في ظرف موسمين رياضيين، سرق محمد الفقيه الأضواء بعدما أن صار هداف الفريق ليرسم لنفسه مسارا متميزا في ثاني موسم له بقسم الكبار بعدما استقدمه الكوكب من فريق شباب المسيرة،حيث يجمع المراكشيون على أن ابن الحي المحمدي من أفضل صفقات الفريق إلى جانب الحارس المخضرم خالد لعسكري بالنظر إلى أدائهما المتميز داخل الكثيبة المراكشية. يملك الفقيه الذي زار شباك المغرب التطواني وشباب الحسيمة الكثير من مواصفات الهداف المرعب،رغم أنه يشغل مركز «ليبيرو» وصانع ألعاب، تساعده في ذلك تقنياته الفردية التي تجعله يتفوق على المدافعين وذكائه الخارق الذي يتجلى في حسن تموضعه داخل منطقة عمليات الخصم، كلها مؤهلات وأخرى تنبئ بميلاد نجم كوكبي واعد يطرق وبقوة أبواب النجومية.
المنتخب: ماسر البداية المتعثرة لفريق الكوكب المراكشي خلال بطولة الموسم الجاري؟
الفقيه: لم نكن محظوظين في المباريات التي أجراها الفريق حيث دفعنا ثمن أخطاء عديدة،فقد نال من التعب ونحن الذين لم نستفد من فترة راحة بدليل أننا كنا ملتزمين بالمشاركة في منافسات كأس «الكاف». فبعد إقصائنا انطلقت البطولة مما أصاب اللاعبين بالعياء البدني والذهني،وأظن أنها عوامل رئيسة في ما حققه الفريق من نتائج،فضلا عن التغييرا الذي طرأ على التركيبة البشرية للفريق إذ رحلت عناصر وجاءت أخرى تحتاج لوقت إضافي للانسجام وإيجاد تشكيلة قارة مندمجة لأنه في كل مباراة نلعب بتوليفة مغايرة. 
- المنتخب: هل يمكن انتظار انتفاضة مرتبطة بالتحول الذي طرأ على المستوى التقني والبدني والمعنوي كذلك للمجموعة المراكشية بعد قدوم المدرب الصحابي؟
الفقيه : في اعتقادي الشخصي أن الفريق قدم مباريات عادية في الدورات السابقة  لكن الحظ لم يكن بجانبنا، فضلا عن بعض الهفوات التحكيمية التي أضرت هي الأخرى بمصلحة الفريق وحرمته من نقاط كثيرة، لكن مع قدوم الإطار التقني الوطني فؤاد الصحابي العارف بخبايا البطولة، تغير الوضع داخل الكوكب، حيث اشتغل على عناصر بسيطة كنا نفتقدها في المرحلة السابقة وستعطي بلا شك أكلها على رقعة الميدان، هذه العناصر هي مدخلات للعودة إلى سكة النتائج الايجابية وفاتحة جديدة لإعادة الهوية المفقودة للكوكب المراكشي والتي ضاعت في غمرة المشاكل التي عاشها الفريق، دون أن ننكر بطبيعة الحال الدور الكبير الذي ينبغي على المكتب المسير القيام به في تحفيز اللاعبين عبر تخصيص منح مالية مهمة تساهم في إذكاء الحماس والتنافس داخل المجموعة الكوكبية التي ستستعيد توازنها وبريقها ضمن منافسات البطولة الوطنية 
- المنتخب: هل يمكن القول أن هزيمتين حصدهما الكوكب مؤشر على أن المهمة ستكون صعبة وتفتح باب التغيير للانعتاق من مخالب النزول بالرغم من أ، البطولة في بدايتها؟
الفقيه: أكيد، أن الهزيمتين اللتان حققهما الكوكب في الدورتين الماضيتين زادتا من الضغط النفسي على المجموعة على غرار الضغط الرهيب الذي عشناه لشهور عديدة خلال الموسم الماضي،هاتين النتيجتين هي جرس إنذار لتقويم حصيلتنا لأجل البحث عن حلول لأزمة النتائج لأننا في حاجة إلى انتصار يجعلنا نخوض المباريات المتبقية محررين شيئا ما من الضغوطات النفسية واستعادة هويتنا التكتيكية التي افتقدناها، لكن هذا لا يعني أننا في وضع مريح، فما زال ينتظرنا عمل كبير، وأتمنى أن نحافظ على تركيزنا وندبر باقي المباريات بنفس الجدية والرزانة والروح القتالية، حتى يتفادى الفريق الدخول في  حسابات معقدة مع الفرق التي تصارع في أسفل الترتيب.
- المنتخب: كانت مساهمتك بارزة في التحول الإيجابي الأخير للدفاع بتوقيعك لثلاثة أهداف في ثلاث دورات. فما السر في تألقك؟
الفقيه: سر تألقي مع فارس البهجة هو أنني عند قدومي إلى مراكش وجدت أجواء عائلية ساعدتني على الاندماج بسرعة داخل المجموعة، كما أنني في حاجة الى اكتساب التعلمات بهدف التجاح ولذلك أومن دائما بأن لكل مجتهد نصيب في هذه الحياة، لذلك أحرص كثيرا على الإجتهاد والمثابرة سواء في التداريب أو أثناء المباريات الرسمية لكسب ثقة المدرب، لأن الرسمية داخل الفريق تنتزع بالجهد وعرق الجبين، وأنا سعيد جدا بتوقيعي لهدفين لثلاثة أهداف في الدورات السابقة رغم أن السعادة مبتورة بسبب  تمركزنا في الصف 12 لكن يحدوني الأمل لأجعل مكنا فريقي يتمكن من ربح خطوات مهمة في سبورة الترتيب والهروب من دائرة الخطر.
- المنتخب: هل ستنافس على لقب الحذاء الذهبي لهذا الموسم لأنك من بين هدافي البطولة لحد الساعة؟
الفقيه: لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أنني وضعت مؤخرا نصب عيني الفوز ببطولة الهدافين، وهو طموح مشروع لأي لاعب داخل البطولة، لا سيما وأن الفارق الذي يفصلني حاليا عن المتصدرين لا يتجاوز هدفين،وسأعمل كل ما في وسعي في قادم الدورات لتسجيل مزيد من الأهداف في مرمى الخصوم لضرب عصفورين بحجر واحد،مساعدة فريقي في العودة إلى سكة النتائج الايجابية وإحراز لقب الحذاء الذهبي للبطولة،لكني لست متسرعا حيث أني أضع نصب عيني ضرورة تصحيح مسار الكوكب وتحرير زملائي من الضغط وهو ما سيفتح لي شهية المنافسة على لقب الهداف بأريحية بمساعدة من باقي اللاعبين.
- المنتخب: البطولة انطلقت على وقع نتائج متباينة حيث ان أندية أبانت عن قوتها منذ البداية،ماهو الفريق الذي ترشحه للفوز بلقب هذا الموسم على ضوء المباريات السابقة؟
الفقيه: هناك شبه إجماع من قبل المهتمين والمتتبعين للشأن الكروي الوطني على أن لقب الموسم لن يحسم إلا في الدورات الأخيرة من البطولة،على غرار الموسم الماضي الذي لم يتم فيه تحديد الفائز باللقب والفريقين النازلين إلى غاية الدورات الأخيرة،فلايمكن أن أصيب في توقعاتي لأن البطولة مازالت طويلة وهي حبلى بالمفاجآت والمتغيرات ولاتخضع للمنطق،لكن وحده حق القوة تمتلكه أندية لها من الامكانات المالية والبشرية ما يجعلها تنافس على الفوز بلقب البطولة والتي تحدوها رغبة جامحة للصعود إلى «البوديوم» ومعانقة الدرع الفضي،كما أن التشويق سيرافق البطولة على صعيد أسفل الترتيب إلى آخر دورة دون أن نغفل أنه لحد الآن فإن الفارق البسيط من النقاط قابل للذوبان في أي لحظة،والأكيد أن جزئيات بسيطة هي من سترجح كفة الفريق الذي يمتلك «بروفايل» البطل.