مع حاجة الفريق الوطني إلى الفوز الذي يبقي دينامية الإنتصارات، ويفتح أبواب الدور ثمن النهائي على مصراعيها، فإن تحقيق هذه الغاية كانت تستلزم مغالبة ظروف الطبيعة التي برزت والمباراة تجرى على الساعة الثانية بعد الزوال، تحت أشعة الشمس الحارقة وفي أجواء تخنق الأنفاس برطوبتها القوية، وهو ما لم ينجح فيه الفريق الوطني برغم ثباته على التشكيل والشاكلة، وبرغم أنه تقدم مبكرا في المتيجة بهدف أشرف حكيمي في الدقيقة الرابعة من زمن الشوط الأول.

كان متوقعا والفريق الوطني يوقع على دخول جيد بهزمه للمنتخب التنزاني بثلاثية مظيفة، أن يكرر الناخب الوطني وليد الركراكي الإعتماد على نفس التشكيل الذي واجه منتخب الطايفا، أي الإعتماد على محمد الشيبي ظهيرا أيسر برغم اكتمال تعافي يحيى عطية الله، وكان الإستثناء الوحيد هو إدخال بوفال من بداية المباراة مكان عبد الصمد الزلزولي.

وجادت المباراة علينا من البداية ونحن ملعب بشاكلة 4-1-4-1 الإعتيادية بهدف أشرف حكيمي الذي نقل الضغط كله للمعترك الكونغولي، ووضع الفريق الوطني في الوضعية التي يحبذها ويجيدها، أي اللعب ببلوك متوسط بخطين متماسكين، ما سمح للفهود بالإنتشار والإستحواذ أحيانا، ولكن من دون تهديد مباشر لمرمى ياسين بونو، إلا أن تسببت كرة طائشة لمست يد أملاح في ضربة جزاء، كان الفريق الوطني محظوظا بإهدار سيدريك باكامبو لها، ما سمح للأسود بالإبقاء على تقدمهم.

وازدادت مسؤولية الحفاظ على هذا التقدم، في ظل عدم قدرة الفريق الوطني على نسج مرتدات سريعة تحث تأثير الإختناق لتوسيع الفارق، وفي ظل الصحوة الكبيرة للمنتخب الكونغولي الذي سيرفع من الإيقاع، بخاصة مع دخول كل من سيلاس مكان غايل كاكوتا وإيليا مكان بونغوندا.
وسينجح هذا الثنائي بالذات في تغيير تضاريس المباراة، إذ سيكون وراء هدف التعادل للفهود، إيليا من الجهة اليمنى يربح الإلتحام مع الشيبي، يمرر بطريقة مدروسة لسيلاس القادم من الخلف والمتحلل من كل رقابة، ليوقع هدف التعادل.
وما نجح فيه دوسابر من خلال تغييراته، سيخفق فيه وليد الركراكي، ذلك أن كل تغييراته التقليدية بإحلال خمسة لاعبين جدد، بهدف إنعاش المنظومة الهجومية، لم تأت بالنقلة المرجوة ولا بالإضافة المبحوث عنها، ليكتفي الفريق الوطني بنقطة ليست أبدا بالسيئة، بالنظر للسياقات والمناخات والوجه المتغير لفهود الكونغو.