أظهرت معاناة المنتخب المغربي وهو يقاتل من أجل الخروج من مباراته أمام جمهورية الكونغو بالتعادل ويتفادى الخسارة.. كم هو صعب أن نصطدم كمغاربة بصخرة الواقع، ونقتنع أنه من سابع المستحيلات أن نحلم، ونحن من سكان شمال إفريقيا، بالفوز بكأس أمم إفريقيا والبطولة تقام في بلدان تتواجد في قلب الأدغال الإفريقية.

واتضح أيضا أنه كاذب من يدعي أن مجرد التألق في نهائيات كأس العالم، سيقود الفريق لا محالة إلى التربع على عرش كرة القدم الإفريقية والتتويج بكأسها القارية.

في المونديال، لعبت ظروف كثيرة في صالح الفريق الوطني المغربي، وساعدته على التألق واللمعان، لكن الظروف ليست نفسها في كوت ديفوار، أصعبها الظروف المناخية.. وقد شاهدنا كيف كان أسود الأطلس يبحثون عن جرعة أكسجين للتنفس خلال المباراة أمام جمهورية الكونغو.. فقد كان الجو خانقا.. بل قاتلا بسبب نسبة الرطوبة العالية، ودرجة الحرارة المرتفعة.

ومن سوء حظ الفريق الوطني أنه خاض هذه المباراة في وقت الذروة، حيث الشمس تثقب الجماجم! وحيث تصيب نسبة الرطوبة العالية رئة الإنسان بالإختناق! وقد تتغير الظروف لصالح الفريق الوطني في مباراته الثالثة أمام زامبيا عندما تقام المباراة مساء وليس في وقت الظهيرة.

وما لم تكن الظروف المناخية ملائمة بالنسبة للاعبي الفريق الوطني الذين اعتادوا على الطقس البارد في أوروبا.. فإنه من سابع المستحيلات التفكير في الفوز بكأس الأمم الإفريقية ما لم يحدث ما يشبه المعجزة.