بدءا من دورة 1970 والتي شهدت أول وآخر فوز للسودان باللقب القاري فوق ترابها، أخذت المسابقة الإفريقية مسارا جديدا حين صارت أكثر حدة وتنافس وأمست مبارياتها منقولة على القنوات التلفزية مما مكّن المشجعين والمتتبعين في جميع أنحاء القارة من متابعة حلبات التباري مباشرة عبر الأقمار الإصطناعية والتي قربت البعيد وأعلنت عن ولادة جديدة للعرس الأسمر على بساط التكنولوجيا.
وإنتظر أسود الأطلس دورة 1972 بالكاميرون ليدخلوا أبواب إفريقيا لأول مرة بعدما عبروا ألغام التصفيات ليضعوا الأقدام في النهائيات بعد غياب لسبع دورات.
. الكونغو برازافيل حصان أسود قهر الكبار
بعد وقوفها في محطة الخرطوم سنة 1970 عرجت الكأس الإفريقية جنوبا لتحط الرحال بالأراضي الكاميرونية في أول تظاهرية قارية تقام بالبلاد، حيث تشرفت مدينتا ياوندي ودوالا بإحتضان العرس الموعود في الفترة ما بين 23 فبراير و5 مارس من عام 1972.
النهائيات أوفت بعهود الأمس، وواصلت خطواتها في درب نظام المجموعتين بتأهل المتصدر والوصيف إلى المربع الذهبي والذي أثبت نجاعته وعدله بين جميع الأطراف المتنافسة، عكس ما كان يُعمل به في الدورات الأولى، والتي ترنحت بين مقصلة المجموعة الواحدة وسندان الإقصاء المباشر مما أخل بميزان الحظوظ وزعزع توازن التباري.
وأسفرت التصفيات عن تأهل 6 منتخبات، منها 4 لأول مرة وهي المغرب، مالي، كينيا، الطوغو إنضافت إلى الكاميرون المضيفة والسودان حاملة اللقب، وإنقسم المتأهلون إلى مجموعتين ضمت الأولى البلد المستضيف ومالي، كينيا، الطوغو وأقيمت مبارياتها بالعاصمة ياوندي، وتمكنت من خلالها الأسود غير المروضة من حجز تذكرة العبور إلى النصف في الصدارة بعد إنتصارين على كينيا (2 ـ 1) والطوغو (2 ـ 0) ثم تعادل ضد مالي (1 ـ 1)، هذا الأخير إحتل الوصافة رغم كونه لم يحقق أي فوز إذ إكتفى بثلاثة تعادلات مع هدية من الحظ ليضع قدميه في دور النصف، وجاء الكينيون في المرتبة الثالثة من تعادلين وهزيمة وهو الرصيد ذاته الذي حققه الطوغوليون في أول مشاركتهم بالحدث القاري.
وفي المجموعة الثانية، إتفق الكونغوليون على المرور جنبا إلى جنبا بعدما تربعت الزايير على الصدارة من فوز وتعادلين متبوعة بالجارة الكونغو كينشاسا التي نالت 4 نقاط بعد إنتصار وتعادل وهزيمة، أما الصف الثالث فقد عاد لأسود الأطلس الذين خرجوا مرفوعي الرأس في أول ظهورهم بالنهائيات إذ خرجوا من الدور الأول بثلاثة تعادلات ودون أي هزيمة ليخونهم الحظ الذي ساند مالي في المجموعة الأولى بذات الرصيد من النقاط، في حين تذيل المنتخب السوداني حامل اللقب الترتيب وأقصي مبكرا ليودع المسابقة من الباب الخلفي.
أكبر المفاجآت جاءت من أقدام الكونغوليين الذين أطاحوا بالمضيفة الكاميرون من النصف (0 ـ 1) وحلّقوا إلى المباراة النهائية ضاربين موعدا مع نسور مالي الجائعين والذين إلتهموا فهود الزايير (4 ـ 3) في حوار دراماتيكي، لتسدل الدورة ستارها يوم 5 مارس بملعب ياوندي مع تتويج الحصان الأسود للمسابقة الكونغو برازافيل باللقب بعد فوز تاريخي وعجيب على زملاء العميد وهداف الدورة ساليف كيطا 3 ـ 2 في قنبلة مدوية فجرها رفاق القناص الماكر مبونو في وجه الكبار والعمالقة خاتمين مشوار المنافسة في أحلى صورة.
 
البطاقة التقنية
الدورة الثامنة لكأس أمم إفريقيا ( الكاميرون 1972)
• بطل الدورة: الكونغو برازافيل
الهداف: المالي ساليف كيتا (5 أهداف)
• شاركت 8 منتخبات هي: الكاميرون، مالي، كينيا، توغو، الزايير، الكونغو برازافيل، المغرب، السودان
• أقيم نظام المجموعتين وتأهل الرباعي الكاميرون، الكونغو برازافيل، الزايير، مالي إلى المربع الذهبي
• دشن أسود الأطلس أول مشاركاتهم في النهائيات بعد غياب عن الدورات السبع الأولى بسبب الإقصاء المبكر أو الإنسحاب
• ملعبا ياوندي ودوالا إحتضنا مقابلات الدورة والتي بلغ عددها 16 وسجلت فيها 53 هدفا
• مالي كانت صاحبة أقوى هجوم ب11 هدفا وكينيا الأضعف بتسجيله 3 أهداف 
• الكاميرون كانت صاحبة أقوى دفاع بتلقيها 5 أهداف والزايير الأضعف ب11هدفا
• المنتخب المالي أول من مر إلى الدور الثاني في تاريخ النهائيات دون تحقيق أي إنتصار
• النتائج الكاملة:
• دور المجموعتين:
الكاميرون- كينيا: 2 ـ 1 
مالي- توغو: 3 ـ 3
مالي- كينيا: 1 ـ 1
 الكاميرون- توغو: 2 ـ 0
كينيا- الطوغو: 1 ـ 1 
الكاميرون- مالي: 1 ـ 1
الكونغو برازافيل- المغرب: 1 ـ 1 
 الزايير- السودان: 1 ـ 1
المغرب- السودان: 1 ـ 1 
 الزايير- الكونغو برازافيل: 2 ـ 0
المغرب- الزايير: 1 ـ 1 
الكونغو برازافيل- السودان: 4 ـ 2
• المربع الذهبي:
الكاميرون- الكونغو برازافيل: 0 ـ 1
الزايير- مالي: 3 ـ 4
• مباراة الترتيب:
الكاميرون- الزايير: 5 ـ 2
• النهاية:
الكونغو برازافيل- مالي: 3 ـ 2