يتشرف أعضاء المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، المتوج بطلا للعالم بالشيلي، بالمثول مساء اليوم أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، ليحظوا بالتشريف الذي يستحقونه لقاء ما أنجزوه في أكبر محفل رياضي عالمي، ولينالوا التكريم المولوي، الذي هم أهل له وقد وضعوا مغرب الألقاب والملاحم والمجد التليد على قمة العالم.
لحظة تاريخية تحفل بالكثير من الرمزيات، فإن رمزت لسابغ العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لبناة مجد ورفعة الوطن، ولأسمى مظاهر التكريم لشباب هذا الوطن الذي يعبر بأجل وأعمق الصور، عن إرادة حية لارتياد المعالي وصنع المفاخر، فإنها ترمز أيضا لاحتضان جلالة الملك لشباب هذا الوطن، وقد كان على الدوام مرتكز الأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة وما يزال، منذ أن اعتلى عرش أسلافه الغر الميامين.
إن الإحتفاء بالإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني، وهو يتوج بطلا للعالم في النسخة الرابعة والعشرين لمونديال الشباب بالشيلي، هو احتفاء بنجاح منظومة عمل واستراتيجية روعي في تنزيلها كل شروط الجودة والإحترافية.
إنجاز هو امتداد لإنجازات كروية مهدت له، والمنتخب الوطني للكبار يدون واحدة من أجمل الملاحم في تاريخ الوطن، ببلوغه الدور نصف النهائي لكأس العالم 2022 بقطر، والمنتخب الأولمبي من بعده يصعد لأول مرة لمنصة التتويج بأولمبياد باريس 2024، وعلى صدور الأسود ميداليات برونزية.
وفي هذا وذاك، كان القاسم المشترك لكل هذه الإنجازات ذات الطبيعة الدولية والكونية، والتي انتظمت كالدرر الباهرة في عقد الإعجاز المغربي، الرؤية الملكية المتبصرة والمستنيرة، التي فتحت ورشا ضخما، أرسى قواعده جلالة الملك محمد السادس، بأن جعل من المغرب مرجعا قاريا ثم دوليا في بناء وبسط القاعدة التي يقوم عليها الهرم، البنى التحتية العالية المستوى، من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم إلى مركب محمد السادس لكرة القدم، إلى ملاعب بمستويات متعددة، لتكون حاضنة للمواهب ومشتلا لصناعة الإبداع ورحما فيه يكبر جنين الأحلام.
وزاد جلالة الملك على ذلك، بأن سخر كل ما يلزم من إمكانات مالية ولوجيستية لكي تتغذى كل مفاصل العمل في تنزيل إستراتيجية تطوير كرة القدم المغربية، فما كان مستغربا ولا عجبا أن تثمر الإستراتيجية كل هذه الملاحم والإنجازات، ومبتدأها لا منتهاها تتويج كرة القدم المغربية لأول مرة في تاريخها بلقب عالمي، بعد عشرات الألقاب القارية التي حققتها منتخباتنا وأنديتنا الوطنية في عقدها الفريد، الزاهي والجميل.
وقد كان من أبلغ القيم التي تأسست عليها الرؤية الملكية المتبصرة، للنهوض بالرياضة الوطنية، وعلى وجه الخصوص كرة القدم المالكة لقلوب المغاربة عشقا وشغفا، أن جلالة الملك كان أعلمنا جميعا بأن الشباب، هو أغلى وأثمن رأسمال للوطن، كلما أُعطي الإمكانيات، إلا وأنطق بإبداعه كل من به صمم.
ومع كل احتفاء ملكي بمبدعي هذا الوطن، وتكريم سام لكل من رفع راية المغرب خفاقة في المحافل أيا كانت طبيعتها، ينهض شباب البلاد ومبدعوه إناثا وذكورا، للإبتكار والإبداع والتميز، غايتهم إسعاد ملكهم وخدمة وطنهم وتحقيق أحلامهم.