وهي تخصص ملفا كاملا لكرة القدم المغربية، على هامش استضافة المملكة للنسخة 35 لكأس إفريقيا للأمم، أفردت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، جانبا حيزا ضمنته حوارا سريعا مع فوزي لقجع رئيس الجامعة، كشف من خلاله استراتيجية المغرب ليصبح فاعلاً رئيسياً في القارة وبعض مسارات التفكير المبتكرة.

وهذا مضمون الحوار:

فرانس فوتبول: بعد أكثر من عشر سنوات على رأس الجامعة، أي نظرة تحملونها على تطور كرة القدم في المغرب؟

فوزي لقجع: لكي نُكوّن نظرة، يجب أن نفهم على ضوء أي فلسفة تحرّكنا. لم نكن أبداً في منطق نتائج مرتبطة بمنافسة ما. أردنا أن نعمل في العمق: البنيات التحتية، والتكوين.

منح الشباب المغربي شروط الاحتراف الكامل. الموهبة كانت دائماً موجودة، لكن كان يجب العمل على فئة 10–20 سنة. كان لا بد من تدعيم قوة مؤسستنا دون إعادة كل شيء إلى نقطة الصفر عند أول رياح معاكسة. لقد جعلنا من الزمن حليفاً لا يُقدَّر بثمن.

النقطة الأخيرة هي الأفقية: لم نرد تركيز كل شيء على كرة القدم بـ11 لاعباً للمنتخب الوطني الأول للرجال، بل على كل أنواع كرة القدم. لم نختر طريق السهولة، لكننا مقتنعون بأننا اخترنا المسار الأكثر استدامة لأننا نضع التميّز في جميع المجالات.

انتبهوا: العمل في العمق لا يعني العمل ببطء. على العكس، لسد «الفجوة» التي تفصلنا عن من هم الأفضل، كان لا بد من السير بوتيرة تطوير أعلى بكثير من متوسط باقي الدول.

ف ف: كيف تم إعداد تشخيص الأوراش التي كان ينبغي إنجازها؟

لقجع: كل شيء موجود في المناظرة الوطنية للرياضة التي انعقدت سنة 2008 وفي الرسالة الملكية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة: وقد جعل الرياضة رافعة للتنمية البشرية والتربية على المواطنة، والدعوة إلى احتراف القطاع وتوسيع ممارسة الرياضة لدى الشباب ولدى النساء، إضافة إلى تحديث الهياكل.

نحن نفكّر بالفعل في ما بعد مونديال 2030، الذي لا يجب أن يكون غاية في حد ذاته. ولتحقيق هذه الرؤية، كان لا بد من الارتكاز على الشغف، والانغماس الكامل، وإنجاز ذلك العمل الصبور من إنصات وتشاور وحوار، من أجل إعداد افتحاص. المفتاح هو القدرة على اتخاذ القرار والعمل. وهذا له كلفة بطبيعة الحال، لكن لا يتم أبداً تقييم كلفة عدم اتخاذ القرار، والتي تكون غالباً أعلى بكثير.

ف ف: هل هناك أيضاً رغبة في الإشعاع دولياً؟

لقجع: بطبيعة الحال، خلف كل مشروع كبير توجد «القوة الناعمة». لكن الأمر لا يختزل في ذلك أيضاً. خذوا تنظيم مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال، فهو كذلك مسألة حضارية مرتبطة بتاريخنا المشترك.

المغرب كان دائماً حلقة وصل بين الحضارتين الإفريقية والأوروبية. كأس العالم لحظة قوية لإنعاش هذه الذاكرة وإرسال رسالة مفادها أن هذا الفضاء المتوسطي ليس محكوماً عليه أن يتناول فقط قضايا الهجرة والأمن، رغم أهميتها، بل يمكنه أيضاً أن يعود فضاءً للتعاون بين شعوبنا.

هنا نعتبر بالتالي أن هذه ستكون كأس عالم إفريقية ـ أوروبية.

ف ف: كيف يمكن أن يبدو ما بعد مونديال 2030؟

لقجع: أحد التحديات الكبرى التي ستواجه كرة القدم، مدى قدرتها على التماهي مع العولمة. نحن ما زلنا في كرة قدم قارية، مع نفس التنظيمات المؤسساتية منذ البدايات: الفيفا والكونفدراليات. وحدها طريقة تنظيم المسابقات هي التي تطورت.

كيف يمكن الحديث عن عولمة كرة القدم حين تكون القيمة المضافة موزَّعة بشكل غير متكافئ إلى هذا الحد؟ لذلك، فإن كأس العالم المئوية المشتركة بين قارتين يجب أن تكون دفعة تسريع لمسار هذا التقاسم.

لماذا لا نفكّر في مسابقات أوروبية ـ إفريقية؟ على مستوى الأندية، والفئات الصغرى، وغيرها؟ لماذا يجب أن يظل هذا الرابط بين إفريقيا وأوروبا محصوراً في منطق تجاري لتجنيد المواهب الإفريقية نحو أوروبا؟ لماذا لا نُهيكل هذه العلاقة بشكل أكبر ونبني جسراً حقيقياً؟

المغرب يريد أن يحمل هذا الصوت.