من دبر المؤامرة ليلا ضد لبؤات الأطلس؟ القصة الكاملة


ما زالت ضربة الجزاء المعلنة للفريق الوطني النسوي من حكمة المباراة النهائية أمام نيجيريا، وإلغائها بعد مطالعة اللقطة في شاشة الفار، تثير جدلا كبيرا، إذ كانت موضوع رسالة احتجاج قوية من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى الكونفدرالية الإفريقية، بل إنها اليوم مرتكز فضيحة أكبر، لابد أنها ستهز أركان لجنة التحكيم داخل الكاف.
فأين تكمن الفضيحة إذا؟


• جزاء مع وقف التنفيذ!
تذكرون ما حدث في الدقيقة 78 من مباراة نهائي كأس إفريقيا للأمم، بين المنتخبين المغربي والنيجيري، والنتيجة متعادلة (2-2)، من زاوية قريبة جدا، لاحظت حكمة المباراة، الناميبية أنتيسينو توانيانيوكوا،  أن الكرة التي مررتها لاعبة الفريق الوطني إبمان سعود، اعترضتها داخل منطقة الجزاء يد المدافعة النيجيرية باسينغ ديميهين، في حالة لم تتردد معها الحكمة الناميبية في الإعلان عن ضربة جزاء، لم تحتج عليها اللاعبة النيجيرية المتورطة بلمسة اليد.
وبينما تقدمت العميدة غزلان الشباك لتنفيذ ضربة الجزاء، ووضعت الكرة في نقطة الجزاء، ستشير عليها الحكمة بالتريث قليلا، لأن حكمة الفار الرواندية ساليمة مونكا نسانغا، كانت بصدد معاينة اللقطة، للتأكد من صحة ضربة الجزاء من عدمها.
طبعا، عملية التدقيق تطلبت وقتا قدر بأربع إلى خمس دقائق، كانت خلالها حكمة الفار ومساعدتيها يستعرضن الزوايا التي تظهر طبيعة لمسة اليد، وقد أظهر لنا مخرج المباراة من زواية معينة، أن الكرة لمست يد المدافعة النيجيرية وهي خارجة عن جسدها، ما تجتمع فيه كل عناصر الإقرار بصحة ضربة الجزاء.


• الحكمة تعود عن قرارها!
بعد المعاينة، ستطلب حكمة الفار من حكمة الوسط الذهاب لشاشة الفار لمعاينة اللقطة، وفي ذلك إشارة إلى أن هناك شكا في صحة ضربة الجزاء.
وكما أظهرت لنا الكاميرا ذلك، فإن الحكمة، لم تحصل إلا على صورة من زاوية واحدة لا تظهر وضوح ضربة الجزاء، وهو ما حول يقين الحكمة إلى شك، فعادت إلى أرضية الملعب وهي مقتنعة بحكم التوهيم الذي حدث، أن ضربة الجزاء المعلنة للفريق الوطني غير صحيحة، وبالتالي ألغتها أمام اندهاش الكل، علما أنها احتسبت لنيجيريا ضربة جزاء من لقطة مشابهة، بعد العودة لغرفة الفار.
إلغاء ضربة الجزاء هاته، سيعقبه هدف ثالث للمنتخب النيجيري، وهو هدف التتويج باللقب، وستعقبه أخطاء سقطت فيها حكمة المباراة بفعل ما تسببت فيه ضربة الجزاء المرفوضة من تشتيت لتركيزها.
وما بين اللقطة التي أصرت عليها حكمة الفار لتظهرها لحكمة الوسط، واللقطة التي أخفيت عنها وتتطابق مع ما شاهدته بأم عينها، فلم تتردد في الإعلان عن ضربة جزاء، اتضح لنا جميعا أن هناك مؤامرة دبرت في غرفة الفار عن سبق إصرار وترصد.
مؤامرة نسجت خيوطها بإحكام حكمة الفار الرواندية ساليمة مونكا، ولم تقف الجامعة عندها مكتوفة الأيدي.


• جريمة موصوفة وسرقة علنية
ما بعد الغضب الكبير الذي بدا على رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع، وهو يتوجه لحكمة المباراة، الناميبية أنتسينو ليسائلها عن سبب رفضها ضربة جزاء، أقرت مشروعيتها بالعين المجردة، اكتملت لدى الجامعة عناصر الجريمة الموصوفة والسرقة العلنية، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تمدها بالدلائل الثبوتية، لقطات للعملية موضوع الجدال، استخرجها مخرج المباراة، وقد شاهدنا واحدة منها، وكلها تظهر أن ضربة الجزاء كانت صحيحة، وكما يقال في القول المأثور "ضربة جزاء لا غبار عليها"، ما يؤكد أن الفعل كان مقصودا، ومن تم وجب التشكي بقوة، لأن السكوت عن جريمة كهاته أشبه ما يكون بالشيطان الأخرس.


• بوطبسيل يترافع بالدلائل
المرافعة الأقوى التي جاءت بالدليل القاطع على وجود فعل التآمر، في تدخل غرفة الفار في قرارين حاسمين خلال مباراة، الكشف عن ضربة جزاء لمنتخب نيجيريا لم تعلن عنها حكمة الساحة، ثم التحايل على اللقطات لإظهار اللقطة التي ستدفع بحكمة الساحة إلى إلغاء ضربة جزاء، كانت من قبل قد أقرت بمشروعيتها.
تلك المرافعة جاء بها الزميل حسن بوطبسيل مدير قناة الرياضية، الذي تواصل مع الزملاء براديو مارس، ليكشف الحقيقة، حقيقة أن مخرج المباراة عرض كل اللقطات المتاحة على غرفة الفار، فاختارت منها ما لا توضح وجود فعل لمس الكرة باليد.
يقول الزميل بوطبسيل: "حتى أضع الرأي العام في الصورة، وأنفي كل ما يجري تداوله خطأ بل وتشنيعا في ضلوع الإخراج التلفزيوني في واقعة ضربة الجزاء التي احتسبت للفريق الوطني، وألغيت بنية مبينة، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رصدت بموجب الشراكة الموقعة مع الكاف ومع الجامعة، 24 كاميرا لنقل المباراة النهائية بين المغرب ونيجيريا، واستطاع الإخراج التلفزيوني أن يسيطر على كافة التفاصيل.
ما يتعلق بضربة الجزاء، مخرج المباراة وضع الواقعة كما نقلتها مختلف الكاميرات أمام حكمات الفار، وبالتالي كانت هناك كثير من الزوايا التي يمكن أن تساعد على بناء القرار الصحيح.
الغريب أنه عندما استدعيت حكمة الساحة لمعاينة اللقطة، أعطيتها زاوية واحدة، وهي أكثر زاوية لا تعطي الاقتناع الكامل بأن هناك ضربة جزاء، حدث ذلك بنية مبيتة من حكمة الفار.
بعد إلغاء ضربة الجزاء، طلبت من زميلي المخرج، وهو بالمناسبة كفاءة وطنية عالية، أن يعطي للجمهور اللقطة التي تم حجبها عن الحكمة بنية مبيتة، وهي تظهر بشكل واضح أن ضربة الجزاء المرفوضة صحيحة مائة بالمائة.
شخصيا لاحظت حتى قبل المباراة النهائية، أن غرفة الفار لا تتعامل بشكل صحيح مع الزوايا الممنوحة لها من الإخراج التلفزيوني، ونبهت إلى أن هناك سوء استعمال للقطات، وهذا أمر خطير".
والآن وقد اكتملت عناصر الجريمة، ماذا سيكون موقف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم؟
هل ستلتزم بالصمت كعادتها؟