من المصادفات العجيبة التي حدثت نهاية الأسبوع الجاري من الخميس الى اليوم وفي عز تدشين المنشآت الرياضية بالرباط وطنجة ، تهاطلت أمطار الخير وباستجابة ربانية على المغرب عامة وعلى الرباط وطنجة خاصة لتزامنها مع احداث المباريات الرسمية والودية . ومع ان تفاعل الامطار القوية كان دليلا قاطعا على اختبار الملاعب ، تأكد فعليا ان بعضا من الشوائب النسبية حدثت في ملعب المدينة في تسميته الجديدة " البريد سابقا" ومن خلال سقوط الامطار على موقع محدد بدت فيه العيوب واضحة ، لكنها ليست سلبية بابعاد فاضحة على الاطلاق ، وقلناها سابقا من ان أي مشروخ ينتهي لا بد من دخوله مجال الاختبار والتجربة في أي المواقع شكوكا ، لكن الاجمل من كل هذا ،ليس هو ثقب مواقع محددة لانه سيتم إصلاحها بدقة عالية وعادية ، بل لان المشروع جماليا في هندسته وقوامه وارضيته ، بدا عالميا ، وحتى الامطار التي تهاطلت على الأرضية ، لم تشكل أي عائق في الانسياب المائي ولا في اتلاف العشب ولا أي ضرر بحكم الدقة والتميز الذي حظي به الاشتغال على الأرضية الهجينة ، وهذا هو أصل ونتيجة المشروع في حد ذاته ارضيا وهندسيا وعلويا ومناخيا وغيرها من الأمور اللوجيستيكية . وبالتالي ، لا يبدو عائق تساقط الامطار على جنبات معينة على ملعب المدينة مشكلة ، لانها ستحل في اصلاح وتلحيم غلاف السقف في اقل من أسبوعين فقط . ولا يمكن اعتبار ذلك مشكلة لان واقع التجربة حدث اليوم وقبل النهائيات قبل شهر وما يزيد ، ولم يحدث ذلك في الحدث ذاته .وهذا هو الأهم .
أما ملعب مولاي الحسن ، فلم يحدث له أي ضرر كما هو الشأن بملعب المدينة ، فقط قطرات من الامطار بنسب قليلة سقطت من بعض الجوانب ، وهو ما يعزز إمكانية تدارك الامر وإصلاحه سريعا لكون الملعب كان لازال في اطار انتهاء تغليفه النهائي ولم يخضع للتجريب على مستوى تنزيل المياه عليه لقياس العيوب والثغرات الخاصة بالتوضيب. لكن الاجمل أن الملعب يعتبر تحفة عالمية في مداره وهندسته وجماليته وارضيته التي اختبرت بامطار الخير .
وبمدينة طنجة ، ظلت مدينة عروسة الشمال منتشية بالتساقطات الهائلة دون ان تؤثر على حضورها بالكثافة الى ملعب طنجة الكبير ، وفي مشهد رائع طيلة المباراة ، لم تتوقف الامطار اطلاقا ، ولم تتأثر أرضية الملعب بهطول الامطار لتظل الرقعة منسابة بعشبها الهجين ودقة ومرونة المهندسين في ترسيخ كل المقومات التقنية الخاصة لتشعب المياه في مجاريها الخاصة دون ان يتضرر العشب بما يسمى بالبرك المائية ، او تحدث الامطار ضررا آخر في تمزيق العشب واتلافه . وهذا يؤكد بالملموس نجاح السواعد المغربية في انجاز مشروع كبير وناجح على مستوى العشب الهجين المكون من العشب الطبيعي والعشب الاصطناعي . أكثر من ذلك ، نجح المهندسون والعمال المغاربة في انجاز مشروع تسقيف الملعب وتغليفه بجودة عالية دون ان يتأثر بتهاطل الامطار والرياح العاتية في إشارة الى اتقان جيد في تلحيم وحدات التغليف بقنواتها لتسريب المياه ،حتى ان الجمهور المغربي لم يتأثر اطلاقا بنزول قطرات الامطار من السقف في عملية ناجحة أتت في وقتها بنزول امطار الخير ، مما يشكل هذا المشروع العملاق نجاحا كبيرا للعقل والابتكار المغربي الكبير .
إضافة تعليق جديد