إلتحاقي بنيس أنعشني وحفزني على العطاء

الحوار الحصري مع يونس بلهندة من فرانس فيل بالغابون فيه الكثير من المعاني والدلالات، لكونه يظل أبرز لاعب ظل حاضرا مع المنتخب الوطني برغم الإصابة التي تغيبه عن الميادين الرياضية بين الفينة والأخرى، ولكونه يجلب الأنظار كلما كان حاضرا على رقعة الميدان بقتاليته ومردوده السخي.
يونس بلهندة تحدث عن مشواره مع المنتخب الوطني وحظوظه في منافسات كأس العالم بعد التأهل لكأس إفريقيا للأمم بالغابون 2017، كما عرج بنا للحديث عن تجربته مع نادي نيس الفرنسي، وكيف يقيم عودته لليغ 1 الفرنسي وما هي طموحاته هذا الموسم؟

 

- المنتخب: عاد الفريق الوطني بنتيجة التعادل أمام منتخب الغابون في إطار إقصائيات كأس العالم، ما هي إنطباعاتك بخصوص هذه النتيجة؟

بلهندة: في اعتقادي هي نتيجة إيجابية أمام منتخب الغابون بالنظر للأجواء التي صاحبت المباراة، كنا في الموعد مرة أخرى وعدنا بنقطة ثمينة وهذا مؤشر إيجابي على أن المنتخب الوطني أصبح جاهزا لمنازلة كل المنتخبات بلا مركب نقص لكوننا نتوفر على قطع غيار من المستوى العالي، مع الأسف افتقدنا للمسة الأخيرة في هذه المباراة، وهو الشيء الذي سنعمل على تجاوزه في المباراة القادمة ضد منتخب كوت ديفوار، العناصر الوطنية أبانت على إنسجام كبير فيما بينها وإن شاء الله سنكون في مستوى تطلعات الجمهور المغربي، العناصر الوطنية قدمت طيلة المباراة استماتة كبيرة لكوننا كنا نعرف جيدا صعوبة المباراة وصعوبة الخصم الذي استعد بما يكفي لهذه المواجهة التي كان يعتبرها فرصة لبداية جيدة في هذه الإقصائيات، علما أن منتخب الغابون لم يسبق له أن تأهل لكأس العالم، الحمد لله المنتخب الوطني كان في كامل الجاهزية واللاعبون كانوا في مستوى التطلعات، وأنتم شاهدتم كيف أن توقيت المباراة تزامن مع حرارة مرتفعة، ودرجة رطوبة عالية كذلك، وحتى أرضية الميدان كانت عائقا، المهم أن نتيجة التعادل تبقى إيجابية مع كل الأمل أن نحقق الفوز على منتخب كوت ديفوار في المباراة المقبلة.

- المنتخب: ألا ترى معي بأن المنتخب الوطني فرط في الفوز؟

بلهندة: بكل صراحة المنتخب الوطني المغربي كان يستحق الفوز في هذه المباراة بالنظر للعرض الكبير الذي قدمه أمام منتخب الغابون، اللاعبون سيطروا على وسط الميدان والمدافعون كانوا بالمرصاد لكل المحاولات، المهم أن نتيجة التعادل ستفتح شهية اللاعبين للبحث عن الفوز في المباراة القادمة أمام كوت ديفوار، وعلى الجمهور المغربي أن يحضر بكثافة لدعم العناصر الوطنية حتى نحقق الفوز الذي سيفتح أمامنا الطريق لكسب مزيد من الآمال، لأن هذا الجيل الجديد عليه أن يسعد الجمهور المغربي ويحضر كأس العالم 2018 بروسيا.

- المنتخب: المنتخب الوطني كان قويا على مستوى الدفاع والوسط، لكن مشكله يكمن في خط الهجوم، كيف تفسر هذه الإشكالية؟

بلهندة: في الواقع يتوفر الفريق الوطني على مهاجمين جيدين، وبدأنا نربح بعض اللاعبين الشبان الذين سيقولون كلمتهم مستقبلا، اليوم شاهدتم كيف أن الناصيري مثلا إستطاع أن يخلق العديد من المشاكل للدفاع الغابوني، وهذا ربح كبير للأسود، الناخب الوطني يعرف جيدا ما ينقص المنتخب، وأمام كوت ديفوار سنكون في الموعد.

- المنتخب: في غالب الأحيان نتحدث عن الرطوبة ودرجة الحرارة، كيف تأقلم اللاعبون مع هذه الأجواء بالغابون؟

بلهندة: فعلا أجرينا مباراتنا أمام منتخب الغابون تحت درجة رطوبة عالية وكذلك الحرارة، لكن المعسكر الذي خضناه بغينيا الإستوائية كان مفيدا للغاية، إذ أن مالابو تقريبا تعيش نفس الطقس، اللاعبون إستماتوا برغم حالة الطقس وهذا كان مهما بالنسبة لنا على مستوى اللياقة البدنية، نحن نمارس في إفريقيا ويجب أن نتأقلم مع كل الأجواء.

- المنتخب: على ذكر منتخب كوت ديفوار، كيف تتوقع أن تكون هذه المباراة خاصة وأنه افتتح مشواره بفوز على مالي؟

بلهندة: ستكون مباراة صعبة للغاية، أمام منتخب نعرفه جيدا ويعرفنا أيضا، هناك حظوظ متساوية بين المنتخبات، لكننا كلاعبين سنسعى إلى تحقيق الفوز أمام جمهورنا لقيادة المنتخب الوطني للتأهل لكأس العالم 2018 بروسيا، واللاعبون متحمسون لتحقيق هذا الحلم الكبير الذي لم نحققه منذ 1998، لهذا فالفوز على الفيلة يبقى الخيار الوحيد لكسب مزيد من الامال في هذه الإقصائيات، وبالمناسبة أدعو الجمهور المغربي الحضور بكثافة لدعم اللاعبين ومساندتهم في هذه المباراة التي نعتبرها مهمة لكسب النقاط الثلاث، خاصة وأننا سنستضيفه بديارنا وهذا معطى إيجابي بالنسبة لنا. 

- المنتخب: الـمنتخب الوطني أصبح يجد صعوبة كبيرة في تحقيق فوز مريح في مبارياته، ما هي أسباب ذلك في نظرك؟

بلهندة: أولا لا بد من الإشارة إلى أن الكرة الإفريقية  تغيرت مستويات منتخباتها ولم يعد هناك منتخب صغير وآخر كبير، أعرف أن جماهيرنا تنتظر من الأسود الفوز بحصص كبيردة، بينما الأهم هو الحصول على ثلاث نقاط، نتوفر على لاعبين من المستوى العالي، وهدفنا كلاعبين هو إعادة الـمنتخب الوطني الـمغربي للواجهة والمنافسة على لقب قاري، لأن بلدا كالـمغرب يستحق منا الكثير من التضحيات.

- الـمنتخب: قربنا من طريقة إشتغال هيرفي رونار وأنت الذي لعبت تحت إمرة عدة مدربين تعاقبوا على المنتخب الوطني، كيف تجد العمل معه، وما هي الإضافة التي قدمها للمنتخب الوطني؟

بلهندة: أولا من عادتي أكن الإحترام لكل المدربين الذين إشتغلت وأشتغل معهم، صدقني أن رونار مدرب كبير وقادر على تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية مع الـمنتخب الوطني، بعدما خلق أجواء رائعة بالـمنتخب الوطني وأتمنى من كل اللاعبين أن يلعب بروح وطنية لكي نسعد الجمهور الـمغربي الذي نعرف أنه ينتظر منا الكثير كي نقدمه له.

- المنتخب: المنتخب الوطني أصبح يضم لاعبين شبانا، هل هناك من تحفيز من جانبكم؟

بلهندة: التحفيز يحضر دائما داخل المنتخب، سواء من طرف الناخب الوطني هيرفي رونار أو اللاعبين أنفسهم بدون أن ننسى المسؤولين الجامعيين، المنتخب الوطني يجب أن يبقى دائما في أجواء مريحة حتى يتمكن اللاعبون من تقديم الأداء المطلوب، ومن المفروض أن نكون معبئين لنكون عند حسن ظن الجمهور المغربي الذي أعرف أنه يعشق منتخبه.  

- المنتخب: ما هي أمنياتك مع المنتخب الوطني؟

بلهندة: أكميتي التأهل لكأس العالم التي لم نحضرها منذ 1998، لكوننا نتوفر حاليا على جيل رائع، ثم الفوز بكأس إفريقيا التي لم نفز بها منذ 1976، صحيح ما أقوله قد يكون صعبا للغاية لكن بالطموح والعزيمة والإرادة يمكن تحقيق ذلك، كل المباريات أصبحت صعبة وكل المنتخبات طورت من أدائها ويجب إحترامها، الأجواء حاليا داخل المنتخب جيدة بقيادة الناخب الوطني هيرفي رونار، وعلينا إستثمارها مع هذا الجيل الجديد الذي سيحمل مشعل الكرة الوطنية مستقبلا، والحفاظ على صورة المغرب كرويا لكونه قدم لاعبين كبارا، وأن نضعه في الصورة التي يستحقها. 

- المنتخب: هل نسبق الأحداث ونقول بأن بلهندة سيبقى بنيس؟
بلهندة: ما يمكنني أن أقوله أنني حاليا لاعب نيس وكل حديث عن انتقالي لفريق آخر هو من باب الإجتهادات، ثم فأنا أركز كل إهتماماتي على المنتخب الوطني الذي يجب عليه أن يكون حاضرا في كأس إفريقيا القادمة بحماس ويبحث لنفسه عن مكان مع الأقوياء، ثم كأس العالم التي غبنا عنها لمدة طويلة، أنا سعيد داخل نيس لأنه ناد كبير. 

- المنتخب: حدثت لك مشاكل كثيرة مع الإصابات، حيث غبت عن الفريق الوطني في بعض المباريات، كيف كان شعورك وأنت تغيب عن عديد من النزالات؟

بلهندة: أولا أنا أبذل قصارى جهودي لتفادي الإصابات، لأنّها تؤثر على مسيرة اللاعب، خلال الموسم الماضي لم يحالفن فيه الحظّ من هذه الناحية، أتمنّى أن لا أتعرض لمثل ذلك في الموسم الجديد، وأن ألعب بانتظام كي أتمكّن في النهاية من إيجاد نسقي المعتاد، لقد عدت بكامل عافيتي وأتمنى أن أبقى في صحة جيدة حتى أكون حاضرا مع المنتخب الوطني الذي هو بحاجة لكل اللاعبين.

- المنتخب: كيف هي وضعيتك مع نيس؟

بلهندة: الحمد لله الأمور تسير بشكل جيد في البطولة، وإن كانت المباريات التي خضناها كانت صعبة للغاية، لكننا سنعمل على كسب مزيد من النقط لنبقى في ترتيب جيد في البطولة، وأنا سعيد بالعودة للبطولة الفرنسية التي كانت إنطلاقتي الحقيقية مع نادي مونبوليي، الذي فزت معه باللقب عام 2012 وسأسعى إلى أن أكون دائما مع المنتخب الوطني.

- المنتخب: ماذا تقول في كلمة ختامية؟

بلهندة: أدعو الجمهور المغربي للحضور بكثافة لدعم العناصر الوطنية في مباراة كوت ديفوار، حتى نحقق الفوز الذي يمنحنا إطمأنانا كبيرا للبحث عن ورقة التأهل خاصة وأننا جئنا في مجموعة قوية، علينا أن لا نضيع هذه الفرصة التي نعتبرها مهمة في مشوارنا، نتمنى أن لا نخيب آمال الجمهور المغربي الذي أعرف بأنه يعشق المنتخب الوطني.