تنتظر المنتخب المغربي، مباريات قوية في  تصفيات كأس العالم 2022، المقرر إجراؤه في دولة قطر، بعدما وضعت القرعة أسود الأطلس في المجموعة التاسعة إلى جانب منتخبات، السودان وغينيا وغينيا بيساو، إذ ستنطلق المباريات الاقصائية مطلع شهر شتنبر وتمتد إلى غاية دجنبر المقبل، إذ يخوض المنتخب الوطني ست مباريات ضمن 6 جولات بنظام الذهاب والإياب، سعيا وراء بطاقة وحيدة، مؤهلة إلى الدور الحاسم من تصفيات المونديال القطري.

• معسكر جديد
يدخل المنتخب الوطني تجمعا إعداديا بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة، في الأسبوع الأخير من شهر غشت المقبل تحسبا للمباراة الأولى التي سيستضيف خلالها منتخب السودان، في الفاتح من شهر شتنبر المقبل، ويترقب الجمهور المغربي إعلان الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش عن اللائحة التي ستدخل المعسكر المذكور، ومعرفة العناصر التي ستشكل «الكوموندو» الذي يراهن عليه المدرب البوسني.
وسيكون الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش أمام امتحان رسمي آخر، بعدما اجتاز بنجاح تصفيات كأس إفريقيا للأمم دون هزيمة، وعليه هذه المرة أن يقود المنتخب الوطني دون خطأ في تصفيات المونديال، لتحقيق سادس تأهل لنهائيات كأس العالم، في تاريخ الكرة الوطنية، بالرغم من الإنتقادات التي وجهت لمدرب الأسود، بسبب غياب الطريقة والإقناع، في أسلوب اللعب الذي تغير بشكل كبير في عهده مقارنة بفترة الفرنسي هيرفي رونار المدرب السابق للأسود.

• سلسلة اجتماعات 
وكما هو الحال دائما قبل المعسكرات التدريبة للمنتخب الوطني، يعقد الطاقم التقني للمنتخب الوطني، سلسلة اجتماعات، بمركز محمد السادس لكرة القدم، يضم على الخصوص وحيد خاليلودزيتش، مصطفى حجي، ستيفان جيلي، ثم صلاح الدين لحلو المعد البدني، والمكلف بتحليل الأداء عبر تقنية الفيديو موسى الحبشي، بهدف تحضير اللائحة لمباراتي الجولتين الأولى والثانية، أمام منتخب السودان في المغرب، وأمام غينيا بكوناكري، حيث سيكون طاقم الأسود مطالبا بالاعتماد على لائحة قادرة على تحقيق ست نقاط في المباراتين اللتين لن تفصل بينهما سوى خمسة أيام فقط، ما يعني ان وفد المنتخب الوطني سيشد الرحال مباشرة بعد مباراة السودان، عبر طائرة خاصة، إلى غينيا لبدء الاستعدادات للمواجهة.
كما سيعقد الناخب الوطني، رفقة افراد طاقمه التقني، اجتماعا أخيرا قبل انطلاق التجمع الإعدادي المذكور، من أجل وضع تصور عام للبرنامج العام للمعسكر شهر غشت المقبل، سواء تعلق الأمر بالحصص التدريبية داخل الملعب وفي قاعة تقوية العضلات والعلاج الطبيعي، أو خلال أوقات الاستراحة والاسترخاء، فضلا عن برنامج التغذية الخاص باللاعبين.
وسيكون وحيد خليلودزيتش ملزما ببرمجة أغلب الحصص الإعدادية في الفترة المسائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهارا، خاصة أن المباراة الأولى أمام السودان من المنتظر أن تتم برمجتها مساءا، حيث ستكون الحصص غير مكثفة لتفادي إرهاق اللاعبين، بسبب تزامنها مع بداية الموسم الرياضي الجديد، بعد انقضاء العطلة السنوية، إثر موسم شاق، خاضوه رفقة أنديتهم الأوروبية، وتأخر إسدال الستار على البطولة الوطنية بالنسبة للمحليبن.

• المجموعة التاسعة.. الفخ
يواصل موسى الحبشي، محلل الأداء داخل الطاقم التقني للأسود في رصد مكامن قوة وضعف المنتخبات التي تتواجد مع المنتخب الوطني في المجموعة التاسعة لتصفيات المونديال، سيما منتخبا السودان وغينيا اللذان سيواجههما المنتخب الوطني في الجولتين الأولى والثانية، إذ سيعد تقارير مفصلة عنهما، بناء على تحليله لأداء كل منتخب على حدة، اعتمادا على تسجيلات المباريات الأخيرة التي خاضاها أخيرا الودية منها والرسمية، وهي التقارير الذي سيعتمدها خاليلودزيتش لوضع نهجه التقني والتكتيكي للإطاحة بالمنتخبين السوداني والغيني سعيا وراء كسب ست نقاط ستكون جد ثمينة في سباقه إلى الدور النهائي والحاسم من تصفيات المونديال القطري.
ورغم أن القراءة الأولية لمنتخبات المجموعة عموما تعطي الأفضلية للمنتخب الوطني، بالنظر للتفوق التاريخي الذي يميز المواجهات المباشرة معها، وحتى قيمة الأسماء والعناصر المشكلة للمنتخب المغربي، التي تعتبر من أفضل التركيبات البشرية التي تتوفر لدى منتخبات القارة الافريقية، غير أن الوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني أمام موريتانيا في تصفيات كأس إفريقيا، سواء في مباراة الذهاب أو الإياب، تجعل المنتخب الوطني يدخل التصفيات بحذر كبير تجنبا لأي خطوة غير صحيحة.
وتكمن صعوبة المجموعة التاسعة بالنسبة للمنتخب الوطني، في كونها تضم منتخبات تنهج لعبا دفاعيا محضا، مع الإعتماد على المرتدات الخاطفة، لقتل المباراة بهدف مفاجئ ثم الركون للخلف، أو على الأقل الخروج بنتيجة التعادل، ما سيزيد من متاعب الأسود، ويجعل مدرب المنتخب الوطني ملزما بإيجاد حل لتجويد التنشيط الهجومي الذي لم يظهر بشكل مقنع منذ تعيينه ناخبا وطنيا.

• غياب الاقناع
على الرغم من مرور عامين على قيادته للمنتخب الوطني، ما يزال الناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش، يبحث عن التشكيلة المثالية للأسود، إذ لم يتمكن المدرب البوسني، من الإستقرار على تشكيلة واحدة لأكثر من مباراة، وبات مع كل معسكر إعدادي للأسود، يسقط لاعبين من لائحته ويضيف آخرين، ما يفسر القلق الذي يعيشه متتبعو الكرة، حيث تسود صفوف المنتخب الوطني حالة خاصة في السنتين الأخيرتين، بالمقارنة مع مرحلة الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب الوطني السابق، الذي كان فيه الجميع يعرف مسبقا اللائحة بل ويتكهن بالتشكيلة الرسمية لكل مباراة، بعدما جمع حوله مجموعة من الأسماء بعينها لا تتغير إلا نادرا.
وكان طبيعيا ان يؤثر عدم الإستقرار في الأسماء، على استقرار الأداء بشكل عام، فلم يستطع وحيد ولا المنتخب الوطني إقناع جمهور الكرة، على الرغم من تحقيقه التأهل في تصفيات كأس افريقيا ولم يتذوق طعم الهزيمة خلالها، غير أن السيطرة والإستحواذ الذي ميز أسلوب لعب المنتخب الوطني في السابق لم يعد له أي أثر، وباتت الكرات الثابتة هي الطريق الوحيد لهجوم أسود الأطلس للوصول إلى مرمى المنافسين، كما تبين جليا في المباراتين الاعداديتين الأخيرتين اللتين واجه فيهما منتخبي بوركينافاسو وغانا.
ولم يشفع للناخب الوطني سوى تحقيقه لنتائج جيدة، وتحقيقه الفوز رغم غياب الأسلوب وطريقة لعب مقنعة، خاصة بالنسبة للجمهور المغربي، الذي تسبب وحيد في تقسيمه إلى فئتين.

• وحيد يقسم الجمهور
إنقسم الجمهور الرياضي المغربي، حول الناخب الوطني خليلودزيتش بعد عامين من تعيينه لقيادة أسود الأطلس بعد رحيل هيرفي رونار، بعد الهزيمة الصادمة امام البينين في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، الفئة الأولى شنت هجوما لاذعا على المدرب البوسني على منصات مواقع التواصل الإجتماعي، وطالبت بإبعاده عن المنتخب الوطني قبل «حدوث الكارثة»، معتبرين أن المغامرة مع المدرب الحالي للمنتخب في تصفيات المونديال قد يحرم المغرب من المشاركة السادسة في كأس العالم، وبرر هؤلاء توجههم، بالصورة الباهتة والأداء الضعيف الذي يقدمه المنتخب الوطني في غالبية مبارياته تحت قيادة خليلودزيتش، بل واقترح الكثير منهم تسليم المنتخب للإطار الوطني حسين عموتا مدرب المنتخب الرديف.
بينما ترى الفئة الثانية من الجمهور المغربي، أن وحيد خليلودزيتش سيكون الأنسب والأفضل بالنسبة للمنتخب المغربي، الذي طالما أمتع وأقنع في الكثير من دورات كأس إفريقيا لكنه في نهاية المطاف كان يخرج مبكرا من المنافسات، أو يحصد الاقصاء من تصفيات المونديال، ويعتقد المساندون للناخب الوطني، أن الأخير يعتمد لعبا واقعيا، يهدف الخروج بثلاث نقاط، ولا تهمه لا الفرجة ولا الأداء، مستبشرين خيرا بهذا المدرب لتغيير أسلوب المنتخب وطرد النحس الذي لازم الأسود في نهائيات كأس إفريقيا.