حدث ما لم يكن متوقعا وخرج منتخب كوت ديفوار، صاحب الأرض والضيافة، من بطولة "الكان" بعدما خسر مباراة الجولة الثالثة من منافسات الدور الأول أمام غينيا الإستوائية بثقل يهد الأكتاف (0 – 4)، وهي الخسارة الثانية له على التوالي في المباراة، وهو ما أصاب الجمهور الإيفواري بخيبة أمل كبيرة، قد يكون لها تبعات مؤثرة على مستوى البطولة.

ودخل المنتخب الإيفواري هذه المواجهة وهو في وضع حرج للغاية بعدما خسر مباراة الجولة الثانية أمام نيجيريا.. إذ كان مطالبا بضرورة الفوز أمام غينيا الإستوائية لضمان بطاقة التأهل لدور ثمن النهائي.. لذلك بدأ المباراة تحت ضغوضات رهيبة، إذ لم يكن من خيار لديه سوى تحقيق الإنتصار.

وفرض المنتخب الإيفواري نفسه على المباراة وعلى غريمه الغيني الإستوائي طيلة الشوط الأول، إذ ظل مهاجما ومندفعا ومسيطرا يطارد الهدف الأول.. وقد أتيحت له أبرز فرصة خلال هذا الشوط في الدقيقة 30 عبر اللاعب بيبي الذي لم يستغل انفراده بحارس المرمى خيسوس أوونو.

وعكس مجريات اللعب حقق المنتخب الغيني مفاجأة من العيار الثقيل، عندما باغت الإيفواريين في الدقيقة 42، عبر تسجيل هدف قاتل كان بمتابة الصدمة، سجله الهداف إميليو نسووي. والحقيقة أن من أحدث الصدمة هو كارلوس أكابو مارتنيز الذي توغل واخترق 5 لاعبين إيفواريين، قبل أن يمرر لزميله نسووي مسجل الهدف.

ولم يتأخر الرد كثيرا، وتمكن الإيفواريون من تسجيل هدف التعادل سريعا، وبالضبط في الدقيقة 45+1، لكنه ألغي بعد تدخل "الفار" بداعي التسلل.. لذلك لم يفرح الجمهور الإيفوار سوى لثوان معدودة، قبل أن ينهتي الشوط الأولى بتفوق المنتخب الغيني الإستوائي.  

وتكرر سيناريو بداية المباراة مع انطلاق الشوط الثاني الذي بدأه الإيفواريون باندفاع قوي ومتواصل بحثا عن التهديف، لكن دون فاعلية كبيرة.. في المقابل ظل الغينيون يقاتلون دفاعا عن تقدمهم في النتيجة.. ولم يكن أمام جون لويس غاسيت، مدرب كوت ديفوار، سوى أن يلجأ إلى مفكرته التقنية خلال الدقائق الـ25 الأخيرة من زمن المباراة، وقام بتتغييرات بشرية وتكتيكية لتعزيز وتقوية خط الهجوم أكثر، بحثا عن التهديف.. وجاء الهدف فعلا من أقدام البديل جون فيليب غراسو الذي سجل هدف التعادل من لمسة رائعة في الدقيقة 67، لكن تم إلغاؤه مرة ثانية بعد تدخل "الفار" لتواجد حالة تسلل واضحة.

وتغيرت الأمور رأسا على عقب بعد ذلك ضد كوت ديفوار، الذي لم يتمكن من تسجيل هدف التعادل، حيث تلقى هدفين قاتلين في ظرف 4 دقائق فقط.. إذ تمكن الغينيون من تسجيل هدفهم الثاني في الدقيقة 73 عبر ضربة خطإ مباشرة نفذها بابلو جانيت لم تترك أي حظ لحارس المرمى يحيى فوفانا، قبل أن يسجل هداف البطولة إميليو نسووي الهدف الغيني الثالث في المباراة في الدقيقة 76، عبر مرتد مباغت وسريع كان بمتابة رصاصة الرحمة أطلقت على الإفواريين. ثم زاد جانيك بويلا سام من "فضيحة" أصحاب لأرض في الدقيقة 88 عندما سجل الهدف الرابع.

وانهار كل شيء بالنسبة لأصحاب الأرض والضيافة، ونُسفت أحلام الإيفواريين تماما.. وانهار المنتخب الإيفواري كليا، واقتنع لاعبوه بأن الحصول على بطاقة التأهل بات من سابع المستحيلات.. لذلك استسلموا للواقع، وخرجوا من البطولة.. فيما تمكن منتخب غينيا الإستوائية من الحصول على بطاقة التأهل لدور ثمن النهائي بعدما أنهى منافسات الدور الأول وهو في مركز الصدارة حيث يتزعم المجموعته الأولى برصيد 7 نقاط متقدما عن المنتخب النيجيري بفارق الأهداف.