لم تكن زيارة عيسى حياتو للمغرب لتمر دون أن تخلف وراءها العديد من الخلاصات العريضة والقراءات لما ترتب عنها وأيضا لما يمكن أن يفهم من بين ثنايا تصريحات الرجل الأول بالكاف وهو يغازل الجامعة ويثني على أداء رئيسها ويصفه في الندوة الصحفية «بالرجل القوي والخبير والمسؤول».
حياتو الذي يعرف عنه أنه يدير لسانه في فمه 7 مرات قبل أن ينطق بأي كلمة ويحسب لها ألف حساب كان مصرا وقصد كل الإيحاءات التي أوحى بها وحتى تصريحاته التي كان على دراية بكونه سيتم تسويقها على نطاق واسع كانت مقصودة.
بداية القراءات كانت بأن حل حياتو بالمغرب دون مرافق له من مكتبه التنفيذي، إذ جرت العادة أن يرافقه في تنقلاته المهمة كل من السيشيلي سيكو باتل والغيني كمارا وكلاهما تخلف عن هذه الزيارة، ومن حضر لم يكن سوى الكاتب العام المغربي هشام العمراني، وفي حضوره أكثر من رسالة وإشارة، كون حياتو يخص المغاربة في شخص العمراني بمكانة متميزة لم تكن الخلافات العابرة والعرضية السابقة لتغير هذا الموقف وهذه القناعة.
ثاني الرسائل هو اصطحاب العمراني الذي كان من مهندسي الجولة وكذا قدوم حياتو للمغرب ومن مهندسي تذويب جليد الخلاف بينه وبين المسؤولين بالجامعة، للتأكيد على أن الرجل الذي تلقى سيلا من الإنتقادات ووابلا من الإتهامات إنما كان بصدد إنجاز الواجب والمتجرد من كل انتماء حين تلا بلاغات الكاف وحضر بسويسرا في غرفات «الطاس» بصفته موظفا وليس طرفا في أي خلاف، وعلى أنه حين حلت ساعة الإنتصار للمغرب فقد حضر العمراني في الزمان والمكان المناسبين.
أما ثالث الرسائل والتي كانت «المنتخب» بفضل متابعاتها الدقيقة والمواكبة لقضية «إيبولا» قد تحلت بالموضوعية فيها دون أن تأخذنا نعرة التعصب والخروج الفاضح عن نص الواقع والموضوعية ولا النيل من الرجل (حياتو) ووصفه بـ «مماتو» أو «الديكتاتور»، فهي رسالة التقدير التي حملها الكامروني للمغرب ملكا وشعبا وحكومة وفاعلين، مثنيا على تفوقهم الذي قال بشأنه «أنتم اليوم نموذج راق لحسن التدبير، وهذا لا يشرفكم لوحدكم بل يشرفنا كقارة نفخر بأن بلدا مثل المغرب قطع كل هذه الأشواط الرائدة لتحسين بنياته التحتية رياضيا وهيكليا بما يقيم الدليل على أنكم في الطريق الصحيح ولتسحقوا تنظيم أكبر التظاهرات ودون مركب نقص أو حرج».
وعلمنا من مصادرنا الخاصة وبما تداعى من خلافات سابقة سواء تلك المتعلقة باستهداف التحكيم في «الكان» السابق بغينيا الإستوائية وكذا بتجاوز بعض البلدان حقوق البث الحصري لبعض المباريات التي تسوقها «الكاف» وباعت حقوقها لجهات ما، فإن حياتو يتطلع في انتخابات مكتبه التنفيذي المقبل لضخ دماء جديدة، بضم مسؤولين وكوادر على درجة عالية من الكفاءة والقدرة على حسن التدبيرين (المالي والكروي) ويرى في لقجع ما يتطابق مع مواصفات مطالبه.
كما أن السيد حياتو عبر مرارا عن رضاه التام لأداء كل الوجوه المغربية التي تعاقبت على كثير من الأدوار بالجهاز سواء في المكتب التنفيذي أو على مستوى اللجان المهمة.
كما أن حياتو وهو في هذا السن يريد التأسيس لولاية مقبلة وهو على رأس «الكاف» بمعية وجوه جديدة تمثل شمال وجنوب القارة، ومتطلعا لضم هذه الكفاءات ومن بينها رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعدما مل من الوجوه الكلاسيكية والتي منها من دخل في صراعات مباشرة مع الكامروني وخرجت عن نص الإنسجام المؤمل للمكتب التنفيذي للكاف.
فهل آن أوان الكرة المغربية في شخص فوزي لقجع لتحتل مكانا استراتيجيا وهاما بالمكتب التنفيذي للكاف في أفق التمهيد لما هو أقوى ولم لا أن تكون الخطوة ممهدة مستقبلا لرئاسة هذا الجهاز، طالما أن العلبة السرية المتمثلة في السكرتارية بحوزة مغربي، فلم لا يكون صولجان الرئاسة كذلك بعد عمر طويل للسيد حياتو وبعد نهاية ولايته؟