميم لائحة جديدة تهم موعدا أو استحقاقا رسميا كان أم وديا، إلا أنه علي الأقل عكس سلفه رونار هو قليل التجريب ولديه إيمان قوي منطلق من نهجه التقليدي العتيق بالثوابت التي لا تتغير.
لذلك تحضر في القائمة الحالية نفس الثوابت ولم يسقط منها سوى إسم نوصر المزراوي وقد رفض الناخب الوطني التعمق في حيثيات وتفاصيل الإقصاء واكتفى بالقول أنه يملك أشرف حكيمي وكفى.
ويبقى الإستثناء الوحيد بين هذه الثوابت والذي سيتخلف عن مباراة غانا هو حكيم زياش لاعب تشيلسي المستفيد من ترخيص مستحق للإحتفال بتتويجه ملكا لأوروبا رفقة البلوز، وبالتالي هداف الأسود الأول حاليا، سيكون خارج سياق ودية البلاك سطار على أن يلحق بودية الخيول السوداء البوركينابية بكل تأكيد.

• لتحسين الأرقام وتجويد الأداء
وأهم من يعتقد أن وحيد الشهير بجديته في مثل هذه المواقف، سيتساهل مع المنتخب الغاني ولو كان النزال وديا وهو الذي قال أنه مهووس ومنشغل بأن يستمر الفريق الوطني في تحسين أرقامه معه، ومعها تحسين تصنيفه الدولي وتموقعه بين المنتخبات الأفريقية الخمسة الأولى، والغاية بطبيعة الحال واضحة وهي الإستفادة من قبعة مرنة في نهائيات "الكان" وخاصة الإستفادة من استقبال منافسه في الملحق المونديالي في حال تأهله عن مجموعته هنا بالمغرب في  مباراة الإياب، إذ أن المنتخبات الخمسة الأولى ستستفيد من هذا الإمتياز .
الإنتصار أمام غانا وهو منتخب صف أول و بعده مواصلة نفس نسق الإنتصارات أمام بوركينافاسو سيمكن الأسود من ربح مركزين إلى 3 في تصنيف الفيفا الجديد، وسيواصل التقدم ضمن نادي الثلاثين وهو أفصل تصنيف يتحصل عليها المنتخب المغربي منذ عقود طويلة وتحديدا يوم بلغ مع الراحل هنري ميشيل المرتبة 13 عالميا مع جيل مونديال فرنسا الذهبي.

• الكومندو الإعتيادي
صحيح أن المنتخب الحالي ليس هو نفسه للذي تعودنا عليه و قد آثر مدربه شارل أكونور الذي يذكره الجمهور المغربي من بين لاعبي الجيل الذهبي الذي رافق الأيقونة عبيدي بيلي ومنصاح وطوني يبواه وبعدهم صنداي وغيرهم، تشبيب الفريق إلا أنه أبقى على نجل بيلي أيوو معه القيدوم جياني اساموا.
وحيد مدرك تماما أن هذا المنتخب  مختلف تماما عن باقي المنتخبات التي واجهها وديا وفي التصفيات وهو منتخب يمزج بين الكرة الأنغولوفونية التي تعتمد التمريرات الطويلة والمهارة اللاتينية، لذلك معول عليه كثيرا لكشف عيوب فريقنا الوطني مثلما يحدث من ندية في كل المباريات السابقة بين المنتخبين.
ومؤكد أن وحيد لن يبتكر الكثير وهو يختار كومندو المواجهة إلا من معرفة من سيلعب من رومان سايس في العمق وإن كان يفضل سامي مايي ومن سيعوض زياش، وإن كان يراهن على القيدوم تاعرابت، ومن سيرافق النصيري في ظل غياب العرابي، وما إن كان سيلعب ببوخلال، ليظل الرهان المرافق للنتيحة بطبيعة الحال تجويد الأداء وتنقيته من الشوائب.
• البرنامج 
ـ الثلاثاء 8 يونيو 2021
بالرباط: مركب الأمير مولاي عبد الله: س 20: منتخب المغرب ـ منتخب غانا