أجمل ماشاهدته في " الكان" إبتسامة الأطفال من الحافلة
 
 
قبل إجراء قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا بالعاصمة الرباط، حل نجم المنتخب المغربي سابقا،مصطفى حجي ضيفا على موقع الكاف في حوار مطولا تحدث فيه عن إستضافة المملكة للحدث القاري المبهر .
أسطورة"أسود الأطلس" عرج بالحديث عن عدة مواضيع تهم تنظيم المملكة المغربية لأبرز حدث كروي في القارة السمراء مبديا في نفس الوقت إستعداد المدن المغربية لإخراج " الكان" في أبهى حلة.
لن نحرق عليكم ماجاء في الحوار المثير لمصطفى حجي ونترككم تطالعونه اليوم بتفاصيله كاملة:
 
مصطفى حجي، تفصلنا ساعات قليلة عن قرعة  كأس أمم إفريقيا، المغرب  ما هو شعورك بإعتبارك مغربي؟
 

حجي:  أشعر أنني بحالة جيدة، عليك أن تبقى إيجابيا كما تعلمون، كأس أفريقيا شيء إستثنائي، وتجربة غير عادية، لقد أتيحت لي الفرصة لتجربتها كلاعب، وأستطيع أن أقول لك إنه حدث فريد من نوعه.
 شاركت أيضًا في هذه المنافسة كمدرب سواء في مصر أو الكاميرون، وكمتفرج في كوت ديفوار.
​​
اليوم تواصل القارة الأفريقية تقدمها،  النسخة الأخيرة في كوت ديفوار كانت إستثنائية سواء من حيث الجمهور أو الأجواء أو الترحيب، وهذا العام، في المغرب، أنا مقتنع بأنه سيكون إستثنائيا أيضا.
 
يتمتع المغرب بموقع جغرافي مثالي، بالنسبة لإخواننا في إفريقيا، يمثل هذا فرصة عظيمة، السفر هنا سيكون أسهل، نحن على بعد ساعتين فقط من برشلونة، وثلاث من باريس، بالنسبة للأفارقة الذين يعيشون في أوروبا أو حتى في المغرب، ربما تكون هذه المنافسة فرصة لمشاهدتها مباشرة لأول مرة.

كأس أفريقيا هي قبل كل شيء إحتفال للقارة بأكملها، لجميع الأطفال الأفارقة، فهي تسمح لهم بالحلم، وتنمية الطموحات، وقبل كل شيء، أن يكون لديهم أمل، كما تعلمون، في أفريقيا، كرة القدم هي أكثر بكثير من مجرد رياضة.
 
آخر مرة إحتضن فيها المغرب كأس إفريقيا كانت سنة 1988؟

حجي: كان عمري 17 عامًا في ذلك الوقت، واليوم ومع البنية التحتية الحديثة والتطور الذي تشهده بلادنا، حان الوقت للمغرب لاستضافة هذه المنافسة الكبرى مرة أخرى.
 
لقد ساهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بشكل كبير في تطوير كرة القدم، ليس فقط في المغرب، بل في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وبفضل هذه الرؤية، أصبحت بلادنا اليوم محورا رئيسياً في كرة القدم العالمية.
 
دخل المغرب التاريخ مؤخرا ببلوغه نصف نهائي كأس العالم، ليصبح أول دولة إفريقية تحقق هذا الإنجاز، وفي غضون سنوات قليلة، سنكون منظمين مشاركين في كأس العالم 2030، وهو ما يشبه إلى حد ما لمحة مسبقة عما ينتظرنا فيما يخص الاستعدادات، والأجواء، والحماس.
 
لقد مضى وقت طويل منذ عام 1988، لكن اليوم، حان وقت المغرب أخيراً، وباعتبارنا دولة كرة قدم حقيقية، فإن استضافة هذه المسابقة هو شرف كبير وفخر للمغاربة.
 
حجم الإنتظارات سيكون كبيرا، في نظرك ماهي التحديات التي سيكون المغرب مطالبا بالتفوق عليها؟
 
حجي:  التحدي سيكون هائلا وضخما، لا ينبغي أن تبدأ في التفكير بأنك فائز بنسبة 100%، يجب أن تحترم جميع المنافسين، كرة القدم الأفريقية اليوم مليئة بالمواهب العظيمة ، لم تعد هناك دول صغيرة، لم يعد أحد يستطيع القول إن المباراة ستكون سهلة أو الفوز بها مقدمًا، بغض النظر عن الخصم.
 
صحيح أن المغرب يمتلك حاليا جيلا استثنائيا، يتمتع بمواهب عظيمة، ولكن هذا لن يكون كافيا، ويجب إثبات ذلك على الأرض،سيتعين عليك العمل بجد أمام جمهور ينتظر الكثير، اللعب على أرضنا يضيف المزيد من الضغط، ليس من السهل أبدًا اللعب على أرضك والفوز بكأس أفريقيا.
 
نتذكر مثال كوت ديفوار، حيث قدم لهم المغرب المساعدة في التأهل، لكن السياق مختلف اليوم، علينا أن نستعد بجدية لدينا لاعبون رائعون وفريق مميز ورئيس جامعة مستثمر للغاية في كرة القدم ، منذ أن أصبح رئيسا شهدت كرة القدم المغربية تحولا مذهلا، حيث انتقلت من أحلك أوقاتها إلى نيل الإعتراف العالمي.
 
مع وجود منتخب مغربي يلعب كرة مذهلة، هل تعتقد أنه لكي يفوز، سيتعين عليه وضع هويته في اللعب جانبًا، وتبني أسلوب أكثر واقعية؟
 
حجي: بالتأكيد، ومن دور المدرب أيضًا إيجاد هذا التوازن، صحيح أننا نلعب بشكل ممتع، لكن في كأس أفريقيا، هذا لا يكفي أبدا.

كأس إفريقيا للأمم هي منافسة بدنية، مع تكرار المباريات الصعبة، عندما تواجه منتخبات مثل الغابون، أو كوت ديفوار، أو السنغال، أو غيرها، يجب أن تتوقع تحدياً رياضياً شديداً، الطريق إلى النهائي طويل ومليء بالتحديات، يجب أن تكون مستعدًا للتعامل مع الإصابات والإرهاق الجسدي.
 
من تتوقع أن يكون خصوم المنتخب المغري في كأس إفريقيا؟

حجي: الجميع ، وكما ذكرت من قبل، لا يوجد شيء اسمه منتخب صغير،ستكون جميع المباريات شديدة التنافس لا توجد مباريات سهلة، ولا توجد مباريات يمكن الاستهانة بها.
 
ليس هناك مجال للحسابات، سيتعين علينا الفوز في كل مباراة والذهاب إلى النهاية، يجب ألا نقول لأنفسنا إننا قادرون على تحمل الخسارة أمام فريق احتل المركز الثالث، وهنا يكمن الخطر، إذا بدأنا بالحساب، فهذا هو المكان الذي سيتعين علينا أن نستيقظ فيه ونتذكر أن كل مباراة يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
كان لي شرف المشاركة في هذه المنافسة التي لها مكانة خاصة في قلبيـ أنا أحب أفريقيا، وأكثر ما أحبه هو رؤية الأطفال عندما أخرج من المباراة وأغادر الملعب بالحافلة، وأرى هؤلاء الأطفال يركضون خلف الحافلة، يحفز في نفسي هذا الأمر بعمق و يصيبني بالقشعريرة، لأن هذا هو جوهر هذه الرياضة: منح الأمل، وجعل الناس يحلمون.
 
إن رؤية هؤلاء الشباب، ورؤيتهم وهم يشاهدون اللاعبين الذين يحبونهم، إنها لحظة رائعة تقدم لهم حلمًا ومكانًا للأمل، وهذا هو الأجمل. بالطبع الفوز بكأس أفريقيا لشعبك أمر مهم للغاية، لكن لا يوجد أغلى من رؤية هؤلاء الأطفال يحلمون،إنهم يؤمنون بهؤلاء النجوم، بهذه النماذج التي تظهر لهم أن الأشياء العظيمة ممكنة في أفريقيا، النجوم تقدم الأمل للأطفال.
 
يمكننا الفوز بكأس أفريقيا، يمكننا الفوز بكل شيء، لكن عندما نخرج من الملعب، نكون في الحافلة، ونرى ابتسامة الأطفال، نراهم يركضون وسعداء... هذا ما هو أجمل ما في كأس أفريقيا.