تمكن الإطار الوطني سمير يعيش من وضع شباب خنيفرة في سكة صحيحة بعد أن عمل على تأطير اللاعبين وإدماجهم في منظومة العمل التي يشتغل عليها والتي راكمها من خلال عدة تجارب خاضها كلاعب وكمدرب، ليضع إسمه ضمن خانة المدربين المعول عليهم لتطوير المنتوج الكروي الوطني خاصة بعد أن إستطاع أن يسرق الأضواء عندما كان مدربا للنادي القنيطري والذي أنقذه في المرة الأولى من النزول وفي المرة الثانية حقق معه ما لم يتحقق منذ سنوات.
في هذا الحوار نلامس بعضا من مسيرة هذا المدرب الشاب الذي تعاقد معه شباب خنيفرة برهان تكوين فريق قوي يحجز مكانه مع الكبار بدون السقوط في المصعد.

- المنتخب: بعد فوزين متتاليين جاءت الهزيمة أمام أولمبيك خريبكة، ما تعليقك على هذه المباراة؟
يعيش: لم يكن ممكنا السقوط في هذه الهزيمة بعد العرض الجيد الذي قدمناه في المباراة أمام أولمبيك خريبكة، إذ كانت المباراة في الطريق نحو النهاية بتقاسم النقط، لقد وضعنا سيناريو للمباراة التي كانت مفتوحة لكننا ضيعنا فرصا سانحة للتسجيل في أولى دقائق المباراة، إلا أن الحكم كانت له قراراته وليس من عادتي إنتقاد الحكام. 
- المنتخب: بعد الثلاثية التي حققتموها على الكوكب جاءت الرباعية على النادي القنيطري، حدثنا كيف تفتحت شهية فريقك إلى هذه الدرجة؟
يعيش: الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود للعمل الجبار والكبير الذي نبذله كل أسبوع من خلال الحصص التدريبية اليومية التي نخوضها مع اللاعبين الذين إستأنسوا مع طبيعة العمل الذي بات يميزنا، والواقع أن التناغم الذي حصل بين اللاعبين حول طريقة اللعب وتطبيق التعليمات هو ما جعل فريقنا يتجاوز الهزائم الثلاث على التوالي، ونحقق الفوز الثاني على التوالي، بالإضافة إلى أنني أعرف الإمكانيات التقنية للاعبين منهم من دربتهم أمثال الولجي، الهردومي، منصور، فخر، لاركو، الكرش، والباقي كنت أتابعهم في المباريات مع فرقهم، ما يعني أن لدي فكرة شاملة حول الفريق ككل، وبالتالي جاء العمل معهم سهلا في إطار التجاوب مع طريقة العمل، شخصيا أومن بالعمل المرتبط بالجدية والأخلاق والعطاء وإحترام التعليمات، والفوز على الكاك برباعية لم يأت بالصدفة، حيث كنا الأفضل وسيطرنا على مجريات المباراة وكان ممكنا أن تكون الحصة أكبر.
- المنتخب: الفوز جاء على حساب فريقك السابق النادي القنيطري، هل يمكن الحديث أنها كانت مباراة للثأر؟
يعيش: كرة القدم لا تعرف الثأر، بل تعرف شعار لكل مجتهد نصيب، نحن إجتهدنا وحققنا فوزا مقنعا وكبيرا وكان بالإمكان أن تكون الحصة أكبر بأربعة أهداف، شخصيا أعترف بالعمل الجدي والإنضباط والأخلاق وهي عوامل تساعد على النجاح، الحمد لله نشكل عائلة واحدة داخل شباب خنيفرة، ونتحدث لغة واحدة، لدينا مكتب مسير يتفهم الظروف، وأعضاؤه من المسيرين الجيدين الذين يعرفون جيدا كرة القدم، ما سهل علينا الإشتغال.
- المنتخب: قبل الرباعية كانت هناك ثلاثية بمرمى الكوكب، كيف تفادى الفريق ثلاث هزائم متتالية؟
يعيش : في الواقع قدمنا مباراة بطولية أمام الكوكب، إذ بعد ثلاث هزائم متتالية لم يكن مسموحا لنا بالسقوط مرة أخرى، قمنا بتحضير اللاعبين بعيدا عن الضغط، وقدمنا لهم كل التوجيهات التقنية التي ساعدتهم على تحقيق هذا الفوز الذي كنا بحاجة إليه، كانت مواجهة صعبة ومصيرية لأنه كان يستحيل علينا تقبل هزيمة رابعة على التوالي، ولم يكن ممكنًا أن نسقط أمام جمهورنا الكبير، لذلك بادرنا بالضغط منذ البداية، القوة الهجومية حضرت في الوقت المناسب، واللاعبون أكدوا لي قبل المباراة أنهم سينجزون المهمة، وأكيد أن العمل سيتواصل وسنستغل نهاية الشطر الأول من البطولة لمواصلة عملنا حتى يكون فريقنا في كامل الجاهزية في مرحلة الإياب.
- المنتخب: نعرف أن شباب خنيفرة كلما صعد لبطولة الكبار إلا ويعود من حيث أتى، هل لديكم مشروعا ليحجز الفريق مكانه لفترة أطول مع الكبار؟
يعيش: عندما طلبني المكتب المسير للفريق بعد الإنفصال عن زميلي محمد بوطهير، إتفقنا على كل التفاصيل الخاصة بالعقد والأهداف، والحمد لله وجدت ترحابا كبيرا من لدن المسؤولين المشرفين على تسيير الفريق الذين وجدت فيهم السند الكبير لدعم المشروع الذي نتمنى أن يكون في مستوى تطلعات ساكنة هذه المدينة التي تستحق أن يكون فريقها مع الكبار، وهنا لا تفوتني الفرصة دون أن أشكر الجمهور الزياني الذي خصني بحفاوة كبيرة وأعده بأننا سنبذل قصارى الجهود ليكون الفريق حاضرا بقوة في البطولة الإحترافية هذا الموسم بعد أن إتضحت معالم الطريقة التي نريد اللعب بها خلال المباريات، بدأنا نتلمس فريقا متكاملا، لا يتوفر على نجوم، ومشروعنا يتحدد في تكوين فريق له مقوماته وشخصيته، ولعلكم لاحظتم كيف أصبح الشباب يلعب بطريقة خاصة، نريد أن تكون لفارس زيان شخصيته في البطولة ولا يكون لقمة سائغة للغير، مدينة خنيفرة تتوفر على جمهور يعشق كرة القدم يشجع فريقه بلا شغب، بدليل أن الفريق سقط في فخ ثلاث هزائم متتالية ولم نشاهد ردة فعل تعكس غضب هذا الجمهور، بالعكس ظل يساندنا حتى خرجنا من هذه الوضعية ولي اليقين بأننا سنكون في المستوى المطلوب.
- المنتخب: على ماذا إتفقت مع المكتب المسير بعد توقيع العقد؟ بمعنى ما هي أهدافك مع الفريق؟
يعيش: في الواقع الأهداف واضحة جدا وهي البقاء مع الكبار وضمان مركز مطمئن في سبورة الترتيب العام، ولهذا سنعمل جميعا على تحقيق هذا المبتغى بحضور الجمهور الزياني الغفيرالذي يعشق فريقه حتى النخاع، والذي يشكل دعامة كبيرة لنا، لهذا فالرهان واضح بعد أن جالست المكتب المسير في البداية، وما يهمني هو أن نكون في مرتبة جيدة في الترتيب العام بعيدا عن المنطقة المكهربة، ولي اليقين بأن فريقنا سيكون في مستوى التطلعات في الإياب، كما أن الإتجاه يسير نحو تكوين فريق متكامل له شخصيته في البطولة، والحقيقة كما شاهد الجميع نتوفر على لاعبين لديهم من المؤهلات التقنية لمقارعة الأندية الكبيرة بلا مركب نقص.
- المنتخب: لشباب خنيفرة قاعدة جماهيرية كبيرة، هل سيكون الجمهور الزياني أحد الدعامات الأساسية لتحقيق النتائج خاصة بالميدان؟
يعيش: في الحقيقة الجمهور الزياني له خصوصيته، فهو يشجع فريقه بروح رياضية كبيرة، وننتظر منه مزيدا من الدعم حتى يتمكن اللاعبون من مواصلة أدائهم بالطريقة التي نريد ويكون هذا الجمهور شريكا معنا في هذا المشروع الذي يعطي صورة مشرفة لمنطقة زيان التي تستحق أن يكون لها فريق كبير يمثلها في البطولة الإحترافية وهذا جزء من المشروع الذي إتفقنا عليه مع المكتب المسير الذي يبذل قصارى الجهود ليكون فريقنا عند حسن الظن، وهنا لا بد من توجيه كلمة الشكر لأعضاء المكتب المسير وعلى رأسهم السيدين إبراهيم أوعبا والسيد عبد المجيد وكل مكونات الفريق وجهور المدينة، والواقع لا أحس غريبا بهذه المدينة الجميلة، بالنظر للحفاوة التي أحظى بها من طرف السكان الطيبين.
- المنتخب: هل بمقدور شباب خنيفرة مواصلة هذه الصحوة بلا مركب نقص وبهذه الوثيرة؟
يعيش: نتوفر على مجموعة من اللاعبين لهم رصيد من الخبرة من بينهم نور الدين الكرش، عبد الاله منصور، عبد المولى الهردومي، نبيل الولجي، إلى جانب بعض اللاعبين الشباب الذين استقدموا من الوداد والاتحاد البيضاوي وغيرهم من الفرق وعمرهم لا يتجاوز 19 سنة، والحمد لله إستطعنا كطاقم تقني أن نخلق توليفة بين اللاعبين، وبوادر ذلك إنطلقت من المباراتين الأخيرتين، ومع ذلك ما زال هناك عمل كبير ينتظرنا حتى يكون فريقنا في كامل الجاهزية ويحقق مبتغى الجمهور الزياني العاشق لفريقه، ما يشجع على العمل صراحة داخل شباب خنيفرة هو الإحترام والإنضباط داخل المجموعة والدعم الكبير الذي يقدمه لنا المكتب المسير والجمهور الزياني الكبير.
- المنتخب: هل أنت راض على أداء فريقكم في مرحلة الذهاب على بعد دورة واحدة من إسدال الستار على فترة الذهاب؟
يعيش: بكل تأكيد أنا راض على أداء الفريق وعلى النتائج التي حققناها لحدود اللحظة وإن كنا لا نستحق الهزيمة التي تعرضنا لها في بعض المباريات، وبكل تأكيد الأرقام ستتغير في الإياب بعد أن نكون قد هيأنا الفريق وصححنا الأخطاء، لأنه في الإياب سيبدأ العد العكسي، إذ أن الأندية ستتعبأ وسندخل السرعة القصوى، لذلك سنحرص على مجاراة مبارياتنا بلا أخطاء وبنفس الحماس، أتوقع إيابا قويا لذلك سنحرص على قراءة مبارياتنا بحزم وجدية.
- المنتخب: هل ستعززون صفوفكم بلاعبين جدد في الميركاطو الشتوي؟
يعيش: فعلا هناك رغبة في تعزيز صفوف الفريق على الأقل بأربعة لاعبين، إثنان من المغرب وإثنان أجانب، وقد تحدثنا مع المكتب المسير في هذا الشأن وقد تفهم الأمر ونحن بصدد البحث عنهم ولنا مساحة من الوقت للحسم في هذه الصفقات، لأننا نرغب في اللاعب الذي سيقدم الإضافة المطلوبة، خاصة وأننا نتوفر على مجموعة متناغمة ولها من المؤهلات ما يجعلها قادرة على إستكمال هذه الصورة المشرفة، سنستغل فرصة توقف البطولة لتحضير الفريق بشكل جيد من خلال إجراء بعض المباريات الودية، والعمل على الرفع من جانب اللياقة البدنية، والذي سيكون مهما في مرحلة الإياب.
- المنتخب: لو عدنا بك شيئا ما للوراء، ما الذي كانت له الأيادي البيضاء في دعمك في مشوارك الكروي؟
يعيش: في الواقع يأتي في المقام الأول الإطار الوطني عبد الرحمان السليماني هنا بالمغرب، ثم عندما إلتحق بنا كمدير تقني بالقادسية السعودي، والمرحوم عبد الله بليندة، وبلاتشي الذي جاء بي للمغرب الفاسي بعد أن كان يتابعني، ثم عزيز العامري الذي دربني لسنتين بإتحاد طنجة وأصبحت فيما بعد مساعدا له بالمغرب التطواني وعبد الغني الناصري الذي كنت مساعدا له بالقادسية، دون أن ننسى زميلي وصديقي جمال السلامي الذي إشتغلت معه كمدرب مساعد بالفتح الرباطي، أما في السعودية فقد إشتغلت أيضا مع أحمد الدوسري مدرب المنتخب الأولمبي السعودي وحمد الدوسري.
- المنتخب: كنت قد شغلت مهمة مدير تقني لمنتخب الحلم العربي في تجربة مهمة، حدثنا عن هذه التجربة؟
يعيش: فعلا كانت تجربة مهمة كان الهدف منها هو خلق منتخب الحلم العربي من كل الدول عربية، وكنت قد عينت مديرا تقنيا له وقضينا سنة كاملة بمدينة الإسماعيلية المصرية، عملنا على تجميع 105 لاعبا معدل سنهم تراوح بين 16 و19 سنة في موسم 2009ـ2010، وإخترنا منهم 21 لاعبا، وقد تخرج من هذا المنتخب العديد من اللاعبين الموهوبين الذين خضعوا لتكوين عال تحت إشراف فريق عمل كان يضم أطرا من مصر، سوريا، العراق، تونس، السعودية والأردن.
- المنتخب: المناسبة شرط، ونحن على أبواب نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، كيف تقرأ مشاركة المنتخب الوطني في الكان؟
يعيش: بكل تأكيد كمغربي أتمنى كل الخير للفريق الوطني في هذه التظاهرة الإفريقية الكبيرة، وأن يحقق ما يتطلع له كل المغاربة، وهو تحقيق نتائج إيجابية من شأنها أن تعيد الصورة الحقيقية للأسود على الواجهة الإفريقية، ننتظر من الفريق الوطني حضورا قويا في «الكان» بقيادة السيد هيرفي رونار، خاصة وأننا نتوفر على لاعبين مميزين لهم حضورهم في البطولات الأوروبية.
- المنتخب: ماذا عن إسقاط حكيم زياش من اللائحة؟
يعيش: هي إختيارات الناخب الوطني، وهو المسؤول عن ذلك، قد يكون صائبا وقد يكون مخطئا، تمنينا أن يكون هذا اللاعب حاضرا بالنظر لإمكانياته ومؤهلاته، لكن الإختيار في الأخير يبقى للناخب الوطني الذي تبقى له كامل الصلاحية في اختيار الكوموندو الذي سيدافع عن القميص الوطني في هذا الحدث الإفريقي الذي نتمنى أن يعيد زمن الأسود إفريقيا، ويصل لمستويات كبيرة.