في مواجهة المنتخب المغربي، أحد أبرز المرشحين للتتويج بكأس أمم إفريقيا المقبلة، أعلن مدرب منتخب مالي، البلجيكي توم سانتفيت، طموحه في منافسة أسود الأطلس على صدارة المجموعة.

وفي حوار خص به وسيلة الإعلام البلجيكية الناطقة بالهولندية "سبورزا"، أكد سانتفيت أن احتلال المركز الأول في المجموعة يشكل "أفضل وسيلة للذهاب بعيدا قدر الإمكان" في المسابقة، معربا عن قناعته بأن منتخب مالي يتوفر على الإمكانات للتواجد ضمن أفضل المنتخبات الإفريقية.

وأشار المدرب البلجيكي إلى أن "المغرب ي نتج لاعبين ممتازين منذ سنوات"، معتبرا أيضا منتخبي زامبيا وجزر القمر من أقوى المنافسين في هذه المجموعة.

لكن التواجد في مجموعة صعبة لا يخيف سانتفيت. وقال المدرب البلجيكي الذي يخوض تجربته السابعة على رأس منتخب إفريقي مع مالي بحماس: "أحيانا، من الأفضل مواجهة خصوم أقوياء منذ البداية. عليك أن تبذل قصارى جهدك، بتركيز كامل".

ودون أن ينكر أن منتخب مالي ي صنف تقليديا ضمن الفرق الأقل حظوظا للتتويج، فإن سانتفيت يرفع سقف الطموحات، قائلا: "نخوض هذه المنافسة بطموح كبير، وعلينا أن نكون في أتم الجاهزية يوم الاثنين أمام زامبيا. لدي ثقة كبيرة في فريقي".

وأشار سانتفيت إلى أنه "على الورق، يمكن لنحو اثني عشر منتخبا بلوغ نصف النهائي. وينظر دائما إلى مالي كمنتخب خارج المنافسة على اللقب، غير أننا نتوفر على فريق جيد جدا".

وأكد المدرب البلجيكي، المعروف بنهجه البراغماتي والمنضبط، على أهمية التوازن التكتيكي، قائلا: "لا أريد أن نلعب كرة قدم هجومية ساذجة. يجب أن يكون لدينا أيضا خطة لعب واضحة عندما نفقد الكرة".

وأضاف: "أحب التنظيم وبناء اللعب. أنا مدرب يركز على النتائج. الجماهير تكون دائما معارضة في البداية، لكن عندما تتحقق النتائج، يتم تقدير ذلك، خاصة من طرف اللاعبين".

من جهة أخرى، أوضح سانتفيت أن الأجواء المحيطة بالمنتخب المالي وحماس الجماهير كانا من بين الأسباب التي دفعته للتعاقد مع النسور، قائلا: "هذا أحد العوامل التي جعلتني أوقع مع مالي. الملعب يكون دائما ممتلئا، والتجربة رائعة"، مع إقراره في الوقت ذاته بوجود ضغط جماهيري كبير من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة.

ورغم هذه الضغوط، أكد المدرب البلجيكي عزمه على تحويلها إلى عنصر تحفيز للاعبين، مضيفا: "الجماهير تنتظر من مالي بلوغ النهائي، رغم أن ذلك تحقق مرة واحدة فقط. الضغط كبير، لكنني أقدر هذا أيضا، ونحن نبذل قصارى جهدنا لكتابة التاريخ معا".

وتولى سانتفيت، الذي يلقب بـ"صانع المعجزات" في مالي، قيادة نسور مالي في غشت 2024، وقادهم إلى تحقيق ثمانية انتصارات في اثنتي عشرة مباراة، مقابل هزيمة واحدة فقط، مع استقبال ثلاثة أهداف فقط خلال هذه السلسلة. وبفضل درايته الواسعة بخبايا كرة القدم الإفريقية، راكم سانتفيت سمعة طيبة، خاصة مع منتخب غامبيا الذي قاده إلى تأهلين متتاليين لكأس أمم إفريقيا سنتي 2021 و2023.