يتواصل مسلسل إغلاق الملاعب بعدما إنضاف إتحاد طنجة للأندية التي إكتوت بنار الإغتراب منذ الموسم الماضي، حيث تقرر رسميا إغلاق ملعب طنجة للإصلاح والصيانة خاصة على مستوى عشبه الذي تضرر منذ فترة، وسيكون على فارس البوغاز شأنه شأن الأندية التي عانت من هذا المشكل، البحث عن فضاء يأوي مباريات الفريق القادمة بعد إغلاقه، خاصة أن الاتحاد يريد الحفاظ على بداية الناجحة هذا الموسم.

الإتحاد ليس الأول
وضعت الجامعة الملكية المغربية مشروعا لإصلاح الملاعب المتهالكة، سواء على مستوى العشب أوالمرافق، وإنطلقت العملية منذ الموسم الماضي، حينما إضطرت لإغلاق بعضها لبدء عملية الصيانة، فكانت ملاعب النادي القنيطري وأولمبيك أسفي وأولمبيك خريبكة أولى هذه الورشات، فكان على هذه الأندية الثلاثة أن تشرب من كأس الإغتراب، حيث إضطرت إلى إستقبال مبارياتها خارج مدنها، بما تضعه هذه العملية من خسائر مالية، وفق ما كان مسؤولو هذه الأندية يؤكدوه في كل مرة، علما أن هذا الثلاثي عاد إلى ملعبه قبل نهاية الموسم، الذي عرف إغلاق أيضا ملعب محمد الخامس بالدرالبيضاء الذي يأوي مباريات الوداد والرجاء، اللذين إضطرا بدورهما لعب دور الرحالة لإستقبال مبارياتهما، علما أنهما مازالا يشتكيان من هذه الوضعية، خاصة بعد أن تمَ تحديد بداية شهر يناير موعد افتتاح ملعبهما.

فأل خير
عانى إتحاد طنجة في السنوات الأخيرة من مشاكل داخلية كثيرة أثرت على مساره، ولم يقو على الخروج منها إلا بشق الأنفس، خاصة أنه كان يمارس في قسم الظل، فكان عليه أن يتمرد على تلك الوضعية التي لم تناسب الموقع الإستراتيجي التي تقع فيه مدينة طنجة وإمكانياتها، وكذا القاعدة الجماهيرية التي يتمتع فيها، حيث يبقى الجمهور الأزرق من المشاهد الجميلة في الكرة المغربية.
المسؤولية زادت بعد تشييد ملعب طنجة بمرافقه الرائعة والجميلة، لذلك كان لا بد لفارس البوغاز أن يعود للأضواء، خاصة أن الكثير من المتتبعين رأوا أنه من العار أن يمارس فريق في دهاليز الدرجة الثانية وهو يملك ملعبا من هذه الطينة.
ملعب طنجة وكأني به كان فأل خير على أبناء الشمال، حيث كان شاهدا على وضع تلك  القطيعة المرَة مع كل أشكال المصائب والمشاكل التي عانى منها في السنوات الماضية، فتزامن تشييده مع تحقيق روعة الصعود في الموسم ما قبل الماضي.

مكره أخاك
هكذا يكون حال الأندية التي لا تملك ملعبها، وهكذا يكون أيضا حال عدم وجود البديل الذي يوضع عند كل طارئ، وبحكم أن الشركات هي التي تملك السلطة على ملعبها، أي متى تفتحه ومتى تغلقه للصيانة، فإن فريق البوغاز كان مكرها ليرضخ للقرار الذي إتخذته شركة سونارجيس من أجل إغلاق الملعب لإصلاحه خاصة عشبه الذي تضرر،  حيث سيبدأ العمل بهذا القرار إنطلاقا 2 نونبر إذ تمَ تأخيره لهذا التاريخ بعدما كان مقررا أن يغلق في 24 أكتوبر.
 خبر الإغلاق ربما نزل كقطعة ثلج على مسؤولي إتحاد طنجة، الذين ما كانوا ينتظرون هذا الإغلاق، ولو أن إشارات سابقة كانت تؤكد أن العشب تضرر نوعا وبالتالي كان ملعب طنجة آيل للإغلاق.

موعد لا بد منه  
سيذوق إتحاد طنجة من نفس كأس مرارة الترحال التي ذاقت منها أندية النادي القنيطري وأولمبيك خريبكة وأولمبيك أسفي، حيث كانت مضطرة في الموسم الماضي لإجراء المباريات مكرهة خارج عرينها، إضافة إلى الرجاء والوداد اللذين مازال يعانيان من هذا المشكل.
وبدأت إدارة فارس البوغاز من الآن تتعبأ لمواجهة هذه الوضعية، والنية البحث عن ملعب بديل يستضيف الفريق إلى حين تجهيز ملعبه، وكان لزاما قبل الإغلاق أن يراعي المسؤولون المباراة الهامة التي تنتظرهم عن نصف نهائي كأس العرش عندما يستقبلون المغرب الفاسي، وبحكم أن الموعد جد هام خاصة أن فارس البوغاز يمني النفس أن يبلغ المباراة النهائية للكأس الفخرية، فإنهم  طالبوا بتأخير الإغلاق بعد المباراة، وهي الخطوة التي إرتاحت لها فعليات الفريق.

فاس أو القنيطرة
تطرح  أسماء بعض الملاعب المرشحة لإستقبال مباريات إتحاد طنجة، ويبقى ملعبي فاس والبلدي بالقنيطري الأقرب، حيث سيقرر المسؤولون فيما بعد أحد هذين الملعبين، لذلك سيكون المكتب المسير مرغما للرفع من تكاليف المباريات نظير هذا الترحال، علما أن الأندية التي عانت من الإغتراب في الموسم الماضي، عبرت عن قلقها عبر مسؤوليها من إرتفاع حجم تكاليف المباريات في الكثير من المناسبات بسبب إستقبالها خارج مدنها.
وربما سيتضرر إتحاد طنجة نوعا ما على مستوى الحضور الجماهيري الذي يبقى إحدى نقاط قوة الفريق، بفعل التهجير، ولو أن مشجعي الفريق عودونا في أكثر من مرة على وقوفهم بجانب فريقهم، وهو ما سيكون مطالبا به في الفترة المقبلة، ليحافظ على مشواره الجيد منذ بداية الموسم.