«غير مقبول تماما أن نظل في موقع المتتبع وعن بعد لما يدور حولنا وأن نفرض تموقعنا بالشكل الذي يليق بتاريخ الكرة المغربية داخل جهاز الكاف.
السنة المقبلة ستشهد حدثين بارزين مع مستهلها، الأول يرتبط بإعلان الترشيحات لتنظيم مونديال 2026، والحدث الثاني تجديد هياكل تنفيذية الكاف وهما أمران يحظيان بأهمية كبيرة في أجندتنا».
كان هذا تصريح لا يحتاج لكثير من التفصيل لرئيس الجامعة فوزي لقجع على هامش الزيارة التي قادت الرجل الأول بالكاف عيسى حياتو للمغرب، وهو تصريح يبرز إشارات قوية من السيد لقجع ونيته الكبيرة في ربح الرهانين معا، رهان تقديم ترشيح عالي الجودة وكامل الأوصاف للمونديال ورهان التموقع القوي داخل مراكز القرار بجهاز الكاف بعد سنوات إبتعد خلالها الصوت المغربي وظل مراقبا عن بعد لما يدور في الكواليس وردهات هذا الجهاز القاري.
وكان لقجع قد استبق الوضع من خلال مقاربة ذكية اعتمدت على توقيع اتفاقيات توأمة وشركات مهمة مع اتحادات قارية لتبادل الخبرات ووضع كل إمكانيات الجامعة رهن إشارتاها في محاولة لإزالة الجليد العائم على مستوى هذه العلاقات ولضمان تأييدها للمواقف المعلنة من الجامعة مستقبلا وحشد دعمها في أي خطوة قد تقدم عليها.
ويأتي قرار لقجع منسجما مع سياسة الدولة التي جسدها جلالة الملك محمد السادس بعودته للمعترك الإفريقي وبقوة وسعيه للعودة للكونفدرالية الإفريقية وزياراته التاريخية باتجاه العديد من الدول بكل الصدى الإيجابي الذي خلفته والترحاب الذي حظيت به وهو عمق سياسي انعكس على الرياضة والكرة والإقتصاد أيضا بتلقي هذه الإشارات العملاقة من أعلى هرم الدولة.
كما كان لقجع ذكيا على مستوى مقاربة رفض المغرب تنظيم «كان 2015» في موعده، إذ ظل بعيدا عن ساحة الجدل والخلاف مع الكاف ومن كان يظهر في الصورة حينها هو محمد أوزين وزير الشباب والرياضة السابق، الشيء الذي أكسب لقجع وبشهادة حياتو نفسه تقديرا هائلا وظل على مسافة من أي تجاذب مع الكونفدرالية.