يستعد نهضة بركان لاستضافة أبوسليم الليبي الأحد المقبل في إياب دور الربع في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وتشير كل التوقعات أن المباراة ستكون قوية، ومؤكد أن ما يزيدها إثارة هي نتيجة الذهاب اللتي انتهت بالتعادل من دون أهداف وتركت الأبواب مفتوحة للفريقين، ولو أن الأمتياز يبقى للفريق البركاني بحكم عامل الأرض والجمهور، كما أنه يعرف كيف يناقش مبارياته داخل قواعده.

تعادل الذهاب قدم نهضة بركان مباراة جيدة في الذهاب وعرف كيف يناقش المباراة، وكان بإمكانه الفوز هناك، وبالعودة لأطوار المباراة فقد كانت أولى الفرص من ضربة زاوية، حيث وصلت الكرة للفحلي الذي انقض على الكرة بالرأس، لكنها مرت فوق المرمى. واعتمد الفريق البركاني على تحركات ثلاثي الهجوم الفحلي ولمليوي ومهري، الذين أزعجوا دفاع أبو سليم، واعتمد الفريق الليبي على الإندفاع والكرات الطويلة التي لم تهدد مرمى الحارس الحمياني، ومرة أخرى كان بإمكان الفحلي أن يسجل الهدف الأول، حيث أتيحت له فرصة مواتية أمام المرمى، إذ كان وحيدا لكن رأسيته جانبت القائم، ومن المحاولات القليلة للفريق الليبي لم يستغل عمران ارتباكا في دفاع النهضة عندما وصلته الكرة داخل منطقة العمليات وسدد عاليا.

ومع بداية الشوط الثاني تلقى نهضة بركان ضربة قوية بعد طرد الظهير الأيسر الموساوي في الدقيقة 57، ومع ذلك نجح في الحفاظ على النتيجة، رغم أن الفريق الليبي حاول استغلال النقص العددي، لكن التنظيم الجيد للبراكنة مكنهم من الحفاظ على النتيجة، لتنتهي المباراة بالتعادل في انتظار مباراة الإياب لحسم التأهل.

* النجاعة الهجومية

مرة أخرى أكدت مباراة الذهاب مرة أخرى أن نهضة بركان ما زال لا يحسن استغلال الفرص الكثيرة ولا يستثمرها بالشكل المطلوب، رغم كثرتها والتي سنحت للاعبيه في الشوط الأول وكان بإمكانه أن ينهيه متقدما على الأقل بهدفين، وسبق للفريق البركاني أن عانى في بعض المباريات من هذا الهاجس وسقط في فخ تضييع الفرص، الشيء الذي سيكون مطالبا باستحضارها في الإياب.

ويحسب للفريق البرتقالي أنه يملك مجموعة من المهاجمين الجيدين ولهم نفس المستوى، يبقى فقط أمام المدرب معين الشعباني الإعتماد على عنصر الجاهزية، مثلما كان في الذهاب عندما آثر الإعتماد على الثلاثي الفحلي ومهري ولمليوي، بينما فضل الإحتفاظ على المهاجمين الآخرين كفاليري باسيني وزغودي.

* خصم مندفع

مؤكد أن معين الشعباني قد وقف على مستوى ابو سليم من خلال مباراة الذهاب وعرف نقاط قوته وضعفه وكذا لاعبيه، واقترب أكثر من أداء خصمه، ولن يكون بذلك بالفريق المجهول أمام البراكنة. والواقع أنه ومن خلال مباراة الذهاب تأكد أن الفريق الليبي لا يملك تجارب وخبرات كبيرة على المستوى الإفريقي، بدليل أن نهضة بركان كان بإمكانه أن الفوز لو استغل الفرص التي جاءته، خاصة قبل أن يتعرض المدافع الموساوي للطرد، إذ كان البراكنة مسيطرين على المباراة. وظهر أن نقطة قوة أبو سليم تكمن في اندفاعه، حيث يعتمد لاعبوه على الشراسة، على أن اللمسة التونسية حاضرة بحكم أن مدرب أبو سليم هو التونسي شكري الخطوي الذي أكد أنه يعطي الأولوية للجانب التكتيكي وتسلح به في مباراة الذهاب من خلال الخطة التي لعب بها.

* الشعباني وأصعب اختبار

يعلق نهضة بركان كثيرا على خبرة وتجربة المدرب معين الشعباني من أجل تحقيق الأهداف المنشودة خاصة الإفريقية، حيث تعاقد معه البراكنة بدلا من أمين الكرمة من أجل إعادة التوهج الإفريقي. ويدرك الشعباني المسؤولية الملقاة على عاتقه وانتظارات البركانيين من أجل الذهاب بعيدا في المنافسه، وربما يواجه المدرب التونسي أصعب اختبار منذ تعاقده مع النهضة، ومتوقع أن يواجه ضغطا كبيرا، سواء من حيث النتيجة التي تبقى ملغومة أو معرفته بأن الخطأ سيكون ممنوع ولن يكون مقبولا منه أن يضيع الفرصة التي أمامه لحجز بطاقة التأهل للمربع الذهبي، ذلك أن كل الظروف ستكون مواتية، سواء من حيث الفوارق التقنية والبشرية مع الخصم أو على مستوى عامل الاستقبال والدعم الذي سيجده من الجمهور البركاني.

* بأي حضور؟

رغم الفوارق على مستوى الخبرة والتركيبة البشرية وعامل الإستقبال، إلا أن المباراة لن تكون سهلة وسيكون على الفريق البركاني أن يتعامل مع المباراة باحترافية، عطفا على نتيجة الذهاب والتعادل السلبي المسجل الذي يخدم أكثر مصالح الفريق الليبي.

ويدرك نهضة بركان أن تأهله يمر عبر فوزه بأي نتيجة، ما يؤكد أنه سيكون مرغما ليسجل في المباراة وأن يستحضر نجاعته الهجومبة، بخلاف مباراة الذهاب، مع التركيز أيضا على الدفاع وعدم ترك الفرصة لأبو سليم ليسجل، لأن أي هدف سيزيد من صعوبة مهمة البركانيين، على أن الشعباني بخبرته وسيشتغل على هذه الأمور التقنية ليحفز مهاجميه كمهري ولمليوي وباسيني والفحلي وغيرهم ليكونو في كامل تركيزهم للتسجيل.

< البرنامج

الأحد 7 أبريل 2024 ببركان: الملعب البلدي: س 22: نهضة بركان ـ أبو سليم الليبي