بعدما كانت مصر آخر دولة عربية تستضيف كأس إفريقيا للأمم في نسختها التاسعة سنة 1974، عادت المسابقة لتحط الرحال بشمال القارة مجددا وبعد 8 أعوام، لكن هذه المرة فتحت حدود ليبيا لتدخلها من أبوابها وتنادي على الأفارقة ليأتوا بحثا عنها فوق تراب طرابلس وبنغازي.
ضرب أحفاد إدريس السنوسي عصفورين بحجر واحد الإنفتاح على إفريقيا من خلال الرياضة وتحديدا كأس الأمم، ثم قص شريط المشاركة لأول مرة في النهائيات بعدما إستفادت ليبيا من هدية الكونفدرالية الإفريقية بإسناد مهمة التنظيم للبلد رغم الإنتقاذات.
لم يجد الليبيون صعوبات كبيرة في إيواء الضيوف وإحتضان العرس رغم قلة تجاربتهم، لكنهم إستفادوا من البنيات التحتية الجيدة والملاعب الرفيعة الجودة مقارنة مع جل بلدان القارة والتي إستقبلت الكان في أكثر من مناسبة، فتوزعت مباريات النسخة 13 على مدينتي طرابلس وبنغاري على إمتداد أسبوعين حيث تربصت العيون لمشاهدة 16 مباريات غاية في الندية والإثارة بعدما أضحى كل الشعب يتحدث لغة الكرة لا غير.
لم يتغير نظام التنافس فدخلت ليبيا أجواء المسابقة عبر المجموعة الأولى إلى جانب غانا، الكاميرون، تونس بينما أوقعت القرعة حامل اللقب في إختبارات صعبة ضد الجزائر، زامبيا، إثيوبيا، وعكس أغلب التوقعات حجز فرسان المتوسط تذكرة العبور التاريخي للمربع الذهبي بعدما تصدروا الترتيب من فوز على الجارة تونس (2 ـ 0) وتعادلين ضد غانا (2 ـ 2) والكاميرون (0 ـ 0) مناصفة مع النجوم السوداء الذين حلوا أيضا في الزعامة لكن النسبة العامة خانتهم ليتأهلوا في الوصافة، فيما عاد أصدقاء الأسد روجي ميلا ورفاق النسر طارق دياب إلى أوطانهم بخفي حنين محبطين لغياب التوفيق والنجاعة وسوء الحظ.
المجموعة الثانية شهدت تنازل البطل النيجيري عن لقبه بإحتلاله الصف الثالث وراء المنتخب الجزائري الكبير والمتمرس والذي بسط سيطرته وتأهل أولا دون تذوقه لطعم الهزيمة، متبوعا برصاصات زامبيا النحاسية التي أصابت هدفها في مناسبتين فكانت جديرة بالعبور تاركة تذاكر الطائرة إلى نيجيريا وإثيوبيا.
وجاء دور النصف نهاية بموعدين مثيرين جمع الأول بين الجزائر وغانا وكان هتشكوكيا وعجيبا أنهاه منتخب بلاك ستارز لصالحه بفوز عسير (3 ـ 2) بعد بلوغ المقابلة شوطيها الإضافيين، ليصل إلى المحطة النهائية والتي لاقته بصاحب الأرض ليبيا المتخطي بدوره عقبة زامبيا (2 ـ 1)، لكن قبل إسدال الستار والتعرف على هوية البطل أُجريت مباراة الترتيب بين أصدقاء رابح ماجر وزملاء الهداف بيتر كاومبا وإنتهت بهدفين لصفر لصالح الرصاصات النحاسية التي غطست في معدنها لتجديد مظهرها، وظفر الغانيون بتاجهم الرابع قاريا عقب إنتصارهم في النهائي على ليبيا بالضربات الترجيحية بعد إنتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1 ـ 1، ليؤكد منتخب النجوم السوداء أنه ملك إفريقيا الأول ولا خصم يعلو على تجربته وقوته حتى لو لعب خارج الديار وفي ملعب كالجحيم ومحاط بأزيد من 80 ألف شذرة من الشهب والنيران الحارقة.
الدورة 13 لكأس أمم إفريقيا (ليبيا 1982)
• بطل الدورة: غانا
الهداف: الغاني جورج الحسن (4 أهداف)
• شاركت 8 منتخبات وهي: ليبيا، الكاميرون، غانا، تونس، الجزائر، نيجيريا، إثيوبيا، زامبيا
• المنتخب الليبي شارك لأول مرة في النهائيات وإستطاع تحقيق المفاجأة بوصوله للنهائي
• لُعبت النهائيات لأول مرة فوق بساط من العشب الإصطناعي وكانت تغطيتها التلفزيونية واسعة
• رئيس الكاف السابق الراحل الإثيوبي يادنيكاتشو أصر على إقامة الدورة بليبيا رغم تعرضه للضغوطات والإنتقاذات
• تم إختيار الليبي فوزي العيساوي كأفضل لاعب في الدورة وتعتبر مقابلة ليبيا وغانا اول نهائي يُحسم بالضربات الترجيحية
عرفت المقابلة النهائية حضورا جماهيريا فاق 80 ألف مشجع وكان الحكم هو الموريسي رملوشون
• المنتخب الغاني فاز باللقب بقيادة لاعبين شباب في مقدمتهم الموهبة أبيدي بيلي، كوفي أبري، الحارس أوسو
• التشكيلة النموذجية للدورة: الحارس الكاميروني نكونو، التونسي واشي، الغاني لامبيتي، الليبي صالح صولا، الجزائري علي فرقاني، الليبي فوزي العيساوي، الغاني جورج الحسن، الجزائري صالح عصاد، الجزائري رابح ماجر، الزامبي بيتر كاومبا
• النتائج الكاملة:
• دور المجموعتين:
ليبيا- غانا: 2 ـ 2
الكاميرون- تونس: 1 ـ 1
الكاميرون- غانا: 0 ـ 0
ليبيا- تونس: 2 ـ 0
غانا- تونس: 1 ـ 0
ليبيا- الكاميرون: 0 ـ 0
نيجيريا- إثيوبيا: 3 ـ 0
الجزائر- زامبيا: 1 ـ 0
زامبيا- إثيوبيا: 1 ـ 0
الجزائر- نيجيريا: 2 ـ 1
الجزائر- إثيوبيا: 0 ـ 0
زامبيا- نيجيريا: 3 ـ 0
• المربع الذهبي:
الجزائر- غانا: 2 ـ 3
ليبيا- زامبيا: 2 ـ 1
• مباراة الترتيب:
زامبيا- الجزائر: 2 ـ 0
• النهاية:
ليبيا- غانا: 1 ـ 1 (فازت غانا بالضربات الترجيحية 6 ـ 7)