"أين المتفرجون؟".. هذا السؤال يردده كثيرون عندما تظهر مدرجات الملاعب وهي تحتضن مباريات نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تقام حاليا بالكامرون، فارغة أو بالأحرى شبه فارغة. وزير الإتصال في الكامرون والعديد من الجهات الرسمية في الحكومة الكامرونية يبذلون قصارى جهودهم لحث الجماهير على حضور المباريات، لكن تظهر المدرجات باستمرار مهجورة وتبدو المباريات أحيانا وكأنها تقام بملاعب مغلقة! ومن خلال التحريات التي قامت بها صحيفة "جون أفريك" يتضح أن هناك 3 أسباب تدفع الجماهير إلى العزوف عن حضور المباريات في الملاعب، أولها الإجراءات الصارمة والبروتوكول الصحي المتبع في الملاعب، بحيث لا يسمح لدخولها سوى للأشخاص الملقحين ضد فيروس كورونا، ويجب على هؤلاء، قبل ولوج الملاعب، الإدلاء بنتيجة المسحة الطبية ضد الفيروس بحيث ألا تقل مدة صلاحيتها عن 48 ساعة على موعد انطلاق المباراة المراد مشاهدتها.. وهذا الإجراء قلل بسنبة كبيرة من عدد الجماهير. والسبب الثاني أن بعض مباريات الدور الأول تقام في وقت تبلغ فيها حرارة الشمس ذروتها، أي على الساعة الثانية بعد الظهر وهو وقت شديد الحرارة. أما السبب الثالث الذي دفع بالجماهير في الكامرون إلى العزوف عن ملاعب "الكان" هو المبلغ المخصص لتذاكر المباريات، وهو مبلغ يفوق قدرة العديد من الجماهير، حيث إن التذاكر يترواح مبلغها بين 3000 و8000 فرنك إفريقي (أي بين 48 و128 درهما مغربيا)، وترتفع الأسعار مع تقدم المنافسات، فخلال مباريات ربع النهائي مثلا لن يقل مبلغ التذاكر عن 5000 فرنك إلى غاية 15000 فرنك (أي ما بين 80 و240 درهما مغربيا). وفي مباراة النهائي سيتراوح مبلغ التذاكر بين 7000 و20000 فرنك (أي ما بين 112 و320 درهما مغربيا).