هي مباراة غير عادية لغانا حتى ولو كان الأسطول متنوعا بين خبرة القدامى ورعيل جديد يتسم بحكمة التشبيب، وغانا أيضا تعيش نفس وضع المغرب في البحث عن النواة الاصلية وصناعة فريق متكامل الأبنية، ولكن الجميل في هذا المنتخب أنه يحمل ثمانية عناصر من فئة عمرية جديرة بالإهتمام وتوضيح الخبايا التي يتمتع بها النجوم السود.

• غانا.. العيار الثقيل 
لا جدال في أن "البلاك سطار" يعتبر أحد أقوياء القارة السمراء، ولا جدال في أن اختياره لبروفة المغرب، هو قناعة ملزمة للأسود، ووقوفا على خلق المشاكل التي عبر عنها وحيد سابقا لأنه أكد أن من يخلق المشاكل من الفرق العتيدة هو الحل للوقوف على قوة المغرب، وغانا مثل السنيغال سابقا هو فريق منظم وقوي ومتأهل كذلك ضمن مجموعته التي ألغى فيها جنوب إفريقيا إثر تعادله ببريتوريا على الرغم من أن جنوب إفريقيا خسرت المباراة الأخيرة أمام السودان وأقصيت أتوماتيكيا, وما يعنينا أن غانا قوة ضاربة بالفعل، ومتأهلة على رأس مجموعتها، وخصم يتجدد كل مرة باختيارات موجهة وبأجيال صغيرة السن، وحضورها اليوم إلى المغرب في مواجهة قوية وستزداد أيضا في مواجهته الثانية أمام الكوت ديفوار، يضع الناخب الغاني أمام قناعات اختبارية جديدة وبالأسماء التي وضعها لأول مرة مثلما هو حال الفريق الوطني، ولكن بدرجة قصوى لغانا لأنه وضع ثمانية عناصر شابة تقل أعمارها عن 22 عاما. 

• مواقع وبدائل غانا 
لا شك في أن الناخب أوكونور إختار لائحته بانسجام وثيق للمواقع والبدائل على كل مستويات الخطوط، فالدفاع يتواجد فيه ثمانية أسماء مقسمة من أربعة مدافعين إرتكاز، ثلاث منهم يلعبون بفرنسا وإنجلترا وواحد بغانا، والبقية في الأظهرة موزعون بثنائية الأدوار، وكلهم أيضا محترفون باستثناء الشاب فيلمون بافور (20 عاما) من دريم الغاني، أما الوسط فقد جمع أيضا نفس المعادلة الرقمية بين دور القشاش وصانع الألعاب، وجلهم خبراء في التنافسية والحضور الدولي، ومعهم برز إاسم محمد كودوس (20 عاما) نجم أجاكس، وهو ما يفند قناعة المدرب بالفئة الشابة التي تلعب أساسية بفرقها، ولكن عنصر الخبرة حاضر بقوة وبنفس الأسماء التي حضرت في المباريات الأخيرة لغانا، أما الهجوم فهو المعادلة الصعبة التي يجتمع فيها تسعة من النجوم والأسماء الثقيلة أبرزها الشقيقين أيوو المتألقين بانجلترا، وهما من يصنعان مصير غانا عادة، ومع ذلك يجتمع الهجوم على فئات عمرية موضوعة كخالف من قبيل مالدين (19 عاما) هداف نورلاند النرويجي  ب 10 أهداف، وكمال سواه (21 عاما) هداف لوفين البلجيكي ب8 أهداف.

• التوازنات البشرية
يظهر تشكيل آخر مباريات غانا امام ساوطومي موثوقا بكامل الأسماء عدا منهم ثلاثة لاعبين الذين استبعدهم الناخب الغاني أبرزهم الظهير الأيمن بينسون انانغ، ورجل وسط الدفاع إسماعيل غانيو والمهاجم أوصمان بوخاري لدواعي اختيارية، وهم من لعبوا كأساسيين في المباراة التي تأهل خلالها منتخب غانا، إضافة إلى البديلين رجل وسط الدفاع  كواسي أوكيير، ورجل الوسط جوستين بلاي، ما يعني أن هذا الخماسي غير موجود بالنظر إلى منح الفرصة للوجوه الشابة وأخرى نودي عليها في آخر لحظة من قبل الثلاثي الحارس الكبير آتي زيغي (24 عاما) الذي شكل حجر الأساس لفريق سانت غالين السويسري سابع البطولة، و المهاجم جويل فاميي (24 عاما) قناص نادي أورينبورغ الروسي الصاعد هذا الموسم إلى البطولة الروسية الاولى وهداف فريقه للموسم المنتمي ب12 هدفا من 35 مباراة، فيما ألحق ثالث اللاعبين بالمنتخب هو مورو ساليفو (22 عاما) رجل وسط نادي بيشيم الغاني ليعزز خط الوسط والذي كان قد تخلف عن كأس إفريقيا الأخيرة، وهذه القراءات توحي أن الرجل يرمي إالى توسيع قاعدة المنتخب بالوجوه الأكثر حضورا وتألقا على الرغم من غيابها الدولي.  

• التشبيب أولوية
يظهر الناخب أوكونور مولوعا بالطاقات الشابة التي تقل أعمارها عن 22 عاما في أفق إيجاد خلف جديد لمستقبل غانا خلال العشر سنوات القادمة، والعناصر الثمانية التي استدعاها إلى العرين الغاني مجزأة بين عنصرين محليين أصغرهم عبدول عيسى هاكو (17 عاما) رجل وسط نادي ستيدفاست الغاني والحارس داندلاند (18 عاما) من كينغ فيصل الغاني، والبقية مشكلة من محترفين حاضرين لأكثر من 18 عاما إلى 22 عاما، كما ستجدونه في اللائحة العامة وكلهم يلعبون بأندية أوروبية مختلفة من البرتغال وهولندا وبلجيكا والنرويج والجزائر، مثلما هي اختيارات موجهة للناخب على مستوى جل المراكز وليس لمراكز محددة في خط واحد، والهدف من المناداة على هؤلاء، هو اختبارها في هاتين المباراتين من عيار يقيل أمام المغرب والكوت ديفوار.