لا جديد يذكر في فاصل ذهاب البطولة الإحترافية في مشهدها الإحترافي السادس، فعلى نفس الإيقاعات وبنفس الظواهر، إنتهى الشوط الأول من معركة وحرب كروية بتنافس شديد غالبا ما تتغير تضاريسه ومعطياته صيفا كما أثبتت ذلك تجارب سابقة.
ذهاب وإن رافقه حضور تهديفي محترم على مستوى المعدل المسجل بالدورات،بواقع هدفين للمباراة الواحدة، وبتتويج تقليدي للوداد في نصف مرحلة الموسم، إلا أنه ظل وفيا لنفس الترنح دون أن يصل الإيقاع لما هو مؤمل ومنشود في استمرار للازمات التي تتكرر في انتظار أن يرقى المستوى لما يتطابق فعلا مع الشعار.

الوداد بالتخصص
لم يكن الأمر جديدا على الوداد البيضاوي أن ينهي مرحلة الذهاب فارسا للمرحلة لو مع قطعة معاناة شرب من كأسها في الفترات الأخيرة التي سبقت إسدال الستارة على آخر الدورات.
الوداد تفوق حتى على نفسه بعدما توج المنصرم وبنفس السيناريو مع الفتح بلقب الخريف الرمزي بفارق الأهداف،و هذه المرة حسم الأمر لمصلحته متخطيا عناد الدكاليين، بنقطتين إضافيتين على رصيد الموسم المنصرم في نفس الفترة.
ولو أن الوداد كان بإمكانه أن يلج كتاب الأرقام القياسية للبطولة لو واصل في آخر 7 دورات كما بدأ في أول 8 مباريات وهو يتحصل على 22 نقطة من أصل 24 نقطة ممكنة، إذ عانى فترة فراغ استغرقت 5 تعادلات متتالية وخسر في آخر مباراة بشكل مثير أمام الكوكب ليهدر فرصة الهروب الكبير الممهد للدرع.
دكالة الظاهرة
لا أحد راهن أو حتى تخيل أن يكون الدفاع الجديدي من الأحصنة البارزة والكبيرة بالبطولة الإحترافية، سيما على ضوء ما راج صيفا من مشاكل مالية وما خلفته الدورة الأولى من آثار عميقة والدفاع ينهار برباعية مدوية بطنجة.
الدفاع الجديدي استفاد من معطى أول هزيمة فغير الحارس التومي بالمخضرم الكيناني واستفاد من فورة عطاء لاعبه وليد أزارو في فترة من الفترات مدعوما بخبرة حدراف وثعلبية واتارا، وليجد نفسه و قد حرق المراحل صامدا دون خسارة في 14 مباراة متتالية مكنته في بعض الفترات من التغريد منفردا بالصدارة.
حدث الأمر عند الدورتين 13 و14، إلا أن 3 تعادلات الأخيرة لفرسان دكالة وبالأصفار أمام كل من الكاك وتادلة والرجاء جعلته ينهي وبالمناصفة ذهاب البطولة أولا مع الوداد لكن بعلامة متميزة وشهادة تقدير فرضت على منافسيه الإحتياط والحذر منه بعد أن أصبح من المرشحين للبوديوم.
أحصنة سوداء
هذا الدور لا يليق بغير اتحاد طنجة الذي يوقع وللموسم الثاني على التوالي على مسار رائع وهلامي وهو الذي لم يمض على تواجده بين الصفوة غير عامين.
فارس البوغاز يحتل الصف الثالث برصيد 27 نقطة ومتخلفا عن ثنائي الصدارة بـ 3 نقاط وبرصيد أفضل مما تحصل عليه الموسم المنصرم ما يعزز الإنطباع واليقين على أن هذا الفريق عاقد العزم على تفجير مفاجأة مدوية بالمنافسة الجادة على الدرع.
رجال بن شيخة وبتوضيب راع من الجينرال قاوموا في المباريات الكبيرة و هم الفريق الوحيد الذي لم يخسر أمام فرق الصدارة، إذ صمد في خرجاته لمواجهة الوداد والرجاء وبركان وهو معطى قد يلعب لصالحه ليكون حصان البطولة الأسود المنافس على اللقب وبجدية مطلقة حين يستقبل إيابا وبحضور جمهوره منافسيه المباشرين.
فاخر والمعجزة
هي معجزة بالفعل أن يحضر الرجاء بأقل تعاقدات ممكنة وبسيل من المشاكل الإدارية والمالية في الصف الرابع وبـ 4 نقاط فارق عن الوداد والدكاليين، معجزة أن يتجاوز الرجاء حصيلة الموسم المنصرم بـ 8 نقاط و أن يضع نفسه في رواق مباشر للمنافسة على اللقب كما جزم مدربه.
الرجاء مع فاخر كان بإمكانها أن تمون رقما أصعب من الرقم الحالي لو لم تفرط في مباريات كانت متقدمة فيها (الحسنية وخنيفرة والجيش) دون الحديث عن نقتاط ضاعت بالسذاجة داخل الميدان والمفارقة أنهما مبارتي ويكلو أمام النهضة البركانية واتحاد طنجة.
لذلك برزت عودة الرجاء في عز اشتعال بركان المشاكل على أنه بالفعل فريق يستحق التنويه وخاصة مدربه محمد فاخر للأدوار المهمة التي قام بها لتحصين لاعبيه وتحفيزهم، وهو من أكره على اللعب بعيدا عن قواعده وتحمل السفر الطويل لأكادير لاستقبال منافسيه وأحيانا وسط الأسبوع، وليعكس النسور رغبتهم القوية في المنافسة على أن يكون بوسط منصة البوديوم.
الحسنية المظلومة
من الفرق التي ظلت تطرب في مواسم الإحتراف حتى وإن قادها هذا الطرب والعزف الهجومي الذي سيروق الأنصار لأن تدفع الفاتورة بدفاعها ومرتبتها.
الحسنية تواجدت بالصف السابع وكان لزاما على السكتيوي أن يتحمل كل موسم قطف أجمل زهرات الفريق والحلوى التي يهيئها يأكلها غيره سهلة.
كما أن الجمهور السوسي لم يدعم جهود الحسنية وإلا لشاهدنا الداودي بصدارة الهدافين و الحسنية بصدارة ترتيب الفرق.
نهضة بركان والمغرب التطواني يختتمان طبق سباعي المقدمة المعني إما باللقب أو البطاقات القارية وسجل المرحلة مقبول قياسا بالإمكانيات والدعم، ولو أن المغرب التطواني لم يبرز بملعبه بشكل يتطابق مع ما قدمه خارج القواعد وإلا لكان لوبيرا وحمامه يهدلان بمركز جد متقدم.
البقية تترنح
في باقي تفاصيل حضور الفرق بمرحلة الذهاب لمسنا تباينا صريحا وتفاوت ملحوظ في المردودية،واختلف الظهور بين مراحل متقطعة من الفاصل الأول، إذ برز إسم شباب خنيفرة الصاعد الفتي لقسم الصفوة والذي لمع نجمه وقارع الكبار وكانت نتائجه متميزة وأفضل بكثير من الموسم الذي صعد فيه للكبار لأول مرة.
أولمبيك آسفي استطاع تقديم نفسه في آخر ثلث الذهاب مع مدربه الجديد بنهاشم وهو الأمر الذي نجح فيه الفريق الخريبكي بدوره، بخلاف الكوكب الذي انهار في نفس الفترة، على أن الجيش الملكي وبتاريخه الحافل بالألقاب كان من نقاط الذهاب السوداء وبشكل لافت.
تادلة والكاك تعذبا كثيرا وقاوما الأعاصير ولم يقويا برغم المجهودات التي بذلت على تجاوز مراتب الخطر و أكدت وقائع المرحلة حاجتهما لمجهود وافر للهروب بجلدهما.
ظواهر تتكرر
التحكيم بإدانته الأبدية سيظل مسلسلا بفصول وحلقات طويلة، وقليلة هي الدورات التي لم تشهد احتجاجات ضد التحكيم ولا هي أفرزت رضا عاما على أداء أصحاب الصافرة.
الحكام حاضرون بذهاب البطولة كما بالمواسم السابقة بالطول والعرض في قلب العاصفة وفي قفص الإتهام.
الويكلو ظل حاضرا بدوره وهو عكس لصورة الشغب والإنفلات بالمدرجات ومقاربة الويكلو أظهرت نهايتها وعدم جدواها بما ترتب عنها من سلبيات وإساءة للمنتوج.
العزوف الجماهيري ومقاطعة الإلترات، الرقصات المتكررة للمدربين وتفاوت ميزان الأهداف من دورة لأخرى وغياب هدافين من المستوى العالي إلا من قلة قليلة تسجل وعلى استحياء، كانت هذه أبرز الإكليشيهات التي تكررت بالمرحلة.
ذهاب مكن الوداد من لقب الخريف الإعتيادي لكنها فقط جولة من معركة الدرع.