من دون مقدمات، يستحق سفيان أمرابط نجم المنتخب الوطني أن يكون هو أفضل لاعب في السنة، بالنظر للأداء المبهر الذي قدمه مع أسود الأطلس في مونديال قطر 2022، وأيضا لمؤهلاته التقنية التي أشاد بها كبار المحللين العالميين في مختلف القنوات العالمية. لقد كان سفيان أمرابط واحدا ممن صنعوا الملحمة الأطلسية في الدوحة، سرق كل الأنظار بل سحر الجماهير المغربية والعالمية في المونديال بأدائه، بقتاليته، وبسخائه وبتمريراته الحاسمة، بل الأكثر من ذلك كان اللاعب الأنيق والمحترف والحرايفي في كرته، إذ في كل مباراة في مونديال قطر كان أسدا يزأر بمهاراته ومراوغاته، لذلك دخل قلوب الجماهير المغربية واعتبرته نجما فوق العادة. وقبل المونديال، كان سفيان أمرابط المقاتل والمحارب في الأدغال الإفريقية وفي كل المباريات التي خاضها المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا ثم حضوره الوازن في كأس إفريقيا التي أقيمت بالكامرون. المنطق فرض نفسه في إختيار لاعب فيورنتينا الإيطالي كأفضل لاعب في السنة، لتميزه في إدائه وللعبه النظيف من دون أن يظهر عنفا ولا خشونة، لذلك لا يتلقى الأوراق الصفراء إلا نادرا ما جعل العديد من الأندية العالمية تتهافت عليه لضمه لصفوفها. وازدادت القيمة التسويقية للاعب سفيان أمرابط بعد الأداء الكبير والمبهر الذي قدمه مع لاعبي المنتخب الوطني في المونديال وتحقيق الرتبة الرابعة عالميا. كل الذين شاهدوه في المونديال أجمعوا على أنه لاعب إستثنائي، حتى لويس إنريكي مدرب منتخب إسبانيا قال عنه بأنه لاعب لا يتعب في الميدان، فهو يجوبه عرضا وطولا، بدليل أنه تمكن من الإستحواذ على الكرة في 57 مرة في مونديال قطر 2022، وهذا أكبر رقم يحرزه لاعب منتخب في إفريقيا والعالم العربي خلال نسخة عالمية واحدة منذ 1966، كما أنه خلال مونديال قطر ركض 72.25 كيلومتر داخل الملعب. تجدر الإشارة على أن سفيان أمرابط من مواليد سنة 1996 بهولندا وعائلته كانت سعيدة وهي تشاهده يحل بدل شقيقه الأكبر نور الدين في مباراة المغرب الأولى في مونديال روسيا 2018، بدأ مسيرته الكروية في سن مبكرة ويوصف بأنه «قاطع الطريق» في الملعب. وكان الهولندي الراحل بيم فيربيك هو من أقنع سفيان بالإنضمام إلى المنتخب المغربي، للمشاركة في كأس العالم للفتيان لأقل من 17 عاما في الإمارات عام 2013، ثم مثّل المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما وأقل من 23 عاما. وفي 18 من عمره كان أول ظهور له مع المنتخب المغربي الأول، تحت قيادة الناخب الوطني السابق لأسود الأطلس الزاكي بادو في مباراة دولية ودية مع منتخب تونس، إلى جانب شقيقه نور الدين. ينظر لسفيان أمرابط على أنه «أسد الوسط» و«الجندي المجهول» الذي قاتل بكل ما أوتي من قوة خلال مباريات كأس العالم 2022، حيث قاد الأسود لأول مرة في الوصول إلى نصف النهائي وخوض مباراة الترتيب في إنجاز غير مسبوق على الإطلاق.