عاد مصطفى اليوسفي بقوة مع ناديه الجيش في المباريات الأخيرة، واستطاع أن يخطف الأضواء بفضل حضوره الجيد وكذا أهدافه، كان آخرها الثلاثية التي سجلها بمرمى أولمبيك خريبكة.
اليوسفي إبن رجاء بني ملال والذي أكمل تكوينه بالمركز العسكري، يراهن على مواصلة تألقه والعمل بجدية، خاصة أنه يسعى إلى تفجير مواهبه في المباريات المقبلة وكذا مساعدة ناديه الجيش ليعود إلى مستواه المعهود والمصالحة مع الألقاب.
اليوسفي أكد بأن المنافسة على لقب البطولة يبقى صعبا، لكنه يظل متفائلا إن حافظ فريقه على نسقه التصاعدي، وأكد بأن الطفرة النوعية التي يسجلها على مستوى النتائج، تشجع الفريق للبحث على نتائج إيجابية أخرى، والعمل بكل جدية ليعود الجيش لسابق عهده.

- المنتخب: أضعتم فوزا مهما في المباراة الأخيرة أمام المغرب التطواني، برأيك ما الذي حصل؟ 
مصطفى اليوسفي: فعلا كان من المفروض أن نسجل الإنتصار نظير سيطرتنا على كل أطوار المباراة، صحيح أننا تلقينا هدفا لكننا استطعنا العودة في المباراة، حيث تعادلنا وسجلنا الهدف الثاني، لكن في الوقت الذي كنا مطالبين فيه بإضافة أهداف أخرى وتأمين الفوز، أضعنا الكثير من الفرص، لذلك أدينا ضريبة ضياع الفرص غاليا، بعدما سجل الفريق التطواني هدف التعادلمن ضربة جزاء فيها نظر، لأني أعتقد أن الكرة لم تلمس يد زميلي عزيم.

- المنتخب: ألا تتحسرون على ضياع النقاط الثلاث في هذه المباراة، خاصة أن الفريق التطواني لعب بعشرة لاعبين بعد طرد أحد لاعبيه قبل نهاية الشوط الأول؟
مصطفى اليوسفي: طبعا نشعر بنوع من المرارة لأن كل الظروف كانت مواتية للإنتصار في مباراة سيطرنا عليها، خاصة بعدما لعب المغرب التطواني بنقص عددي طيلة الشوط الثاني، عندما تضيع فإنه لا بد أن تؤدي الضريبة غاليا، وهو ما حصل لنا في الدقائق الأخيرة من المباراة، حاولنا العودة لكننا لم نكن محظوظين، رغم الضغط الذي مارسناه، لذلك سنعمل على تعويض هذا التعادل في المناسبات المقبلة. 

- المنتخب: سجل الجيش  على العموم انطلاقة متوجهة في مرحلة الإياب، هل كنتم تتوقعون عودتكم القوية؟
مصطفى اليوسفي: كانت النتائج الإيجابية متوقعة في ظل المجهود الذي قمنا به بعد توقف البطولة، خاصة أنها دامت أكثر من شهر وكانت المناسبة أمام المدرب عزيز العامري من أحل إصلاح مجموعة من الأمور، وكذا للإنسجام أكثر مع أسلوب عمله، خاصة أنه لم يستعد معنا ودخل مباشرة إلى أجواء المنافسة مباشرة بعد تعاقده مع الجيش. 
أجرينا أيضا مجموعة من المباريات الودية أثناء توقف البطولة  واشتغلنا من جميع الجوانب، لذلك كان من الطبيعي أن نسجل نتائج إيجابية، التي أتمنى أن تستمر في المرحلة المقبلة.

- المنتخب: تابعنا كيف تغير أسلوب فريقكم، حيث بات يعتمد على التمرير القصير..
مصطفى اليوسفي: من الطبيعي أن نلعب بهذا الأسلوب لأن هذه هي الطريقة للتي يحبدها المدرب العامري، هو الأسلوب الذي يحاول أن يلقنه لنا، صحيح أننا ما زلنا لم نصل لما يريده، لكن بصمته ظهرت في المباريات الأخيرة من خلال المستوى الجيد الذي نقدمه، وكذا الأهداف التي سجلناها، رغم أننا قادرون على تقديم المزيد من المستويات الجيدة. 

- المنتخب: ربما ساعدكم في ذلك العودة لملعب مولاي عبدالله بالرباط، بعدما عانيتم من الترحال في السنوات الأخيرة؟
مصطفى اليوسفي: طبعا المجمع الأميري بأرضيته الجميلة وكذا دور الجمهور والشعور بأننا نلعب داخل قواعدنا، كل ذلك كان له تأثير على نفسية اللاعبين وكذا الجانب التقني، لذلك كان لا بد من العودة لهذا الملعب، خاصة أنه شاهد على صولات وجولات الجيش، وبه تحققت مجموعة من الألقاب المحلية والقارية، لذلك نتمنى أن تكون عودتنا له موفقة، ليعيد فريقنا توهج الماضي والمصالحة مع منصات التتويج.

- المنتخب : لكن ما يعاب على الجيش أنه يتراخى في اللحظات الأخيرة من المبارايات، وغالبا ما يضيع انتصارات مهمة؟
مصطفى اليوسفي: أشاطرك الرأي لأننا لم نحافظ على الفوز في العديد من المباريات، هذا راجع للضغط الذي كنا نشعر به، كما تعلمون أن الحظ لم يبتسم لنا في بداية البطولة، وهو ما أدخلنا دائرة الشك والقلق، وشعرنا بنوع من الضغط في المباريات، فكان علينا أن نخرج من هذا التراجع، تابعتم أنه منذ انطلاق مرحلة الإياب نجحنا في تجاوز ذلك الإشكال، والأكيد أنه مع مرور المباريات سيصبح الفريق أكثر قوة.

- المنتخب: برأيك ما الذي جعل الجيش يتوارى عن منصة التتويج؟
مصطفى اليوسفي: يحز في أنفسنا أن يغيب الجيش عن المنافسة على الألقاب، لذلك يبقى همنا أن نعود للواجهة، برأيي أن السبب يعود إلى عدم الاستقرار التقني، ذلك أن تعاقب كثرة المدربين في الفترة الأخيرة قد أثر نوعا ما على مشوارنا، خاصة أن لكل مدرب طريقة عمله وأسلوبه.
المعطى الثاني يتعلق بابتعادنا عن ملعبنا، حيث لعبنا في السنوات الأخيرة في عدة مدن، كالخميسات وفاس والجديدة وسلا ثم الرباط، وهو ما أثر علينا، لذلك أتمنى أن يكون المستقبل سارا للجيش الذي يستحق أن يعود إلى دائرة الأضواء.

- المنتخب: في ظل النتائج الإيجابية التي يسجلها، هل تعتقد أنه قادر على المنافسة هذا الموسم على لقب البطولة؟
مصطفى اليوسفي: أعتقد أن الأمر يتعلق بالنتائج التي سنسجل في المباريات المقبلة، ولو أننا لا نريد الضغط على أنفسنا أو نبيع الوهم لجمهورنا، لأن الأمر سيكون صعبا، مع الفارق الذي بينما وبين المتصدر، ولو أن ما يهمنا هو أن نحافظ على النسق الجيد الذي نسير عليه، وكذا النتائج الإيجابية التي سجلناها، أكيد مع مرور المباريات سيتضح لنا إذا كان ممكنا أن ندخل دائرة المنافسة على اللقب أم لا.

- المنتخب: سجلت ثلاثية في مرمى أولمبيك خريبكة، أكيد ستبقى خالدة في مشوارك، ماذا تمثل لك؟
مصطفى اليوسفي: أولا كنت سعيدا بهذا الإنجاز الشخصي الذي سيحفزني من دون شك من أجل البحث عن تقديم عروضا، الأرقام الشخصية تكون في بعض الأوقات مهمة في مشوار اللاعب، لأنه ترفع من معنوياته وتزيد الثقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالممارسة بفريق كبير يضم مجموعة من النجوم، لذلك كنت سعيدا بذلك، وأتمنى أن أواصل السير على نفس الطريق.

- المنتخب: قلت أن الجيش يضم مجموعة من النجوم، ما يعني أن المنافسة ليست سهلة داخل الفريق؟
مصطفى اليوسفي: بالطبع لأن الأندية الكبيرة، دائما ما تعرف مثل هذا النوع من المنافسة بين اللاعبين، حيث تكون المراكز غالية، والجيش عرف مجموعة من الإنتدابات في الميركاطو الشتوي، حيث عزز صفوفه بأسماء للاعبين لهم وزن في البطولة، علما أن المنافسة لها فوائد كبيرة على الفريق، لأنها ترفع مستوانا نحن اللاعبين، لأننا نكون مطالبين بالإجتهاد في التدريبات والمباريات، والإختيار في الأخير يبقى للمدرب عزيز العامري.

- المنتخب: وجدت صعوبات في بداياتك مع الجيش، لماذالم  تنجح في القبض على رسميتك في السنوات الماضية؟
مصطفى اليوسفي: الأمر يعود للمدربين الذين تعاقبوا على تدريب الجيش، لأن كل مدرب له فلسفته وفكره، هناك من كانوا يعتمدون علي  وآخرون لم يمنحوا لي الفرص لعدم دخولي في مخططهم بحسب قناعتهم، لذلك إنتظرت فرصتي ولم أستسلم، حيث واصلت اجتهادي.
لا بد من الإشارة أيضا إلى تأثير الإصابات التي تعرضت لها، على غرار تلك التي تعرضت لها في الركبة، قبل سنوات أمام المغرب التطواني، إذ سجلت في تلك المباراة هدفا، قبل أن أتعرض لإصابة في الركبة خضعت على إثرها لعملية جراحية أبعدتني لفترة طويلة.

- المنتخب: ما الذي أضافه لك المدرب العامري؟
مصطفى اليوسفي: ليست المرة الأولى التي أتدرب فيها تحت إمرة المدرب الكفء عزيز العامري، لقد سبق له أن دربني في أول موسم لي مع الكبار، طبعا أستفيد منه أكثيرا لأنني أحضر قبل انطلاق التداريب بساعة وأقوم بتمارين تقنية على غرار التموقع وكذا التسديد وكيفية التعامل مع الكرة في بعض الزوايا والإنطلاق بالكرة، هي مجموعة من الأمور التقنية التي استفدت منها وما زلت أستفيد من أجل تطوير مستواي.

- المنتخب: المتتبع لمشوارك سيتأكد له أنك تقمصت مجموعة من الأدوار، لكن أين يرتاح اليوسفي في المنظومة التكتيكية؟
مصطفى اليوسفي: فعلا، شغلت مجموعة من المراكز سواء في الدفاع أو الوسط أو الأظهرة، وحتى الوسط الدفاعي والهجومي، ثم وراء المهاجين، وكذا المهاجم القناص والأجنحة، كل ذلك منحني خبرة كبيرة، حيث تحسن مستواي، ولاعب الكرة دائما ما يكون مطالبا ليكون جاهزا لكل مركز لسد غيابات زملائه.

- المنتخب: هل يبقى طموح اليوسفي في البقاء تحت كنف الجيش؟
مصطفى اليوسفي: كأي لاعب يحلم بدخول تجارب إحترافية واللعب في مستويات أخرى، لكن ذلك يبقى رهينا بمدى تألقي وتقديم أفضل المستويات، لأن الأهداف لا تتحقق بالضغط على الزر، بل بالعمل المتواصل والجدية والمثابرة، من جانبي أشتغل وأكد من أجل الظهور بمستوى جيد، حيث أراهن هذا الموسم على تفجير طاقتي وتقديم كل ما تملك جعبتي، وبعدها يمكن التفكير في ما هو آت.

- المنتخب: الكثير من لاعبي الجيش تأثروا كثيرا بالنتائج السلبية التي سجلها الفريق في المواسم الأخيرة، ما جعلهم يتواروا عن الأنظار..
مصطفى اليوسفي: بالطبع عندما تتراجع نتائج الفريق فإن ذلك يكون له تأثير على اللاعب وكذا صورته، مثلا على صعيد الإختيار في المنتخبات الوطنية، لذلك نعرف المسؤولية الملقاة علينا الآن من أجل إعادة توهج الجيش، نحن كلاعبين نشعر بالمسؤولية ونطمح لنعيد البسمة لجمهور الجيش الذي نأسف له، لأننا لم نسعده منذ فترة، لذلك أتمنى أن تكون المرحلة المقبل فاتحة خير على الفريق، ليعود إلى منصة التتويج.