تصدر خروج المنتخب التونسي لكرة القدم من الدور ربع النهائي لكاس افريقيا للامم المقامة حاليا بالغابون بخسارته امام نظيره البوركيني بهدفين نظيفين في ليبروفيل مساء السبت عناوين الصحف التونسية الصادرة يوم الاحد التي حملت مسؤولية هذا الاخفاق للمدرب هنري كاسبرجاك وقراءته التكتيكية الخاطئة للمقابلة وفشله في توظيف امكانيات اللاعبين في المراكز المناسبة خاصة من خلال اعتماده على محمد علي اليعقوبي في محور الدفاع الى جانب صيام بن يوسف مقابل التعويل على ايمن عبد النور في خطة ظهير ايسر وسحب علي معلول من التشكيلة الاساسية.

"الشروق" كتبت تحت عنوان "هزمنا كاسبرجاك ... كرة القدم لعبة جماعية ولذلك من المنطقي ان ننسب النجاح للمجموعة ونحملها مسؤولية الفشل ايضا ويجمع المحللون ان دور المدرب لا يتعدى عادة نسبة 30 بالمائة عند الفشل والنجاح ولكن في لقاء الامس كانت مسؤولية المدرب هنري كاسبرجاك واضحة في الفشل لانه ادخل عديد التغييرات على التشكيلة التي قدمت اداء ممتازا في اللقاءات السابقة حتى امام السنغال عندما انهزمنا في اللقاء الافتتاحي". صاحب المقال مضى قائلا "مسؤولية المدرب كانت واضحة وجلية لانه بعثر اوراق المنتخب وجعله غير متوازن بل جعله شبه مشلول وذلك بمجرد الاستغناء عن معلول واقحام محمد علي اليعقوبي مقابل نقل ايمن عبد النور الى الجهة اليسرى للدفاع". 

"الصباح" من جهتها وصفت الانسحاب ب"الصدمة" واشارت الى ان الاطار التقني للمنتخب التونسي قام ب"تغييرات في غير محلها" مضيفة "لا بد ان نشير ايضا الى ان تغييرات المدرب لم تكن في محلها حيث ارتكب خطا بالتعويل على ايمن عبد النور مكان معلول في الجهة اليسرى والحال ان هذا الاخير كان من افضل اللاعبين وضمن التشكيلة الاحتياطية للمنتخب المثالي في الدور الاول وكان من المفترض ان يكون ضمن التركيبة الاساسية مقابل اصراره على التعويل على اسوا لاعب في المنتخب وهو عبد النور الذي مثل نقطة الضعف.. ثم ان اخراج كاسبرجاك لوهبي الخزري لم يكن ايضا في محله اذ انه من السذاجة ان يغير المدرب تشكيلة حققت انتصارات وكانت منسجمة ...".

"الصحافة" بدورها وجهت اصابع الاتهام لمدرب "نسور قرطاج" بمقال عنونته "عندما يجني كاسبرجاك على المنتخب الوطني" عاد خلاله الصحفي على اسباب هذه الخيبة قائلا "يبدو ان المدرب البولوني هنري كاسبرجاك افرط في الثقة بعد المستوى الجيد للمنتخب الوطني في الدور الاول ليتحفنا باختيار غريب وعجيب حكم على نسور قرطاج بالخروج منذ الدور ربع النهائي وتاكيد عقدة المربع الذهبي التي لازمتنا منذ نسخة 2004، فاقحام ايمن عبد النور مكان علي معلول على الجهة اليسرى للدفاع حرم المنتخب الوطني من ورقة مهمة على المستوى الهجومي وجعل المنتخب البوركيني يركز بصفة شبه كلية على الرواق الايسر الذي كان ممرا مفتوحا امام المنافس ... ان كاسبرجاك واصل السبات والتعنت في الشوط الثاني ليحافظ على نفس الاختيارات التي عادت بالوبال على المنتخب الوطني وحرمته من كبح جماح "الخيول" البوركينية التي استفادت كثيرا من عناد البولوني الفرنسي الذي كانت تغييراته متاخرة وفي غير محلها ... ليقضي على احلام ملايين التونسيين الذين بنوا احلاما كبيرة على الجيل الحالي ليرفع الكان للمرة الثانية في التاريخ".

"لابريس" ذهبت في نفس الاتجاه عندما عنونت مقالها "ماذا دهى كاسبرجاك؟" مبينة ان "المدرب الوطني اخطأ في اختياراته ... في كرة القدم المنطق يفرض دائما عدم تغيير تشكيلة تفوز ... بعد الخسارة الافتتاحية امام السنغال نجح اللاعبون في استعادة توازنهم والتاهل الى الدور ربع النهائي ... المنافس بوركينا فاسو تم تضخيمه الى حد ان المدرب الوطني اضاع ثوابته ... ماذا دهاه حتى يقوم بتغيير دفاع فريقه وتحديد تركيبته خوفا من احد مهاجمي المنافس وهو برتران طراوري لاعب اجاكس امستردام الذي يعتبر موهوبا لكنه لا يرتقي الى مستوى الجزائري رياض محرز افضل لاعب افريقي لعام 2016 ومع ذلك تكفل علي معلول بجسامة مسؤولية مراقبته وقد نجح في مهمته. لماذا قرر كاسبرجاك سحبه من اختياراته؟ ان الاعتماد على عبد النور على الرواق الايسر لم يكن موفقا. كالعادة لاعب فالنسيا شكل الحلقة الاضعف في السلسلة. لماذا لم نحافظ على معلول على اليسار للاستفادة من معاضدته الهجومية وايجاد الحل المناسب لتامين التغطية واحترام طراوري مع اقحام اليعقوبي في محور الدفاع عوضا عن عبد النور البعيد عن مستواه في ظل نقص النسق ... لماذا غير كاسبرجاك الخزري الذي لم يكن اسوأ اللاعبين والابقاء على المساكني الذي مر بجانب الموضوع؟". 

لوطون اعتبرت ان "تونس مرت كليا بجانب الموضوع" مشيرة الى ان عتبة الدور ربع النهائي كانت مجددا مصيرية لتونس التي تغادر بحزن الكان بعد الخسارة 0-2 امام بوركينا فاسو التي استحقت في نظر الصحفي الفوز بالنظر الى مجريات المقابلة رغم ان الهدف الاول جاء من ضربة حرة مباشرة على اثر لمسة يد غير موجودة من بن يوسف. المنتخب التونسي على حد تعبير صاحب المقال قدم فترة اولى متوازنة في المجمل لكن الشوط الثاني كان لفائدة بوركينا فاسو فابناء باولو دوارتي ابدوا جاهزية بدنية افضل وتمكنوا من فرض سيطرتهم ما ساعدهم على تهديد الدفاع التونسي في العديد من المناسبات ...".