حين تحضر موهبة كروية فذة وعالمية، بل أسطورة الأظهرة اليسرى على مستوى المرة العالمية، روبرطو كارلوس للمغرب فإننا لا بد وأن نتشرف بلقائه ومحاورته.
هذا المدفعجي الذي أطرب العالم دخلنا معنا في دردشة كشف لنا من خلالها حجم معرفته للكرة المغربية وانبهاره بالرجاء وعدد من المحترفين المغاربة الذين عبروا من الليغا الإسبانية.

- المنتخب: ما هي دواعي تواجدك هنا بتطوان مع كل الترحاب الذي نكرره لك؟
روبرطو كارلوس: باعتباري سفيرا مؤسسة النادي الملكي فأنا هنا في زيارة لمدينة تطوان لتدشين المدرسة السوسيو رياضية للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة وسعيد جدا بتواجدي بالمغرب وبالضبط بمدينة تطوان، إنها سعادة لا توصف وأنا متواجد بين هؤلاء الأطفال، لأنه في عالم الرياضة هناك أطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة يحتاجون منا الرعاية والإهتمام، إنها لحظة تاريخية وأنا أتجول بين مرافق جمعية حنان، وبهذه المناسبة أشكر رئيس جمعية حنان عبدالسلام الباكوري ورئيسة جمعية الأيادي المتحدة السيدة سيسيليا على هذا العمل الكبير الذي تم تحقيقه لمدينة تطوان وللمغرب بلد السلم والأمان».

- المنتخب: أي إنطباعات حملتها عن المغرب قبل قدومك؟
روبرطو كارلوس: الكرة المغربية تتوفر على نجوم كبار ولقد تعرفت على لاعبين مغاربة مميزين بالبطولة الاسبانية أذكر منهم نور الدين نيبت ومصطفى حجي وصلاح الدين بصير فرضوا علي احترامهم.
كما إنبهرت للمستوى الكبير الذي قدمه الرجاء البيضاوي في المواجهة التي جمعته بريال مدريد وأنا لاعب بصفوفه، لقد قدم مستوى كبيرا أظهر للجميع على أن المغرب يزخر بالمواهب الفذة وعانينا أمامهم كثيرا، بل أن عددا من لاعبي الرجاء أظهروا مستويات تقنية عالمية.
وعدت في نفس المنافسة والتي احتضنها المغرب لأتعرف على الرجاء أكثر عندما وصل إلى المباراة النهائية أمام الفريق الألماني باييرن ميونيخ، كما تعرفت كذلك على المغرب التطواني الذي هو الآخر شارك في كأس العالم للأندية، وكرتكم بالفعل فيها مواهب تستحق المتابعة.

- المنتخب: هل كانت متابعتك للكرة المغربية مرتبطة فقط بهذه الأحداث؟ وماذا عن معرفتك بنجومنا في أوروبا؟
روبيرطو كارلوس: بطبيعة الحال أعرف الكرة المغربية لأنني سبق لي أن واجهت منتخب الأسود بمونديال فرنسا ولم يكن منتخبكم يستحق الإقصاء لأنه كان رائعا بدور المجموعات، وتابعت أداء لاعبيه عن قرب وكان الحظ معاكسا لرغبتهم الكبيرة في التأهل على الأقل للدور الثاني، كما أنني جاورت ثلاثة لاعبين بالبطولة الاسبانية وهم الثلاثي نورالدين نيبت المدافع الصلب وواحد من أعمدة الكرة المغربية في تلك الفترة الذهبية التي مر منها ديبورتيفو لاكورونيا ومصطفى حجي اللاعب الذي كان يتوفر على مؤهلات تقنية جيدة إلى جانب زميله بصير، لقد كانوا خير سفراء للكرة المغربية بالبطولة الإسبانية التي كانت تعج بالنجوم من جميع أنحاء المعمور، وسمعت الكثير عن الحارس الكبير الزاكي بادو الذي حمل ألوان نادي مايوركا الإسباني وكان من أبرز الحراس بالبطولة الإسبانية والدليل أن مدينة مايوركا أقامت له تمثالا كعربون على حسن أخلاقه وسيرته المميزة، كما قرأت عن اللاعب المغربي العربي بنمبارك الذي حمل قميص أتلتيكو مدريد الإسباني، كما تتبعت الشيء الكثير عن الديربي المغربي بين الرجاء والوداد والحماس بين الجماهير بالمدرجات والإحتفالية الرائعة».

- المنتخب: كيف تشعر بتواجدك بالمغرب وبين هؤلاء الأطفال؟
روبيرطو كارلوس: إنها سعادة لا توصف وأنا أشارك في تدشين أول مدرسة سوسيو رياضية بإفريقيا الخاصة بالأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة والتي ستضم ما يناهز 300 طفلا سيستفيدون من برنامج تكويني خاص في كرة القدم والسلة على يد مكونين في المستوى المطلوب من مغاربة وأجانب، وبهذه المناسبة أشكركم على هذا الإستقبال الكبير الذي أبهرني ولا تفوتني الفرصة لأشكر الجميع، المغرب بلد جميل جدا وشعبه مضياف وأتمنى أن أزوره مرة أخرى سواء في نفس المهمة أو لقضاء عطلتي بمدينة تطوان الجميلة والهادئة، لقد زرت الكثير من البلدان، لكن ما رأيته هنا بتطوان كان الأروع.

- المنتخب: يتواجد ضمن صفوف الفريق الملكي لاعب مغربي أشرف حكيمي، كيف ترى موهبة هذا اللاعب؟
روبيرطو كارلوس: نعم أنا واحد من المعجبين بهذا اللاعب الشاب الذي يتوفر على تقنيات في المستوى الكبير وقابلة للتطور، وأشرف حكيمي في نظري واحد من اللاعبين الذين سيكون له شأن كبير بالليغا ورفقة الريال، والدليل أن المدرب زين الدين زيدان يوليه اهتماما كبيرا ويدعمه كثيرا، وقد أشركه في بعض المباريات كاحتياطي رغم صغر سنه لأنه يرى فيه لاعب المستقبل، أتمنى أن يواصل اجتهاده لأن الجميع بريال مدريد يتنبأ بمستقبل زاهر لهذا اللاعب الشاب، وما أعجبني كثيرا هو ضمه للمنتخب المغربي لكي يكسب المزيد من الإحتكاك مع لاعبين كبار، وأتمنى أن لا تستعجلوا وصوله كي ينضج أكثر.

- المنتخب: ماذا عن مستقبلك التدريبي، هل تريد الدخول هذه التجربة بريال مدريد، أم لديك اهتمامات خارج الفريق الملكي؟
روبيرطو كارلوس: بطبيعة الحال بعد أن أنهيت مسيرتي الكروية كان لزاما علي أن أنكب في الحصول على بعض الشواهد التدريبية التي تخول لي ممارستي هذه المهمة، فأنا الآن بريال مدريد أشغل منصب سفير مؤسسته إلى جانب بعض اللاعبين الذين حملوا قميص الفريق، وإذا ما توصلت بعرض تدريبي من أي فريق سأقبله بكل صدق لأنني أريد دخول هذا العالم لأعرف خباياه، لقد استفدت من خبرة كبيرة على يد مدربين كبار، لذلك لدي رغبة كبيرة لأطورها على أرض الواقع، سأنتظر الأيام المقبلة لكي أرى ماذا سيحدث وبعد ذلك أجيبك عن هذا السؤال «ضاحكا».

- المنتخب: وهل تابعت كأس الأمم الإفريقية التي فاز بها المنتخب الكامروني؟
روبيرطو كارلوس: تابعتها بالفعل والتي حقق فيها المنتخب الكامروني اللقب وباستحقاق، الكرة الإفريقية تطورت كثيرا وأصبحت لها بنيات تحتية في المستوى الكبير وخير دليل جنوب إفريقيا التي احتضنت كأس العالم، فملاعبها تفوقت على مجموعة من الملاعب الأوروبية، من دون أن ننسى المستوى الكبير التي ظهرت به مجموعة من المنتخبات التي تضم لاعبين كبار يمارسون في أقوى البطولات الأوروبية، مما أعطى لهذه المنافسة قيمة مضافة، على العموم الكرة الإفريقية تسير في خط تصاعدي.

- المنتخب: إذا كنت معجبا بالكرة الإفريقية، هل ستقبل تدريب إحدى المنتخبات الإفريقية إذا عرضت عليك الأمر؟
روبيرطو كارلوس: «ضاحكا» لما لا؟ لأن أغلب المنتخبات الإفريقية يشرف عليها مدربون أجانب أمثال مدرب المنتخب المالي آلان جيريس والمدرب الإسباني خفيير كليمنتي الذي  كان يشرف على المنتخب الليبي وغيرهم من المدربين الآخرين، إنه شيء رائع أن أخوض تجربة بإفريقيا.

- المنتخب: كلمتك الحرة عبر «المنتخب»
روبيرطو كارلوس: شكرا على هذا الإستقبال، وأشكركم على هذه الإستضافة ومرة أخرى أؤكد سروري الكبير كلما زرت المغرب الذي أنا من المعجبين به كثيرا وهو بلد مضياف.