فخور أن أهدي الفتح لقبا إنتظروه لسبعين سنة
فريقنا لا يسبح ضد التيار
لا نتوفر على إلترا لكننا بألف رئة
رودي غارسيا هو ملهمي وفلسفتي أساسها الفرجة
كنت واثقا من التتويج ومشاعري أخفيتها حفاظا على التوازن
الإحتفاظ بالدرع مهمة شاقة وكأس الكاف صعب لكنه ليس مستحيلا يستطيع الإطار التقني الشاب وليد الركراكي أن يكون فخورا بالبدايات الرائعة التي يرسم عليها في مشواره كمدرب، وهو من وقع على مسار إحترافي مقبول كلاعب تقلب بين أندية وبطولات كان آخرها حضوره المميز ضمن نادي سانطندير الإسباني، من دون أن نغفل حضوره الوازن رفقة الفريق الوطني الذي كان معه قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم بعد وصوله سنة 2004 إلى النهائي التاريخي الذي خسره أسود الأطلس أمام نسور قرطاج مستضيفي البطولة.
وليد الركراكي الذي يمثل صرعة جديدة في فسيفساء المشهد التقني الكروي بالمغرب، تمكن في ظرف وجيز من صناعة التاريخ، ذلك أنه قاد الفتح الرباطي إلي الفوز بكأس العرش في أول موسم له مع فريق العاصمة، بل سيذهب إلى ما هو أبعد في موسمه الثاني إلى منح الفتح الرباطي لقب البطولة الوطنية الذي انتظره لمدة قاربت السبعين سنة.
هذه الفورة الجميلة التي صممها وليد الركراكي الإطار والمربي والحالم بمشهد كروي إحترافي بالمغرب، والتي كافأه من خلالها الإعلام الرياضي الوطني بمنحه مرتين لقب أفضل مدرب للسنة، هذه الفورة جذبت إلى وليد الركراكي الإعلام الرياضي العالمي، إذ خصته مجلة «سو فوت» الفرنسية بحوار عميق بإشارات قوية ننقله إليكم بكامل التصرف..
ــ سو فوت: خلال الدورة 30 من البطولة الإحترافية المغربية كان الفتح بحاجة إلي نقطة أمام المولودية الوجدية ليتوج بطلا، مع نهاية الشوط الأول كنتم متعادلين، وبدخولكم للجولة الثانية كان الفريق الخصم قريبا من التسجيل، فحصل ارتباك لدي لاعبيك، ماذا قلت لهم في مستودع الملابس بين الشوطين؟
وليد الركراكي: كانوا تحت وطأة حمى الإنتظار، شعروا بثقل المسؤولية الموضوعة على أكتافهم، لقد كانوا على وشك كتابة صفحة في تاريخ الفريق، أن يمنحوه لقبا انتظره الفتح لمدة سبعين سنة، وتلك لعمري مسؤولية كبيرة جدا، أوصيتهم بترك هذه الأشياء وراء ظهورهم وأن يلعبوا وكأن الأمر يتعلق بمباراة نجريها وسط الموسم، لذلك خفت وطأة الضغط، خصوصا وأن الفريق الذي كان يواجهه كان يلعب من أجل تفادي النزول إلى القسم الثاني، وقد عذبونا بالفعل قبل أن يستعيد اللاعبون هدوءهم.
مع تسجل الهدف الثاني بدت المهمة سهلة نسبيا وانتهى بنا الأمر إلى الفوز لأول مرة بلقب البطولة.
ــ سو فوت: تدربون فريق الفتح منذ سنتين، أنهيتم السنة الأولى بلقب لكأس العرش وبوجودكم ضمن أفضل خمسة أندية في البطولة الإحترافية، في السنة الثانية توجتم بلقب وصيف بطل كأس العرش وبلقب البطولة الإحترافية، هل هناك أجمل من هذه الحصيلة لبداية مشوار في التدريب؟
وليد الركراكي: يمكن القول أنني كنت محظوظا بالحصول على فرصة الإنطلاق في مجال التدريب على مستوى الأندية مع فريق الفتح حيث كان بمقدوري أن أضع أفكاري قيد التنفيذ، أن أحصل على هذه النتائج فهذا يبرر المناهج التي اعتمدتها ومشروع اللعب الذي أتيت به، ولكن لا يجب أن أغتر بكل هذا، أعرف جيدا أنه في مهنة المدرب كل شيء يسير بسرعة كبيرة وأبدا لا نعطى الوقت الكافي لكي نتلذذ بالإنتصارات.
الفتح له طابع خاص داخل عالم كرة القدم المغربية، الفريق مستقر ولا يسبح ضد التيار ويصدر عن نفسه صورة للعب النظيف إداريا وماليا، إنه فريق غير منبوذ من أي كان، ومناصروه يستقبلون بحفاوة في كل المدن المغربية (الفتح النادي الوحيد الذي ليس له إلترا)، كما أنه فريق لا يحتل مكان الصدارة في عناوين الصحف الباحثة عن المشاكل المافوق رياضية، أو لنقل أن ذلك يحدث نادرا.
ــ سو فوت: أليس هذا هو الإطار الأمثل لأي مدرب يبدأ مشواره في عالم التدريب؟
وليد الركراكي: هذه السمة لا تؤثر كثيرا، وإذا ما كان الفريق يتوفر على إلترا فهذا الأمر ما كان لزعجني، ولكن الحكامة الجيدة للفريق والنموذج الذي يصدره أعتبرهما شرطان مساعدان على العمل، أنظروا إلى أكبر الأندية المغاربية التي تلعب على الألقاب سواء في المغرب أو في الدول المجاورة، القائمون على هذه الأندية أعينهم دائما مصوبة على نتائج نهاية الأسبوع، بل يمكنهم بجرة قلم أن يمسحوا الطاقم التقني أمام أي سقطة، إنهم بحاجة إلى نتائج سريعة وهم أيضا بحاجة إلى اللعب بطريقة سريعة لذلك فالمدربون يقالون بعد بضعة أسابيع من تنصيبهم وهناك الكثير من الأزمات كل سنة بسبب أن الضغط يلازم كل هذه الأندية، لذلك قلت بأن الفتح يمثل حالة خاصة، إنه نادي يقدم نموذجا يبتعد كثيرا عن النماذج المعروفة في الكرة المغاربية.
المشروع تم إطلاقه سنة 2008 بأكاديمية لصغار اللاعبين وببنيات تحتية وبملعب، كل شيء تم ترتيبه بعناية كاملة، وهناك تفكير عميق قبل اختيار أي مدرب يقود الفريق، ثم من الطبيعي جدا أن كل مدرب يأتي إلى الفتح يذهب إلى نهاية عقده، أنا أتيت ضمن هذا الشريط الموصول للمشروع المطبق منذ سنوات، لقد وثق بيا المسؤولون وآمنوا بفلسفة اللعب التي أقترحها.
ــ سو فوت: لنتحدث قليلا عن فلسفتك، وسائل الاعلام والملاحظون يتفقون على القول بأن الفتح يلعب كرة قدم جميلة، ما هي رؤيتك للعب، وما هي الأفكار التي حاولت تطبيقها على أرض الواقع؟
وليد الركراكي: قبل أن أصبح مدربا للفتح كنت مساعدا للناخب الوطني المغربي رشيد الطوسي، وأمكنني وقتها أن أراقب جيدا البطولة الوطنية لمدة سنة كاملة، لقد شاهدت أندية تلعب ببلوك دفاعي متأخر وتنتظر الفرصة لتطبق المرتدات، لم أكن أبدا متحمسا لهذا النهج، بالنسبة لي كرة القدم هي الامتلاك في أعلى منطقة ممكنة وهي السيطرة على الكرة.
مرفق هجومي تتحرك فيه الكرة بشكل سريع ما بين أربعة أو خمسة لاعبين على الأقل، يخلقون فيما بينهم أوتوماتيزمات. حاولت فرض أفكاري بأسرع وقت ممكن ولكن في السنة الأولى كان من الصعب جدا أن أوجه المجموعة وفق هذه الفلسفة، لطالما أن لاعبي وسط الميدان الذين كنت أملكهم كانوا بدنيين أكثر منهم تقنيين، ومع نهاية السنة الأولى بدأت بالبحث عن لاعبين بخصوصيات فنية وتكتيكية مختلفة تتناسب مع طريقتي في اللعب.
ــ سو فوت: انسجاما مع هذه الرؤية سعيت إلى تطعيم الفريق الذي كان متوسط أعماره صغيرا بلاعبين مجربين ومسنين أيضا مثل سكوما (29 سنة) وبنجلون (31 سنة)؟
وليد الركراكي: من كانوا بحاجة إلى تحد جديد ويستجيبون للبروفيل الذي أبحث عنه هم لاعبو الوسط الهجومي، بنجلون يلعب عادة كمهاجم محوري وهو يوزع بشكل ذكي على الأجنحة، أما سكوما فهو يتقن جيدا دور اللاعب المحرك، أما الخطر فكان يأتي من كل مكان وهو ما حرر الجناح مراد بطنا الذي كان أحد أبرز لاعبي البطولة الإحترافية في الموسمين الأخيرين برغم أنه كان باستمرار مراقبا عن قرب، كنت أيضا بحاجة إلى حارس يجيد اللعب بالرجلين لذلك راهن على التجربة الكبيرة للحواصلي (31 سنة).
ــ سو فوت: ما ركمته خلال مشواره كلاعب بفرنسا وإسبانيا ساهم كثيرا في تطوير منهجيتك، ممن ومن ماذا ألهمت؟
وليد الركراكي: من الكل، مع بعض الإستثناءات في هذه المهنة لا نخترع شيئا، لا نعمل إلا على إعادة إنتاج ما حاول البعض تطبيقه والإتيان به كلمسة شخصية، لقد ذهبت للقاء رودي غارسيا (كان مدربي يوم كنت لاعبا بديجون) وقد كان مدربا لنادي روما الإيطالي لأراقب طريقة عمله، لقد ألهمت أيضا من رولان كوربيس فيما يتعلق بخطابه للاعبين، واستقيت بعض المعلومات من زمن مضى ومن جلسات جمعتي بجريس، نوزاري وبيجوطا.. في مقابل ذلك داخل سانطندير الإسباني ليس المدرب هو من طبعني بأسلوب عمله، ولكن الجمهور الإسباني ورؤيته لكرة القدم، هناك حتمية تقديم الفرجة، كرة القدم الجميلة أو لا شيء.
إذا انتصرت ولم تمتع الجماهير فمصيرك هو صافرات الإستهجان، لذلك جعلت قاعدة أساسية لأسلوبي هو أن تكون هناك فرجة يجب أن نقترح على الناس لعبا يشجعهم على العودة مرات ومرات.
ــ سو فوت: بصرف النظر عن أسلوب اللعب الذي أتيت به، ركزت وسائل الإعلام المغربية كثيرا على طريقة تواصلك والتي حركت الكثير من الإنتقادات، قبل المباراة الفاصلة أمام الوداد منافسك على لقب البطولة فعلت المستحيل من أجل أن ترمي بالضغط كله على الفريق المنافس، لقد قلت «الوداد فريق كبير وله جمهور كبير ومدرب معروف وله لاعبون دوليون وميزانية كبيرة إذا لم يفز سيكون في أزمة، سيكون أمرا رائعا لو نحن منعنا عنهم النوم» هذه الكلمات أشعلت النار وجرت عليك الكثير من الرماد قبل المباراة؟
وليد الركراكي: (ضاحكا).. ولكن تلك كانت محاولة لا بد من تجريبها وقد نجحت أكثر مما توقعت، لاعبو الأندية يتحدثون فيما بينهم وبعض العناصر من فريقي قالوا لي أن لاعبي الوداد لم يعجبهم ما صرحت به وأن تلك التصريحات أشعلت النار في جمهورهم، لذلك كان همهم هو أن يهزموني قبل أن يهزموا فريق الفتح لكي أصمت، وهذا الأمر حرر لاعبي الفتح الذين كانوا أقل ضغطا، وهذا ما كنت أريده طبعا.
في المغرب أسلوب التواصل يعتمد أساسا على التصريحات المحسوبة جيدا والتي تبتعد عن البوليميك، هدفي كان هو أن أغير هذا النسق وأجعل من الحوارات في موائد النقاش تتناول مواضيع أخرى غير المباراة.
ــ سو فوت: أمضيت أسابيع وأنت تعلن أن الفتح يلعب من أجل اللقب، ذات مساء وفريقك يتعادل أمام المغرب الفاسي بلا أهداف يوم 21 فبراير 2016 قلت غاضبا في ندوتك الصحفية، إنكم تشعلون لاعبي فريقي وتشعلون جماهيركم وقلت أيضا أن اللقب تبخر وأن الفتح لم يعد في السباق، ألا تعتقد أن ما قلته في تلك اللحظة كان أقرب للشائعة منه إلى شيء آخر؟
وليد الركراكي: نصف حقيقة ونصف إشاعة، قبل أن أذهب إلى الندوة الصحفية تحدثت إلى اللاعبين في مستودع الملابس قلت لهم أنني سأتحدث لوسائل الإعلام لأوضح ما هو حقيقة وما هو غير ذلك، والحقيقة أنني لم أكن سعيدا بما قدموه، بعض اللاعبين دخلوا من بطولة إفريقيا للمحليين منهكين ومطفئين وبلا حماس وفاقدي التركيز، والبعض الآخر لم يكن في صلب المشروع، لذلك قررت أن أشد الحزام.
وجهت عتابا للجمهور وقلت بأنه من الضروري أن يحضر في صلب عملنا، لقد كنا وقتها في المركز الثاني وكنا بحاجة إلى دعم هذا الجمهور.
بالمقابل عندما قلت بأنني لم أعد أثق بقدرتنا على الفوز باللقب لم أكن واثقا ولا جازما في ذلك، لقد كان بالنسبة لي الموسم الأمثل لكي نكون متحمسين وطموحين، وخفت من جراء ما شاهدت في مباراة المغرب الفاسي أن نفقد الإيقاع.
للأمانة كنت واثقا من قدرتنا منذ بداية الموسم، وإذا كان لزاما أن نوهم المنافسين وندفعهم إلى ارتكاب الخطإ فبالتأكيد سأفعل ذلك مراعاة لمصلحة فريقي.
ــ سو فوت: الفوز على الوداد بهدف للا شيء أعطاكم فرصة الإنفراد بصدارة الترتيب، هل كانت تلك هي لحظة التحول الكبير؟
وليد الركراكي: لا، التحول الأكبر بالنسبة لي كان هي الرحلات الماراتونية التي قادتنا شهري مارس وأبريل إلى كل من الكامرون وأوغندا للعب مبارايات كأس الكاف في ذلك الوقت لاحظت التلاحم الجماعي كيف يتطور ويتقوى، لقد أصبح اللاعبون يشكلون قوة جماعية قوامها الحماس الذي لا يتراجع أمام أي شيء، لحظتها فقط شعرت بأننا سنصل إلى تحقيق الهدف.
ــ سو فوت: هذا الموسم تمكن الفتح من الوصول إلى دور المجموعتين لكأس الكاف سنة فقط بعد أن فشل في دور الثمن أمام الزمالك المصري، ما هو الدروس التي استخلصتها من مواجهتك للزمالك المصري؟
وليد الركراكي: ذاك الإقصاء أفادنا كثيرا، لقد كان الزمالك في ذاك الوقت بكامل قواه وتمكن مدربه جوسوالدو فيريرا من جذب أكثر ما يستطيع من مجموعته، لقد شاهدنا إيقاعهم وطريقتهم في تدبير الأوقات القوية وتنظيمهم داخل الملعب، أبدا لم نكن متعودين على مثل هذا الإيقاع في البطولة المغربية، أو لنقل أن ذلك كان يحصل نادرا.
لقد فهمت ما معنى أن تلعب في المستوى العالي، على مستوى شخصي توصلت إلى حجم الصعوبة في مناقشة مباراة إياب بالملعب بعد أن تحقق تعادلا سلبيا في ميدان الخصم، لقد كانت تلك النتيجة مغرية وقد استغل المصريون فترات التردد التي دخلنا فيها ليتمكنوا من الإجهاز علينا، أمام سطاد باماكو خلال النسخة الحالية كنا متعادلين بلا أهداف في مباراة الذهاب وخلال مباراة الإياب أبدا لم نتراخى وتمكنا من الفوز بحصة قوية.
ــ سو فوت: أنهيتم 4 جولات من دور المجموعتين لكأس الكاف، ما هي حظوظ الفتح لمنافسة نجم الساحل والكوكب وأهلي طرابلس على إحدى بطاقتي الصعود لدور نصف النهاية؟
وليد الركراكي: على الورق نحن مرشحون لإحدى البطاقتين، ولكن على أرضية الملعب هناك حكاية أخرى، أنا اعتبر أن منافسة الكاف هي فضاء لنختبر ونقيم إمكانياتنا وإلى أي مستوى وصلنا حتى الآن، أتمنى أن أهدي الوصول إلى الدور النصف نهائي إلى جمهورنا وبعدها سيكون كل شيء ممكنا.
ــ سو فوت: بأي عين ينظر وليد الركراكي إلى الوضعية الحالية لكرة القدم المغربية؟
وليد الركراكي: إننا نتطور سنة بعد أخرى، بالنسبة للفريق الوطني الأمر مختلف ما دام أننا دخلنا في إطار دورة جديدة، أما على مستوى الأندية فقد وضعنا كل الوقت الممكن من أجل تأمين انتقال كامل للإحتراف، والوضعية بدأت تتحسن نسبيا.
الأندية الكبيرة تملك بالطبع كل الوسائل من أجل أن تشتغل في ظروف جيدة، وإلى جانب هناك فرق تجتهد في بلوغ تلك المستويات ومنها اتحاد طنجة ونهضة بركان.
والأمر دائما جيدا أن تكون هناك قاعدة كبيرة مشكلة من ستة أو سبعة أندية تستطيع أن تتنافس على الألقاب.
بعد سنوات لم يكن فيها للأندية المغربية حضور قوي على المستوى الإفريقي، يبدو أننا في المسار الصحيح بسبب أن الأندية غيرت عقليتها، لقد فهمت هذه الأندية أنه من الضروري أن تتألق إفريقيا لأن المنافسات القارية هي مرآة عاكسة قبل هذا لم تكن المنافسات القارية من بين الأولويات، لنأخذ مثالا على ذلك فريق الرجاء الذي تمكن من الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013، لقد أفاده ذلك ماليا وإشهاريا، هذه السنة هناك ثلاثة أندية تلعب ضمن أفضل ثمانية أندية متنافسة على كأس الكاف وعصبة الأبطال، وهذه الأندية الثلاثة يرشحها المراقبون للمنافسة على اللقبين معا.
ــ سو فوت: هذا الإحتراف الذي تتحدث عنه هل حاولت نقله إلى لاعبيك؟ هل تشعر أن كل ما تقترحه يتم استيعابه بصرف النظر عن النتائج؟
وليد الركراكي: هنا أيضا أشعر بأن هناك تطورا محلوظا، هناك قيم ضرورية ترتبط بمهنة كرة القدم يجب على صغار اللاعبين أن يستوعبوها جيدا، أسجل تطورا في النظام المعيشي للاعبين، قبل هذا كان اللاعبون يصلون دقيقتين فقط قبل انطلاق الحصص التدريبية ويغادرون فور انتهائها، أما اليوم فأنا أرى أن اللاعبين يمكثون ساعة على الأقل بعد انقضاء الحصة التدريبية، وبعضهم يتحمس للعمل الخصوصي.
الجيل الحالي من الصعب جدا التعامل معه، أغلب اللاعبين يأتون من أحياء شعبية. أنا الآخر ترعرعت في حي شعبي مثلهم لذلك أعرف جيدا كيف أتبناهم وكل التعديلات التي أحدثها على شخصيتهم هي دليل على أن هناك نوعا من الإنضباط الذي يجب على اللاعبين أن يتعودوا عليه وأن يتربوا عليه في مراكز التكوين المكان الأمثل لتلقين ثقافة الإحتراف، وهنا لا أرى أي سبب لكي لا ننجح في مهمتنا كمدربين.