كنت دائما ما أقول، أن اللعب مع الكبار له تقاليده وأحكامه، ومن لا يتقيد بها، سيرى ما رآه الوداد الرياضي في شوطه الأول من المباراة التي افتتح بها موندياله وهو يلاقي مانشستر سيتي.
ما كان تقدم المان سيتي بهدفين على الوداد في هذا الشوط، على الرغم من منطقيته وموضوعيته، ليحكي عن كل حقائق المباراة، فقد كان مانشستر سيتي وهو يخلص لطريقة لعبه، التي تتأسس على الإحتكار والدفع بالمنافس لمناطقه المنخفضة، واقعيا لأبعد الحدود في معاقبة الوداد على أي خطأ دفاعي يرتكبه عند التغطية، كما كان الحال مع فيل فودين الذي وقع أسرع هدف في المونديال، ومع جيريمي دوكو موقع الهدف الثاني.
مقابل ذلك ستفضح "هواية التدبير" فريق الوداد الذي نجح في بعض المناسبات من ضرب العمق الدفاعي لمانشستر سيتي، لكن لورش ثم مايلولا أضاعا ما لا يقبل به أبدا اللعب مع الكبار، وفي ذلك نتحسر، ولكننا ندرك معها كم هي طريقة لاعبينا طويلة لتمثل شروط الواقعية في الأداء.
وبرغم أن غوارديولا أقحم في الشوط الثاني ركائزه البشرية، (هالاند، رودري وغاندوغان، إلا أن ذلك لم يظهر الوجه الهجومي المتوحش للمان سيتي الذي لجأ تحت تأثير الحرارة المفرطة إلى تبطيء الإيقاع، وهو الأمر الذي كان الوداد أبعد ما يكون عن استثمار هذا التراجع في الإيقاع، برغم أن أمين بنهاشم سيخرج من الدفاع بخمسة رجال مع تغيير الهولندي مييرس بالمهاجم إسماعيل المترجي، فقد كان لانهيار المنسوب البدني أمام حرارة ورطوبة الأجواء دوره في تقييد حركية الهجوم الودادي.
وكان من سوء حظ الوداد أن النقص العددي لم يضرب المان سيتي بعد طرد المدافع لويس، لتدخل خشن في حق أوبينغ، إلا في الوقت بدل الضائع، وهي مساحة زمنية لم تمكن الوداد من تذليل الفارق برغم الإحتكار الكلي للكرة.
في النهاية ما كان في المباراة كلها، شوطها الأول الذي وقع فيه المان سيتي هدفيه، وأهدر فيه الوداد ما لا يضيع في مباراة كهاته، لا يترك فيها الفريق المنافس سوى نوافذ صغيرة ليشرق منها نور الوداد، شوط أرانا مجددا الفوارق بين كرة المستوى العالي والكرة التي لا تلعب على طبيعتها.
وما دلتنا عليه مباراة المان سيتي، برغم خسارة الوداد، أن الفرسان الحمر يمكنهم أن يبحثوا عن أولى النقاط في مباراة الأحد أمام السيدة العجوز.